علي أومليل: فشل التعليم هيأ تربة خصبة للفكر المتطرف في المغرب

17 مارس 2018 - 20:00

 

 حمل علي أومليل، الباحث والمفكر المغربي، مسؤولية ظهور الفكر المتشدد وأفراد يحملون الفكر الإرهابي، إلى التعليم العمومي، حيث قال إن « فشل منظومة التعليم العمومي تهيئ وتنتج فئة يائسة قابلة للالتحاق بالجماعات الإرهابية« .

وحسب أومليل، فإن « خريجي التعليم العمومي هم مشروع عاطلين أو موظفين برتب متدنية، مما يخلق لديهم حقدا وهشاشة تسهل على الجماعات الإرهابية استقطابهم وغسل أدمغتهم« .

واعتبر أومليل، الذي كان يتحدث خلال ندوة، بالرباط حول « مآلات الربيع العربي« ، أن دول العالم العربي ومنها المغرب تحتاج إلى ثورة دينية جديدة، قائلا « لا بد من مواجهة الحقائق، الإصلاح الجذري للحقل الديني هو السبيل الوحيد لمواجهة الإرهاب« ، وأضاف « سيقول البعض إن هذه دعوة قديمة وإصلاح الفكر الديني بدأ منذ ما يربو على قرنيين، لكن إصلاح الحقل الديني كما بدأ في تركيا وفي تونس والمغرب، كان لدوافع تختلف عن دوافع اليوم. ففي السابق، كان الإصلاح مطروحا بدافع إحداث توازن في خلل  ميزان القوى بين أوروبا والعالم الإسلامي. أما اليوم، فهو لإعادة الفكر المتوازن والمعتدل للمجتمع« .

الإصلاح الديني الذي دعا إليه أومليل، يبدأ من المدرسة، حيث قال إنه « إذا كان الإصلاح الأول بدأ بإصلاح الجيش، فإصلاح اليوم، يجب أن يبدأ من التربية والتعليم« ، مضيفا « في المغرب لدينا نوعان من التعليم خاص وعمومي. التعليم الخاص لا تقدر على تكلفته عامة  الشعب، وهو ما يرسل للاندماج في سوق الشغل بسرعة. أما تعليم الدولة، فيرسل إلى البطالة والوظائف والمهن المتدنية« ، مشددا على أن « خطورة التعليم العمومي ليس فقط، أنه يفضي إلى مهن متدنية أو البطالة، لكن يؤدي إلى انشقاق مجتمعي وحرب أهلية معرفية« .

وتابع المفكر المغربي قائلا إن هناك فئة من السفليين المتشددين يدفعون في اتجاه أن يتم ربط التعليم واللغة بكل ما هو ديني« ، مشيرا إلى أن هذا « يشكل خطرا حقيقيا على الشباب والذين يرتادون المدارس العمومية« .

من جهة أخرى، اعتبر أومليل أن زعماء الأحزاب الشعبويين استغلوا الربيع العربي والديمقراطية الشعبوية لصالحهم، من أجل الوصول إلى الحكم والاستبداد. وأضاف أن « الوضع في العالم العربي يحتاج إلى تغيير جذري في الفكر الحقوقي، قبل ذلك كان الحقوقيون يدافعون عن حقوق الإنسان من خلال مرجعية غير متنازع عنها، وكان الخصم معروفا وهي الحكومة أو الدولة التي تضرب بعرض الحائط حقوق الإنسان، لكن الوضع تغير وأصبح بالمجتمعات جماعات مسلحة تقتل وتذمر، حيث أصبح الناس مهددين في حقهم الأول، وهو الحق في الحياة« ، يقول الباحث المغربي.

ووفق أومليل، فإن الوضع الجديد جعل المطلب الأول للناس هو الأمن، وكل مطالبهم للدولة تتمحور حول الأمن، بغض النظر هل هي دولة مؤسسات وديمقراطية، موضحا أن » الدولة الأمنية أصبحت مقدمة على الدولة الديمقراطية« ، وتابع « وهذا عكس ما بشر به الربيع العربي، الذي أسقط أنظمة حكم استبدادية ورفع شعارات الكرامة والحرية والعدالة« .

وأكد أومليل على أن العالم العربي يعيش ردة على جميع المستويات تم تغليفها بمصطلح براق هو « التعددية« ، مردفا أن عددا من الدول بعد الربيع العربي حاولت بناء دول « ديمقراطية » مزيفة على أسس حديثة، لكن حسب المتحدث ذاته، لم تستطع الاستمرار في غلافها المزور طويلا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

عبدالرحمان منذ 6 سنوات

لعنة الله عليه إلى يوم الدين

التالي