جبهة القوى الديمقراطية في مؤتمرها الخامس.. عندما يهب الرفاق لبعث غصن الزيتون

26 يوليو 2017 - 00:33

بدا لي بملامح شاحبة وإيماءات ظهر عليها الاضطراب المشوب بغير قليل من الانكسار، حين قابلت الراحل التهامي الخياري ذات تشريعيات 2011. مقعد وحيد لم يكن ليرضي طموحات زعيم جبهة القوى الديمقراطية.. فهو الحزب والحزب هو.. اسمه من اسمه ووزنه من وزنه.
لم يتوان المرحوم في ذلك الإبان عن إفشاء أسراره لي رابطا ما حصد غصن الزيتون بمشهد سياسي وصفه بالباهت، وبتلميح أقرب إلى الوضوح عبر مزمجرا عن رغبته في نزع جبة المحارب مادامت المعركة غير منصفة. وكأن القدر سمع المناجاة فقد لبى الزعيم نداء ربه سنتين بعد كبوة 2011 مودعا حزبا صنعه بيديه في لعبة البحث عن القيادة داخل حزبه الذي شب فيه. معركة قيادة خسرها سنة 1997 عندما سمي اسماعيل العلوي ربانا للتقدم والاشتراكية فكان أن غادر الخياري غاضبا ليؤسس « علامة » جديدة.
وفاة الزعيم وصفها متتبعو الشأن السياسي حينذاك برصاصة الرحمة التي نحرت جسد الحزب التقدمي شأنه في ذلك شأن أحزاب الشرعية التاريخية. ولعل هذا الوصف وذاك القدر يرفضه الجبهويون اليوم وهم يعقدون مؤتمرهم الوطني الخامس. مؤتمر قيل إنه يعتمد رصيده التاريخي بشقيه السياسي والفكري لبناء مسيرته الجديدة في درب الحداثة الطويل؛ حتما سيكون شاقا، فزاد الرحلة نفذ ونجاحات الأمس على قلتها لن تستحضرها سوى حكايات الجدات أو كما يصف ذلك الأمريكيون it’s history ! . ولأن التاريخ عند حصول الأسوء أو النقيض لا يرحم فقد سجل أن جبهة القوى الديمقراطية غطت 75 في المائة من الدوائر الانتخابية في الاقتراع الأخير، ولم يغنم شيئا من مقاعد مجلس النواب. هي فعلا مهمة صعبة يقول الكاتب الوطني مصطفى بن علي « نعيش بتاريخنا وكل الأحزاب تتذكر بفخر زعاماتها السياسية وارتباط اسم الجبهة بالتهامي الخياري لا يضر ». ماردده الأمين العام سقط أرضا في حينه عندما سمعنا جميعا زغاريد المؤتمرات اللواتي أثثن فضاء مسرح محمد الخامس تماما كما يحدث في مؤتمرات عديد أحزاب عندما لا يدرك الحضور دواعي حجه إلى المكان. عكس بنعلي، كان عضو الأمانة العامة زهير أصدور أكثر وضوحا عنما علق  » حان وقت العمل » وبنفس راديكالي ذكرنا بجرأة مناضلي اليسار التاريخي الجذري أيام الفورة النضالية، قال أحد المؤتمرين  » عند انتخاب الهياكل غادي نفركعو الرمانة ».
فهل ستضخ فعلا دماء جديدة غدا مع انتخاب الهياكل أم ستجدد الثقة في قيادة فقدت بريقها فور وفاة زعيمها؟

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي