تفاصيل المواجهة بين أنصار شباط والأمن لافراغ مقر نقابة "الاستقلال"- صور/فيديو

10 يوليو 2017 - 23:00

رغم المقاومة الكبيرة التي أبداها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وأنصاره للحيلولة دون تنفيذ الأمر الاستعجالي الصادر عن ابتدائية الرباط، والقاضي بإفراغ مقر نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لصالح أنصار حمدي ولد الرشيد، إلا أن السلطات الأمنية نفذت هذا الأمر بعد تردد كبير أبدته هذه الأخيرة، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات بالأيدي بين أنصار شباط وبعض عناصر القوات الأمنية.

المسؤولون الأمنيون الذين قَدِموا إلى مقر النقابة حاملين معهم قرار الإفراغ، استقدموا فضلا عن ذلك، خمس حافلات من القوات العمومية، كما أكد شباط نفسه، وبعد ذلك تم سحبهم ليتم استبدالهم بخمس « سطافيطات » مملوءة بالقوات الأمنية، قبل أن يتقدم أحد الضباط المكلفين بإنفاذ القانون ليوجه ثلاث إنذارات بالإخلاء لشباط ومناصريه الذين طوقوا باب مقر النقابة ووضوا حاجزا بشريا لمنع الأمنيين من اقتحام باب المقر، بينما صعدت عدد من النسوة المناصرات لشباط إلى سطح مقر النقابة وبدأن بالصراخ وهددت إحداهن بالرمي بنفسها أرضا من فوق ست طوابق إن اقتحمت القوات الأمنية مقر الجمعية أو النقابة.

لكن شباط ومناصريه رفضوا إفراغ مقر النقابة أو الانسحاب من أمام باب، قبل أن يتدخل محامي شباط واحتج بقوة على المسؤولين الأمنيين، مطالبا إياهم بمدهم بقرار يقضي بإفراغ المقر الذي هو في حوزة جمعية يترأسها شباط.

شباط وأنصاره يقاومون قرار إفراغ مقر النقابة

وشدد المحامي هشام رضواني، الذي كان يتحدث إلى أحد المسؤولين الأمنيين، على أن السلطات تملك قرارا يقضي بإفراغ مقر النقابة، في حين أن مقر النقابة يوجد في ملكية جمعية تنموية، معتبرا أن هذه الأخيرة غير مشمولة بقرار الافراغ، مما يجعل القرار غير قابل للتنفيذ.

هذه « المرافعة » التي تقدم بها محامي شباط، جعلت المسؤول الأمني يأمر قواته بالتراجع إلى الخلف، حيث انسحبت واختفت عن الأنظار بالكامل لمدة 10 دقائق، قبل أن تعود من جديد لتتدخل بكل قوة وأسقطت شباط وعددا من أنصاره أرضا واجتازت الحاجز البشري المذكور.

في خضم هذا التدخل الأمني قاوم أنصار شباط القوات العمومية، مما جعلهم يشتبكون بالايدي مع بعض الأمنيين.

انصار شباط يسقطون أرضا بعد تدخل أمني في باب مقر النقابة

حميد شباط لم يسلم من « عنف » القوات الأمنية التي أزاحته بكل قوة بمعيّة زوجته من أمام باب المقر، مما تسبب له ذلك في جرح خفيف على مستوى خده الأيسر، كما عاين ذلك « اليوم 24″، وفي المقابل سقطت ثلاثة نسوة من أنصار شباط أرضا بعدما تم دفعهن بالأيدي من قبل القوات الأمنية.

وبعدما سيطرت القوات الأمنية على مقر النقابة وكسرت كل الأقفال سواء بالباب الخارجي للمقر أو الأبواب الداخلية، أحس شباط بحسرة لم يستطع أن يخفيها أمام عدسات الكاميرات التي تحلقت حوله، قبل يشرع في البكاء وأسرع خطواته بعيدا عن عدسات الكاميرا، وانزوى في إحدى المقاهي المجاورة لمقر النقابة رفقة بعض أنصاره.

وفي ذلك الحين، واصلت القوات العمومية في الاشراف على تغيير أقفال أبواب كل طوابق العمارة التي يوجد بها مقر النقابة وجرد الممتلكات التي توجد بالمقر، بحضور النعمة ميارة، الذي يدعي أنه هو الكاتب العام للنقابة، وأمين المال، فيما واصل أنصار شباط احتجاجهم برفع الشعارات التي تنادي باسم الملك، وتندد بأسلوب اقتحام المقر بدون قرار صحيح، بحسب قولهم.

وواصلت القوات الأمنية تطويق المقر للحيلولة دون دخول أنصار شباط للمقر، إلى حين إكمال جرد ممتلكاته وتسليم المفاتيح إلى النعمة ميارة، وبعدما تم استدعاء شركة للأمن الخاص من قبل تيار ميارة، لحراسة مقر النقابة.

وتعهد أنصار شباط، في حديثهم لـ « اليوم24 » بعدم الاستسلام لهذا القرار الذي وصفوه بـ « الجائر »، معلنين أنهم سيواصلون معركتهم « بمختلف الطرق ».

شباط وأنصاره يقاومون قرار إفراغ مقر النقابة IMG_1489 IMG_1490

يذكر أن هذا النزاع الحاصل داخل نقابة شباط، بدأ كامتداد للصراع الحاصل داخل حزب الاستقلال، بين شباط وأنصاره، ومخالفيه الذين يتزعمهم حمدي ولد الرشيد.

وتطور هذا النزاع عندما دعا أنصار ولد الرشيد إلى مؤتمر لانتخاب قيادة النقابة ضدا في الكاتب العام الموالي لشباط، كافي الشراط. وأفرز هذا المؤتمر انتخاب النعمة ميارة كاتبا عاما للنقابة، وحصلوا على وصل من السلطات في الموضوع، فيما طعن أنصار شباط في هذا الانتخاب، معتبرين أن الممثل الشرعي للنقابة هو الكافي الشراط.

لكن شباط جمع أنصاره هو الآخر في مؤتمر جديد للنقابة وانتخبوا حميد شباط نفسه كاتبا عاما للنقابة رغم أنه الأمين العام لحزب الاستقلال، قبل أن تتدخل القوات العمومية لنسف المؤتمر، بناء على دعوى استعجالية رفعها النعمة ميارة لإبطال انعقاد المؤتمر.

وفي الوقت الذي لا يزال النزاع في المحاكم بين الطرفين حول من له شرعية قيادة النقابة، رفع ميارة دعوى استعجالية جديدة أمام ابتدائية الرباط، في إطار دعوى مدنية، تقضي بإفراغ مقر النقابة لصالحه، وهو ما استجابت له المحكمة ليتم إفراغه البوم الاثنين.

IMG_1476 IMG_1477 IMG_1478 IMG_1480 IMG_1481 IMG_1482 IMG_1483 IMG_1484 IMG_1485 IMG_1486 شباط وأنصاره يقاومون قرار إفراغ مقر النقابة

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

رضى الله منذ 6 سنوات

النعمة مباشرة مدعوم من طرف المخزن ضد شباط وإلا ما معنى هذه الأحكام الاستعجالية والإفراج في القوة مع ان الكثير من القضايا تنام طويلا في المحاكم

التالي