-->

القبض على زعيم "داعش".. هل ستحقق المكافآت المالية ما فشلت فيه التكنولوجيا الأمريكية ؟

09 أكتوبر 2019 - 07:01

رصدت الإدارة الأمريكية مكافأتين تبلغ قيمة كل منهما خمسة ملايين دولار، وفق ما تناقلته وكالات الأنباء، لمن يقدم معلومات تساعد على معرفة مكان وجود زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي.

وأعلن مسؤول في الخارجية الأمريكية، أن المكافأة الأولى ستخصص للمعلومات التي قد تساعد على تحديد مكان زعيم التنظيم في الصحراء الكبرى، والذي لا تتوفر معلومات حول مكان وجوده في الأراضي الموريتانية أو المالية أو التشادية أو البوركينابية أو النيجر أو غيرهم. أما المكافأة الثانية، خصصت لمن يساعد على توقيف أو إدانة أي شخص قام بتنفيذ أو تدبير أو تسهيل نصب كمين للقوات العسكرية في أي بلد في المنطقة.

وتذكر دوافع المكافأة الثانية بالهجوم الذي تعرضت له دورية مشتركة للولايات المتحدة والنيجر، في أكتوبر من العام قبل الماضي، شنه تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، على مقربة من الحدود النيجرية والمالية، واستهدف 11 جنديا من القوات الخاصة الأمريكية و30 جنديا نيجريا.

وقال المسؤول الأمريكي في وزارة الخارجية، والذي لم تكشف الوكالات عن اسمه أو صفته، إنه لا يعتقد أن بلاده اعتقلت أي شخص له علاقة بالكمين الذي نصب للدورية المذكورة، وبتخصيص المكافآت السخية، تأمل واشنطن في نيل معلومات توصل إلى منفذي الهجوم، الذي أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين وأربعة آخرين من النيجر.

وفي هذا السياق، قال الخبير في القضايا الأمنية وفي قضايا الإرهاب محمد شقير، إن الولايات المتحدة لها من الإمكانيات والأجهزة المتطورة ما يكفي لبلوغ كم كبير من المعلومات، وهي بذلك تتلقى عددا ا من المعطيات والمعلومات في الثانية الواحدة، متسائلا عما ستستفيده واشنطن من التعامل بشكل مباشر مع مواطنين عاديين يمدونها بمعلومات عن أبو وليد الصحراوي.

وأضاف شقير بأنه من الواجب أيضا التشكيك في صدق الخبر الذي يفيد بأن الإدارة الأمريكية تسعى حقا لاعتماد هذا الأسلوب، إلى أن يثبت الخبر بشكل صريح ورسمي.

وأشار ذات الخبير إلى أن المبادرة إذا كانت صحيحة، يجب حينها معرفة ما إذا أصبحت المؤسسات الأمريكية، تريد بلوغ معلومات يقدمها أشخاص يوجدون على الأرض كما هو الحال هنا في دول الصحراء الكبرى، وبالتالي فإنه من الممكن وفق هذا التصور أن تلجأ واشنطن إلى اعتماد المعلومات المقدمة بشكل شخصي بالموازاة مع ما تعتمده من وسائل فائقة التطور.

ويرى شقير بأن ما تعيشه المنطقة اليوم من اهتزاز وعدم استقرار على الصعيد الأمني، يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تضبط الأمور فيها، رغم حجم التطور الذي تعرفه الولايات المتحدة في مجال ضبط المعلومات الاستخباراتية، وهو ما يضاف إلى ما ارتكبته من أخطاء جسيمة وقاتلة، وفق الخبير الاستراتيجي في المنطقة العربية.

جدير بالذكر أن زعيم داعش في الصحراء الكبرى، لحبيب ولد علي ولد سعيد ولد الجماني، المعروف بـ »عدنان أبو وليد الصحراوي »، من مواليد مدينة العيون، وتلقى تدريبات عسكرية في مدرسة الشهيد الوالي لتكوين الإطارات العسكرية، بعد التحاقه في مطلع تسعينيات القرن الماضي بجبهة البوليساريو.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي