في ظل "التوتر" مع باريس.. مدريد وبروكسيل تفتحان أبوابهما للمغرب

26 نوفمبر 2019 - 22:00

في الوقت الذي تعيش فيه العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس نوعا من الجمود بسبب أزمة محتملة غير معلنة، يلاحظ أن العلاقات الثنائية على جميع المستويات بين الرباط ومدريد تمر بأفضل فتراتها منذ اعتلاء محمد السادس العرش، إذ حلت مدريد في الأسابيع الماضية محل باريس، وتحولت إلى الحليف الرئيس للمغرب من داخل الاتحاد الأوروبي، كما أن التنسيق الدبلوماسي والسياسي والأمني بين المملكتين أصبح شاملا.

هذا التناغم غير المسبوق بين البلدين تجسد في قرار وزير الخارجية الإسباني، جوسيب بوريل، أن يخُص َّ آخر استقبال وتباحث له مع المسؤولين السامين الأجانب كوزير للخارجية، لنظيره المغربي ناصر بوريطة، بمدريد يوم غد الأربعاء، قبل مغادرته رسميا الحكومة الإسبانية، يوم الجمعة المقبل، حيث سينتقل لشغل منصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، خلفا للإيطالية فيديريكا موغيريني. هكذا يكون المغرب ضمن، أيضا، حليفا وصديقا مخضرما داخل الحكومة الأوربية الجديدة ابتداء من يوم الأحد المقبل.

مصادر إسبانية ومغربية متطابقة كشفت لـ »أخبار اليوم »، أن جوزيب بوريل أصرّ على لقاء نظيره المغربي ناصر بوريطة قبل مغادرة سفينة الحكومة الإسبانية من أجل التباحث حول مجموعة من القضايا التي تهم مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، لاسيما تلك المرتبطة بالاتحاد الأوروبي، نظرا إلى أن بوريل سيكون هو وزير الخارجية الأوروبي ابتداء من يوم الأحد المقبل.

اللقاء المرتقب بين المسؤوليْن سيتم في مدريد يوم غد الأربعاء. وتابعت المصادر ذاتها أن الحكومة الإسبانية تريد أن تطمئن نظيرتها المغربية بخصوص ضمان الحفاظ على التعاون التام بين البلدين مع الحكومة الإسبانية الجديدة المنتظرة، لاسيما بعد الاتفاق الأولي بين الحزب الاشتراكي الحاكم وحزب « بوديموس » اليساري، لتشكيل الحكومة المقبلة، علما أن « بوديموس » لديه مواقف معادية للمغرب بخصوص الوحدة الترابية للمملكة.

هذا التناغم بين البلدين في جميع المجالات، أكدته، أيضا، صحيفة « إلباييس »، المقربة من الحزب الحاكم بإسبانيا، في مقال لها، يوم أمس الاثنين، نقلا عن مصادر حكومية إسبانية. المصدر ذاته كشف أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيز، أبلغ الاتحاد الأوروبي أنه أصبح من الأولوية المطلقة تخصيص دعم مالي قار ودائم سنويا للمغرب من أجل مساعدته على احتواء أزمة الهجرة غير النظامية لتخفيف عبء تكاليف مراقبة الحدود وإدماج المهاجرين من قبل الرباط.

وأردف المصدر ذاته أن سانتشيز لا يسعى فقط إلى ضمان دعم مادي أوروبي دائم للمغرب، بل « يبحث أيضا عن الدعم السياسي الأوروبي للرباط »، مبرزا أن هذه « القضية كانت شيئا رئيسيا بالنسبة لسانتشيز خلال استقباله الأسبوع الماضي بمدريد رئيس المجلس الأوروبي الجديد، البلجيكي شارل ميشيل ». واستطرد المصدر أن « إسبانيا تعتقد أنها ستحظى بدعم شركائها الأوروبيين لإرضاء المغرب ». ويرى سانتشيز أن مبلغ 140 مليون يورو الذي خصصته بروكسيل للمغرب سنة 2018، يجب أن يتحول إلى دعم قار سنويا.

مع ذلك يرى المصدر أن دعم 140 مليون أورو الذي وجه إلى المغرب سنة 2018، لا يمكن مقارنته بـ6000 مليون يورو الذي وجه إلى تركيا، ولا 500 مليون يورو الذي وجه إلى ليبيا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي