نقطة نظام.. رسالة العثماني

21 نوفمبر 2019 - 00:00

سيكون من سوء التقدير وتجاهل الواقع ألا يتوقّف متابعو المشهد السياسي المغربي عند ذلك التجمّع الذي نظّمه حزبالعدالة والتنمية وخطب فيه زعيمه، رئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني، نهاية الأسبوع الماضي بالجماعةالقروية «السويهلة» بضواحي مراكش.

الشريط الذي يوثق هذا التجمع، والذي حرصت الآلة الدعائية للحزب على ترويجه على نطاق واسع، وهذا حقهاالمشروع، يكشف وجها مخالفا للعثماني الذي يبتسم أكثر مما يتكلّم. «الفقيه» الذي بدا كما لو ساعد خصومه فيرسم صورة الرجل الذي «لا يهش ولا ينش» عنه، وقف في ساحة متربة أمام المئات من المواطنين القادمين من المغربالعميق، وبدا شديد الانتشاء، وهو حقه المشروع أيضا، بتجمّع مختلف عما اعتاده داخل القاعات المغلقة للاجتماعاتالحزبية التي باتت خرجاته تقتصر عليها.

لا يمكن من يدّعي المراقبة الموضوعية والمحايدة، ألا يقارن بين هذا التجمع وبين تلك اللقاءات التي ينظمها المرشحالمفترض لمنافسة العثماني في 2021، أي رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، في إطار ما يسمى«100 يوم 100 مدينة»، خاصة ما يرافقها من ولائم.

إن من غير المنطقي ولا المعقول أن نحمّل حزب البيجيدي مسؤولية فشل الآخرين، وإذا كان هناك من يدفع اليوم نحوقتل الأحزاب الحقيقية التي يمكنها، ويجب عليها، منافسة البيجيدي، ودعم تلك المنتفخة بهرمونات المنشطات، فإنعليه أن يتذكّر قاعدة مفادها أنك لا يمكن أن تستخدم الأسلوب نفسه أكثر من مرة وتحصل على نتيجة مختلفة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي