الباحث السياسي "جان بايار": المغرب يفقد عدوه القديم تدريجيًا وسياسة "ملء البطون" مازالت متحكمة بإفريقيا و"الجهاديون" متواطئون

20 مايو 2019 - 10:02

خرج الباحث الفرنسي في العلوم السياسية، جان فرانسوا بايار، والذي يشغل منصب مدير مركز الدراسات والبحوث الدولية التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم السياسية، ومتخصص في  قضايا إفريقيا والشرق الاوسط ذات الطابع الاجتماعي السياسي، في حوار نشرته جريدة “لمونود” الفرنسية يوم الأحد، متحدثًا عن التطورات التي تعرفها القارة الإفريقية، وما يقع في السودان والجزائر وانعكاسه على جارتها المغرب، وأيَضا عن تحرك الجهاديين في إفريقيا الناطقة بالفرنسية.

الباحث الفرنسي، المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، والذي صدر له مؤلف “سياسة ملء البطن” تحدث عن الاستراتيجيات التي اتبعها القادة الأفارقة من خلال سياسة “ملء البطن”، وهي كناية عن سياسات التراكم التي تعمل على تثبيت السلطة.

“جان فرانسو بايار” قال لـ”لموند” إن مايقع الآن في الساحة الإفريقية قد يكون مثيرًا للإعجاب، منتقدًا التحليلات الغربية السائدة التي ترى في المنطقة، استمرارا للهيمنة السياسة “الديكتاتورية” وانعدام التعددية الحزبية والمشاركة الديمقراطية، وهو ما يطلق عليه الغربيون بحسب “جان فرانسو” “خلل التعددية” الراجع بالأساس للثقافة الإفريقية وارتباط “العرب” بثقافة “الرئيس”. وأورد المتحدث ذاته، وللقطع مع هذه النظرية، برزت “الثورة الجزائرية” وما يقع الآن في السودان، قائلا “هذه الشعوب أظهرت عكس المتوقع” على الرغم من الاتهامات بخدمة أجندة خارجية والعمالة، ومن تم القمع، فإن المتظاهرين يصمدون/ الناس في الشارع للمطالبة بواجبهم الديمقراطي.

عواقب ثورة الجزائر على المغرب

وفي معرض رده، عن عواقب الثورة الجزائرية عن المنطقة، قال “جان فرانسو” إذا انتصرت الثورة الجزائرية واكتسحت النظام العسكري السياسي القديم، فستكون هذه موجة صدمة، وأورد “إن المغرب خائف جدًا من تدفق محتمل للاجئين، ولكن، ومع ذلك، ربما يفقد عدوه التكميلي القديم، وسقوط العسكر في الجزائر مناسب جدًا لإضفاء الشرعية على سياسته في الصحراء.

وأضاف المتحدث ذاته، لطالما كانت الجزائر تحلم بأن تكون هي المهيمنة في إفريقيا، لكن طموحها يصطدم مع المغرب ومصر. بالإضافة إلى ذلك، كان موقفه من الجهادية متناقضًا، وذكر “جان فرانسو” “يمكن أن تصبح الجزائر مرة أخرى قطب القوة الناعمة على مستوى القارة، ويتطلب ذلك أن تنجح ثورتها بطريقة ديمقراطية”.

ما الذي تغير في نظرية “سياسة البطن” في إفريقيا الناطقة بالفرنسية بعد ثلاثين عامًا؟

وعن نظرية “سياسة ملء البطن” يقول المتخصص السياسي “جان فرانسو”: بالنظر إلى أن مفهوم “سياسة ملء البطن” لا يحدد ثقافة سياسية، ولكنه يُحدد شكلاً تاريخيًا من أشكال الحكومات والأنظمة، ويبقى في رأيي ذا صلة، حتى لو حاولنا صقله في حالة تشويه التي تعرفها إفريقيا تحت غطاء الجهاد وجماعات “الإرهاب”، تقع “حرب على جميع الأصعدة الاجتماعية” في المنطقة الإفريقية ويتضرر المزارعون الصغار بفعل التراكم البدائي لرأس المال، وتزداد الفوارق الاجتماعية التي كانت الدولة هي ناقلها منذ الاستعمار.

وكشف المتحدث ذاته، يتعلق تحدي الآن، بالتعبئة الديمقراطية لإعادة إنتاج الاقتصاد السياسي في إفريقيا، ومع ذلك، يبقى الجهاديون في الساحل أو بوكو حرام أقل تعبيرًا عن الإسلام – إنهم منقسمون، إن “روحانية الجهاد” لن تحرر هؤلاء، أبدًا، وإنما هم متواطئون ضد المساواة و”التطور” الذي رفضه عليهم البؤس. لا تملك هذه الدول التي تحث استبداد “حرس الجهاديين” بحكم القانون أيّ شيء، وحتى كل شيء تستنزفه بدورها، بسبب عنفها وظلمها.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي