علوة: طريقة اعتقال بوعشرين لم يبررها حتى جهابذة القانون

15 يناير 2019 - 22:00

كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟

لم أتعرف على بوعشرين إلا من خلال كتاباته، وإن كان أننا تقاطعنا مع الكثير من الزملاء والأصدقاء الذين اشتغلوا معه في عدد من المنابر، سواء التي اشتغل بها أو أسسها في ما بعد. مقالاته كانت كافية بالنسبة إلي كي أتعرف على  صحفي عارف ومطلع وفوق ذلك صاحب قلم رصين.

كيف تنظر إلى تجربته الصحافية؟

تجربته الصحفية هي تجربة مغايرة ونموذجية لصحفي ابتدأ صغيرا واستطاع أن يكبر على مهل وأن يغير ملمح الصحافة المستقلة بالمغرب إلى حد أن تحول لصوت لا يشبه الكثير من التجارب والتي تكتب بإيعاز من أحدهم.

نجح بوعشرين كقلم صحفي في أن يقنع المغاربة بكل شرائحهم وطبقاتهم، وكان الصوت الناضج الذي يضيء الكثير من العتمات ويسد الكثير من الفراغات، والحاجة لقلم مثل قلم هذا الرجل هي حاجة ملحة في هذه الأثناء بالذات، وحتى حين حمل صفة “الباطرون” لم يمارس تبطرونيت الرخيصة التي يمارسها بعض من قطر بهم سقف هذه المهنة، وكان مهنيا وإنسانا في علاقته مع كل من انتمى لمؤسسته.

ما رأيك في اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟حكم الابتدائي الصادر في حقه؟

أطوار محاكمة الزميل بوعشرين لم تنته بعد، وشخصيا عندي أمل في ما تبقى من عمر هذه المحاكمة الأليمة التي ابتدأت أطوارها بداية أعجز عن فك طلاسمها، خاصة طريقة الاعتقال التي لم يستطع تبريرها حتى جهابذة القانون في هذا البلد.

محاكمة بوعشرين أفرزت أيضا سجالا مهنيا لا قبل لنا به في هذه المهنة، وتفرقت بنا السبل  بين شيطان أخرس وشيطان رجيم، وبين متحسر وبين شامت، وبين عاجز عن الكلام  وبين متقول مراوغ، وبين من أوقد النار وبين من أججها، وبين من طبل ومن زمر، وبين من انتشى وضرب أخماسا في أسداس ونصب المقصلة لزميل لنا كان بالأمس القريب يضيء ما تبقى من زمن هذه المهنة العسيرة، وينير بسمة أطفاله الآتية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي