المعطي منجب: بوعشرين لم يكن يكره أخنوش (حوار)

20 نوفمبر 2018 - 21:02

قال المؤرخ المعطي منجب، إن بوعشرين لم يكن يكره أخنوش.

متى تعرفت على توفيق بوعشرين؟

تعرفت على توفيق شيئا فشيئا عبر كتاباته في أسبوعية “الجريدة الأخرى” التي كان يديرها رفقة علي أنوزلا. ثم في لاحقا في جريدة “المساء” التي كان قد شارك في تأسيسها. لقد كان قلمه سيالا وكانت تحاليله تذهب دائما في اتجاه أنه لا حل إلا الديمقراطية وأن النظام إما أنه سيتدمقرط وإما سيزول بطريقة أو بأخرى، وكان دائما يدافع عن الحلول السلمية والتوافقية ولكن دون خضوع أو طأطأة رأس. أما حول قضية الصحراء والقضايا الديبلوماسية عموما فكان أقل انتقادا لسياسات واختيارات الحكم.

أسلوب توفيق سلس ولا يخلو من جمالية دون تكلف، ففيه إبداع دون بهرجة خصوصا لما يكون لديه متسع من الوقت. سياسيا كان قلم توفيق ينقع السم لأعداء الديمقراطية وحرية التعبير والفكر، وهذا جلب له عداوات مستديمة بل حنقا وأحقادا تأصلت في قلوب البعض إلى درجة الرغبة في إلحاق الضرر بالرجل حيث تم التشهير به بشكل يندى له الجبين في المواقع الأمنية المعادية للحرية ولأخلاق الأنفة ولإرادة عدم الخنوع للأقوى.

 ما هي أهم ذكرياتك معك؟

أهم ذكرياتي مع توفيق راكمتها لما كنت ألتقيه صدفة في الرباط مع بعض الأصدقاء وخصوصا محمد رضى أو علي أنوزلا. كان دائم الغضب من سياسات الحكم التي تعرقل التطور الديمقراطي للبلاد ومن كل رموز الفساد والاستبداد. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه لم يكن يكره عزيز أخنوش بل يتأسف لحال رجل أعمال ناجح يبدو وكأنه أرغم على الدخول لعالم لا يعرف قواعده ولا لغته ليدافع عن مصالحه، كان يسميه مول الگاز في مقالاته حتى يظهر أنه لا يهاب أن تنقطع عن جريدته أموال الإشهار وكذالك كان. لقد تشبث توفيق بالحرية بمنطق: وليكن ما يكن. هذا هو ما جعلني أكن احتراما له ولجريدته التي كانت مفتوحة في وجه كل الأحرار من يساريين وليبيراليبن وإسلاميين. كان يمقت العبيد الذين يكتبون ويمدحون خوفا أو طمعا أو للمرور في التلفزة الرسمية فيحللون في كل شيء ولا شيء، كان يسخر منهم في جريدته ولا يبالي بالنتائج وخصوصا تحريض النظام عليه الذي وصل درجة العلنية أحيانا.

 كيف تنظر إلى اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟

الحكم عليه باثني عشرة سنة سجنا نافذا حكم ظالم قرره أشخاص لا ضمير لهم أو عليهم ضغوطات من أشخاص لا ضمير لهم. هذا الحكم أدخل توفيق التاريخ من بابه الواسع، وسيخلد في الذاكرة الجمعية كإنسان-نبراس، صمد في وجه القوة العمياء وقال لها: لا، لن تمري. فأسقطته وحاولت دهسه ولكنه سينهض لانه بكل بساطة توفيق بوعشرين.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي