"حجابك الغبي يسد أذنيك".. عنصرية دوت بأعرق جامعات لبنان!

21 سبتمبر 2017 - 17:21

في بلد التعددية لبنان دوت، قبل يومين، في إحدى أعرق الجامعات، الجامعة الأميركية في بيروت، صدمة قوية.

في بلد التنوع والتعايش، كما وصف مرارا، لبنان، البلد الذي طوى صفحة حروبه الطائفية، منذ أكثر من 25 سنة، وحيث تعيش حوالي 18 طائفة، وأكثر، صعقت الساحة الجامعية بجملة عنصرية، ارتكبها من يفترض أن يكون « مخرجا، ومثقفا » لأجيال، وأجيال.

القصة بدأت في أحد أروقة الجامعة الأمريكية في بيروت، في محاضرة للعلوم الاجتماعية، حيث كانت تجلس مريم دجاني، ابنة الـ 18 ربيعا.

ففي 18 شتنبر، وحين بادرت مريم بكل « عفوية » لتسأل الأستاذ سمير خلف، الذي كان يحاضر في علم الاجتماع، أن يعيد جملته الأخيرة، فوجئت بحسب ما أكدت لـ »لعربية.نت » برد غاضب، مشحون. إذ قال لها « لا تستطيعين أن تسمعيني لأن هذا الوشاح الغبي يغطي أذنيك، لذلك، إن نزعت هذا الحجاب ستتمكنين من سماعي بوضوح.

مريم، التي لم تستطع التغاضي عن تلك الإهانة، أوضحت للعربية.نت: « أن ردة فعل الدكتور خلف تكون مغايرة عندما يطلب منه الطلاب الآخرون تكرار ما قاله ».

وعندما أجابته، وقالت: « إن هذا رأيك الشخصي ولا يحق لك التهجم علي »، ما كان منه إلا أن رد موضحاً: « إنه لا يتهجم عليها بل على كل المحجبات بالمجمل ».

ولم يكتف خلف بذلك، حسب مريم، بل راح يسألها بعد نهاية المحاضرة عن المدرسة، التي ارتادتها، وعما إذا كانت أمها محجبة و »كأنه لم ير فتاة محجبة من قبل ».

إلا أن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد لجأت الشابة في بادئ الأمر إلى إدارة الجامعة، قبل أن تنشر تلك « الإهانة العنصرية » في حسابها الشخصي في فايسبوك، لتنتشر بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

لم يعد أمراً شخصياً بل يمس كل المحجبات

وعند سؤالها لماذا نشرت القصة في فايسبوك، طالما أن إدارة الجامعة تجاوبت معها، ووعدتها بمتابعة الموضوع، ومحاسبة الأستاذ، أوضحت أنها « شعرت بأن الأمر لم يعد مسألة شخصية، بل قضية عامة تمس جميع المحجبات، وكل امرأة، بل كل شخص حر له الحق في أن يكون كما يريد، وأن يرتدي ما يريد. فلكل إنسان الحق بأن يعبر عن نفسه، وهويته دون أن يحقر أو يهان ».

 

تظاهرة تنديد ووعد من الإدارة بالمحاسبة

في المقابل، لم تترك مريم وحدها، فقد تعاطف معها عدد كبير من طلاب الجامعة، ونظموا، أمس الأربعاء، تظاهرة دعم لها.

وقد علقت مريم بالقول: « بفضل تعاطف جميع الطلاب، الزملاء والزميلات، الذي تمثل في مظاهرة أمس الأربعاء، وفي دعمهم لي معنويا بالاتصالات الهاتفية، والتواصل الاجتماعي، استطعت أن أجعل صوتي مسموعا، ومن خلاله عبر جميع الطلاب عن استنكارهم الشديد لسلوك الأستاذ، وعن تأكيدهم لنبذ التمييز، ومطالبتهم باحترام الاختلاف، فنحن في صرح جامعي نتعلم فيه قبل كل شيء قبول الآخر، والتعارف، واحترام الاختلاف دون تمييز ».

من جهتها، أكدت إدارة الجامعة الأمريكية أن التحقيق جار، واعدة باتخاذ القرار المناسب في أسرع وقت.

إلى ذلك، شدد عميد شؤون الطلاب، الدكتور طلال نظام الدين، خلال تظاهرة، أمس، على أن الجامعة الأمريكية لطالما كانت صرحاً للتعددية، والتنوع، معبراً عن احترامه للطريقة، التي عبر فيها الطلاب عن موقفهم المتضامن مع رفيقتهم مريم.

وأضاف متوجهاً إلى الطلاب بضرورة الاستمرار في إيصال صوتهم، والتعبير عن آرائهم، واحترام الاختلاف لكي يكونوا قدوة لغيرهم في الشرق الأوسط، والعالم الأجمع، « لا سيما أن عدم التسامح موجود أينما كان »، بحسب تعبيره. 

الطامة الكبرى.. سوابق مماثلة

أما الطامة الكبرى فتكمن في أن الأستاذ بحسب مريم سبق له أن تهجم على أخريات، بحسب ما اكتشفت الشابة بعد أن عرضت الموضوع على مجموعة خاص بطلبة الجامعة، إلا أن المفاجآت لم تتوقف هنا، فالأستاذ نفسه كان رئيس قسم علم الاجتماع لمدة ست سنوات في هذه الجامعة.

ويبقى السؤال الملح متى سيدرك بعض منا أن ليس من حقه فرض آرائه على الآخرين، متى ستتخلص بعض مجتمعاتنا العربية من هذا الكم المنفر من العنصرية والتحجر؟

وبعد، سؤال آخر لا يزال يشغل ذهن مريم: » هل من المجدي مواصلة دراستها في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، الذي يتسم بتقبل وفهم الغير، مع وجود مثل هذه النماذج في مجتمعاتنا وجامعاتنا؟

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي