في رسالة للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية .. الملك يقف على أسباب عجز سياسات الاهتمام بالطفولة المبكرة ويدعو إلى استهداف دقيق للفئات المعنية

19 سبتمبر 2019 - 11:59

وجه الملك محمد السادس، صباح اليوم الخميس، رسالة إلى المشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي افتتحت بالصخيرات تحت شعار « الطفولة المبكرة: التزام من أجل المستقبل ».

وفي ذات الرسالة، قال الملك محمد السادس إن المغرب بذل مجهودات جبارة في ميدان الاهتمام بالطفولة المبكرة، من خلال تقليص نسبة الوفيات لدى الحوامل والأطفال، وكذا نسبة تأخر النمو، وتحسين التغذية، والاستفادة من التعليم الأولي، والخدمات الصحية لهذه الفئة، معتبرا في ذات الوقت أن « الواقع لا يزال يعرف عجزا ملموسا على هذا المستوى، بفعل ضعف التنسيق في إعداد السياسات العمومية، وغياب الالتقائية، والانسجام في التدخلات، الذي تزيد الفوارق المجالية والاقتصادية والاجتماعية من حدته ».

ويرى الملك أنه من شأن التفعيل العملي، والجيد، للبرنامج المتعلق بالطفولة المبكرة، التي تعد مرحلة مفصلية في حياة الفرد، التصدي لعوامل التفاوتات، وذلك من خلال استهداف دقيق للفئات المعنية، المنحدرة من الأوساط الفقيرة والمعوزة، من خلال تحسين النظام الصحي، عبر الاهتمام أكثر بصحة الأم والطفل، بما يضمن العدالة، والانصاف في الولوج للخدمات الاجتماعية، وكذا توفير عرض متجانس للتعليم الأولي، وتعميمه، خصوصا في المجال القروي، لمحاربة الهدر المدرسي، فضلا عن تنظيم حملات للتوعية، والتحسيس في صفوف المستهدفين بأهمية هذا الموضوع، وانعكاساته الإيجابية على الطفل، والأسرة، والمجتمع.

وأضاف الملك في الرسالة ذاتها أنه « إذا كانت العديد من المؤشرات تدل على أننا نسير وفق النهج الصحيح، بدليل الإنجازات، التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة، على أكثر من مستوى، فإن هناك رهانات أخرى يتعين علينا بذل المزيد من الجهود لكسبها »، معتبرا أن هذه الرهانات لا تتأتى إلا « باعتماد أسلوب ناجع في حكامة، وتدبير السياسات الوطنية المعتمدة في الميدان الاجتماعي، من خلال التركيز على الاستثمار في الرأسمال البشري والاجتماعي، الذي يعتبر منطلقا لاعتماد جيل جديد من المبادرات الإصلاحية، الهادفة إلى زرع الأمل وبناء مغرب الغد ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي