-->

خارطة طريق لالتزامات جديدة للمغرب في حقوق الطفل

26 نوفمبر 2019 - 00:01

ترأست الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، أول أمس السبت بمراكش، حفل اختتام الدورة الـ16 للمؤتمر الوطني لحقوق الطفل، الذي يتزامن مع تخليد الذكرى الـ30 لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وتابعت شريطا يستعرض “30 سنة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.. الحصيلة والتحديات والآفاق »، كما تابعت عرضا حول الميثاق الوطني من أجل الطفل، تحت عنوان « خارطة الطريق في أفق 2030″، قدمته المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، لمياء بازير، التي أوضحت بأن هذا الميثاق لا يشكل، فقط، خارطة طريق، بل يساهم في إحداث تحول في مناهج تدبير قضايا الطفولة، إذ أنه يتضمن التزامات عملية بالنسبة لكل الفاعلين، ويروج لأدوات جديدة للحكامة والتدبير.

وقد تم التوقيع على هذا الالتزام من طرف كل من الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، ومصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، ومحمد بنعبد القادر، وزير العدل، وسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وخالد آيت الطالب، وزير الصحة، ونور الدين بوطيب، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وجميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، وزهير شرفي، الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، ومحمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، ومحمد بيرشارف، المدير العام للإحصاء والمحاسبة الوطنية بالمندوبية السامية للتخطيط، ولمياء بازير، المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل.

وتمت تلاوة رسالة الأطفال البرلمانيين الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، من طرف مريم أمجون، الفائزة بلقب « تحدي القراءة العربي 2018″، قبل أن يتم تسليم الرسالة إلى رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، عمر هلال، الذي ألقى عقب ذلك الكلمة الختامية لهذه الحفل.

هذا، وعرفت الجلسة الافتتاحية، الأربعاء المنصرم، إلقاء شهادات مؤثرة لمجموعة من الأطفال، بينهم الطفل « عمر عرشان » (12 سنة)، الذي قال: « كنت أكره الحياة في صغري، لكن بفضل الله وبمساعدة والدتي تجاوزت محنتي. أصبحت أحضّر أطباقا شهية أملؤها بالآمال، وحققت بذلك تحولا جذريا في مسار حياتي ».. بهذه العبارة لخّص، من على كرسيه المتحرك، تجربته القصيرة في الحياة، قبل أن يطلب من المئات المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس عشر لحقوق الطفل، المنعقدة صباح أول أمس بأحد فنادق مراكش، أن يرددوا معه وبصوت عالٍ « كل شيء ممكن ».

قبل ذلك بلحظات قليلة، أوضح عمر أو « الشاف عمر »، من على المنصة الرسمية للمؤتمر، كيف قاوم بسلاح فنون الطبخ مرض الضمور العضلي، الذي أصابه وهو بعد رضيعا، وشلّ قدرته على الحركة واللعب.

كلمة مؤثرة أخرى ألقاها « المهدي بركان » بثقة عالية في النفس وعبارات منتقاة بدقة، استعرض المهدي، الذي يقفل سنوات طفولته الأخيرة، نماذج من اختراعاته في مجال المعلوميات لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة المكفوفين، والتي لم يثنه عن مواصلتها عدم قدرته المالية على تسجيل براءات الاختراعات في اسمه، ولا فقدانه البصر، الذي تحداه بعزيمة وإرادة قويتين غرستا نور البصيرة في قلبه.

وتواصلت شهادات « نبوغ الطفولة المغربية » بكلمات ألقتها كل من التلميذات: « مريم أمجون »، الفائزة بلقب الدورة الثالثة من مسابقة « تحدي القراءة العربي 2018″، و »فاطمة الزهراء أخيار »، المتوجة بلقب الدورة الرابعة من المسابقة نفسها، بالإضافة إلى « إيناس البوزيدي »، المتوجة بالميدالية الذهبية خلال الأولمبياد الإفريقية للرياضيات، قبل أن يستعرض الفنان حمزة الأبيض تجربة مشاركته وتتويجه في برنامج « ذا فويس كيدز »، ويختتم الجلسة بموال طربي شرقي أصيل، متوجا حضوره الراقي في هذه الجلسة الافتتاحية، التي نشطها مقدم النشرات الإخبارية باللغة الفرنسية في القناة الثانية الصحافي وديع دادّة.

وقبل هذه الشهادات المؤثرة، عرفت الجلسة إلقاء كلمات للمسؤولين الرسميين، تقدمتهم لمياء بازير، المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، التي أشارت إلى أهمية المؤتمر، الذي تنتهي أشغاله السبت المقبل، ويتم تنظيمه برعاية الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية للأميرة للا مريم، ويتزامن مع ذكرى مرور 30 سنة على تبني الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل، قبل أن تعتلي منصة الخطابة جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، التي أكدت بأن المغرب، وبعد 30 سنة من اعتماد اتفاقية حقوق الطفل، تقدم في تحسين المؤشرات المتعلقة بالحقوق الأساسية للطفل، حيث بلغت نسبة تسجيل المواليد الجدد أكثر من 96 في المائة سنة 2018، وأطلقت الحكومة المغربية، منذ سنة 2017، حملة وطنية لتسجيل الأطفال غير المسجلين بالحالة المدنية. كما تحققت نتائج مهمة في تقليص عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بانتقالها من 76 في كل ألف ولادة حية خلال الفترة 1987 – 1991 إلى 22.16 خلال الفترة 2011 – 2018.

كما ألقى يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، كلمة بالنيابة عن الوزير، أوضح فيها بأن وزارته تسهر على تأمين حق الولوج الشامل والمنصف للتعليم، من خلال توسيع العرض المدرسي، وتقديم خدمات الدعم الاجتماعي، التي تروم تذليل الصعوبات السوسيو اقتصادية والمجالية للتمدرس بالنسبة للأطفال المنحدرين من الوسط القروي أو من الأسر ذات الدخل المحدود، إلى جانب التصدي للهدر المدرسي.

وتابع بأن هذه المجهودات مكنت من تحقيق قفزة نوعية خلال الثلاثين سنة الأخيرة في مجال تعميم التمدرس، موضحا بأن التعليم الابتدائي أضحى على مشارف التعميم التام، بزيادة تقارب 50 نقطة مئوية خلال هذه الفترة، كما ارتفعت نسبة التمدرس بسلك الثانوي الإعدادي لتصل إلى 91.5% بزيادة تقارب بدورها 50 نقطة مئوية، فيما بلغت النسبة بسلك الثانوي التأهيلي 66.6% بزيادة تفوق 35 نقطة مئوية…

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي