-->

أنواع من سلخ الجلد

16 نوفمبر 2018 - 13:22

لا أصدق أن يسلخ جلد الإنسان وتسلخ خصيتاه وتقدم أعضاؤه النبيلة والخسيسة للسلطان على طبق من فضة، في هذا العصر الإسلامي الخسيس.

بالأندلس قامت الكنيسة المسيحية في عمليات واسعة للتطهير الديني وفرض المسيحية، بما لا يمكن تصوره من أعمال البشاعة والتمثيل بالمسلمين. وابتكار آلات لسحق عظامهم أحياء، وتقطيع أوصالهم، وسلخ جلودهم، والتفنن في التعذيب واغتصاب الشرف والكرامة الإنسانية، وافتراس البشر وتمزيقه كما تفعل الذئاب والسباع الهائجة لا تبقي ولا تذر. ولولا حركات الهروب الجماعي والهجرات وجلاء اليهود لطالهم ما طال المسلمين من هذه الهمجية الشنيعة.

وفي ألمانيا النازية استعملت أفران إذابة الصلب، في عمليات التطهير العرقي. لقد زجت في تلك الأفران كل الكائنات البشرية المعارضة للفكر النازي والنظام النازي، من مختلف الأجناس غير الجرمانية، ومن مختلف الديانات الإسلامية واليهودية والوثنية وسواها. وإن تميزت الصهيونية بالاستفادة من هذا الحدث في الترويج لمظلومية إسرائيل، وابتزاز العالم بالمحرقة النازية.

يقوم السلطان في الحكاية الشعبية المغربية المنحدرة من التراث الوثني، بإنزال العقوبات بالمخالفين عن طريق ما يُعرف بـ « جمل عطشان وجمل جيعان ». وهي عقوبة تقوم على ربط المعاقب من أحد رجليه بجمل جوعان يوضع أكله في يمينه على بعد كبير كي يتجه بكل قوته للوصول إليه، وبربط الرجل الثانية بجمل عطشان يوضع له الماء في يساره على بعد كبير منه كي يسعى بكل قوته إلى الوصول إليه، ما يجعل كلا من الجملين يشد في اتجاه مخالف فيتمزق الإنسان نصفين وأكثر.

تلك عصور الهمجية والحقد الأعمى الذي لم يغادر البشرية في عهد القوانين وحقوق الإنسان.

لا تسلم قوانين هذا العصر من سلخ جلد المعارضين وتعذيبهم بواسطة أحكام القضاء، وإجراءات السجون ومراكز الاعتقال أو الاحتجاز. بل إن كثيرا من القوانين اليوم، تصنع خصيصا لتقديم المعارضين عبرة للآخرين ونموذجا لغيرهم، وعملا على إخراس الأصوات الحرة ومصادرة الرأي المخالف.

ولا تسلم قرارات الدول المتعطشة للعظمة والتعاظم، ولا القرارات الدولية في ركابها، من نفث الحقد وتصريف شهوة الانتقام من الحضارات المخالفة أو الأمم المستعصية، والديانات، واستعبادها، ونهب ثرواتها، بتشريع التعذيب الجماعي والإبادات بالصواريخ والنووي وأنواع الأسلحة المبتدعة وغيرها.

ولا يتورع البحث العلمي أو الكذب العلمي عن التورط في ابتكار قوانين وآليات التعذيب والتدمير، أقلها تسميم الشعوب بإنتاج الأمراض والأدوية واللقاحات، ونشر المعاناة والاتجار بعذابات الإنسان والإثراء على حساب حياته وأمنه.

هل غادر الإنسان عصر الهمجية والحقد الأعمى، وهو الذي يدعي الحضارة والتقدم والتسامح، ومعه من يصلي الجمعة ويطوف البيت الحرام. المشكلة أن هؤلاء القتلة يجدون المنظرين والمفتين متلهفين للقتل، متلبسين بالإجرام، فلا يحتاجون أن يلوثوا أيديهم بالدم والشناعة، إذ السيافون جاهزون للتنفيذ مهما بلغت درجة بشاعة الأوامر وعدم إنسانيتها.

قاتل لله السيّاف

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي