اتفاق زراعي بين المغرب والمملكة المتحدة يثير مخاوف "الجارة الشمالية"

08 نوفمبر 2019 - 10:20

الاتفاق التجاري الموقع حدیثا بین المغرب وحكومة المملكة المتحدة لمواجهة تداعیات تطبیق خروجها من الاتحاد الأوروبي (البریكسیت)، یثیر توجس ومخاوف الإسبان، فقد دشنت اللوبیات الزراعیة الإسبانیة، یوم الثلاثاء الماضي، حملة محاربة الاتفاق التجاري الجدید.
في هذا الصدد، حذرت الفیدرالیة الإسبانیة لجمعیات منتجي ومصدري الخضروات والفواكه من « أن المغرب والمملكة المتحدة سیحافظان على التدفقات التجاریة بینها حتى بعد البریكسیت ». وتابع المصدر ذاته أن لندن وقعت « اتفاقا یقضي بالاستمراریة التجاریة والسیاسیة » مع المغرب، بهدف أن « تستفید المقاولات والمستهلكین البریطانیین من استمراریة المبادلات التجاریة بعد تنزیل البریكسیت على أرض « الواقع ».

واستطرد المصدر عینه قائلا إن المملكة المتحدة وقعت 18 اتفاقا یقضي باستمرار نفس علاقات التجارة الحرة مع 48 بلدا ومن الأسباب الرئیسیة التي جعلت اللوبیات الإسبانیة تتوجس من الاتفاق التجاري الجدید، هي أنه « یضمن للمغرب معاملة تفضیلیة في العلاقات التجاریة مع المملكة المتحدة عندما تخرج هذه الأخیرة من الاتحاد الأوروبي، كما أن المستهلكین البریطانیین سیستمرون في الاستفادة من الأسعار الأكثر انخفاضا للمنتجات المغربیة، مثل الفواكه والخضروات.

وسیستمر، كذلك، المستهلكون المغاربة في الاستفادة من انخفاض التعریفات الجمركیة على منتجات مثل منتجات الألبان واللحوم والفواكه والخضر
وتتخوف اللوبیات الإسبانیة من أن ترتفع الصادرات الزراعیة المغربیة إلى المملكة المتحدة بعد 31 ینایر المقبل، أي بعد انتهاء التمدید الثالث الذي منحه الاتحاد الأوروبي إلى لندن لحسم مصیر البریكسیت.
وذكرت الفیدرالیة الإسبانیة لجمعیات منتجي ومصدري الفواكه والخضروات أن إسبانیا هي المصدر الأوروبي الأول للمنتجات الزراعیة إلى المملكة المتحدة بـ791603 طن من الخضروات و552833 طنا من الفواكه سنة 2018 ،متبوعة بهولندا.

لكنها أكدت على أنه من خارج الاتحاد الأوروبي یعتبر « المغرب منافسا للقطاع الزراعي الإسباني »، مبرزة أن « الصادرات الزراعیة المغربیة إلى السوق الإنجلیزیة انتقلت من 101238 طنا سنة 2014 إلى 146434 طنا سنة 2018 ،بمعدل ارتفاع قدره 6.44 في المائة.
وأردفت الفیدرالیة الإسبانیة أن اتفاق الشراكة الموقع بین الاتحاد الأوروبي، والذي یمنح امتیازات للصادرات الزراعیة المغربیة في السوق الأوروبیة، لن ینطبق على المملكة المتحدة في حالة خروجها من الاتحاد الأوروبي یوم 31 ینایر المقبل، وفق مهلة التمدید الثالثة التي صادقت علیها المفوضیة الأوروبیة الأسبوع الماضي. وأضاف أن نظام الضرائب الذي تفرضه منظمة التجارة العالمیة كان سیسري على العلاقات التجاریة بین الرباط ولندن بعد 31 ینایر المقبل، « لكن مع توقیع هذا الاتفاق بین المغرب والمملكة المتحدة، یوم 26 أكتوبر المنصرم، سیتجنب هذا السیناریو؛ الشيء الذي سیسمح للمغرب بتعزیز صادراته إلى السوق الإنجلیزیة.
تجدر الإشارة إلى أن اللوبیات الزراعیة الإسبانیة والفرنسیة والإیطالیة لازالت مستمرة في محاربة المنتجات الزراعیة المغربیة المصدرة
إلى الاتحاد الأوروبي، إذ أنها تطالب بمراجعة بعض بنود الاتفاق التجاري الموقع بین بروكسیل والرباط.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

عبد العزيز ناصر-صنعا منذ 4 سنوات

خروج بريطانيا فيه خساره للطرفين (بريطانيا-الأتحاد الأوربي) ولذا سعت بريطانيا لتنظيم هذه الأتفاقات والحصول علي ميزات تفضيليه وبالذات في حاله الخروج بدون أتفاق....من المناسب وضع سيناريو للحالتين.

مغربي حر منذ 4 سنوات

هذا هو الوجه الحقيقي لاوروبا ، حتى في سوق الشغل هنا في أوروبا تجد رفضا كبيرا للاجانب ... هم يريدون أن يعيشون لوحدهم و الاخر فليمت ...المشكل أنهم يتدخلون في الشؤون الداخلية للمغرب و كانهم فعلا يريدون لنا أن نتقدم الى الامام و أن نصبح دولة ديمقراطية و صناعية قوية ...إنه ضحك على الذقون لقد سقطت الاقنعة ، ما حك جلدك مثل ظفرك ، على المواطن المغربي أن يعرف هاته الحقيقة ، يجب أن نعمل يدا في يدا مع احرار هذا الوطن لنتقدم ببلدنا الى الامام. حلمهم أن يتدمر المغرب و يصبح كسوريا

التالي