التحقيقات تبرئ مغاربة من القتل في اعتداء برشلونة

17 يناير 2020 - 07:00

 

بعد مرور سنتتين ونصف على الاعتداء الإرهابي الذي نفذه جهاديون مغاربة تابعون لخلية داعشية بمدينة برشلونة يوم 17 غشت 2017، كَشَفَت آخر المُعطيات أن التحقيقات التي أجريت في إسبانيا والمغرب وفرنسا وبلجيكا، باعتبارها البلدان التي كان يتردد عليها أعضاء الخلية أو حاولوا استقطاب أفراد آخرينفيها أو منها، انْتَهَت دون التوصل إلى أدلة دامغة تؤكد تورط المغاربة الأحياء المعتقلين في الاعتداء. قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية بمدريد المتخصصة في قضايا الإرهاب داخل وخارج التراب الإسباني، أحال الملف على رئاسة المحكمة نفسها، من أجل إعلان عقد الجلسة الأولى لمحاكمة المغاربة الثلاثة الأحياء في الأيام المقبلة، حيث برأهم من المشاركة المباشرة في الاعتداء.

وتتكون الخلية التي نفذت اعتداء برشلونة من 11 جهاديا، كلهم مغاربة، أحدهم يحمل الجنسية الإسبانية، أيضا. ثمانية منهم قتلوا: ثلاثة إثر انفجار البيت الساحلي الذي كانوا يحضرون فيه المتفجرات لتنفيذ الاعتداء، فيما خمسة آخرون قتلهم الأمن الإسبان بعد تنفيذهم الاعتداء وسط برشلونة دهسا بالشاحنة. ويوجد حاليا ثلاثة مغاربة هم إدريس أوكابير ومحمد شملال وسعيد بنعزة رهن الاعتقال منذ 2017 بعد الاشتباه في مشاركتهم في الاعتداء، لكن قاضي التحقيق، خوسي لويس كالاما، أسقط عنهم تلك التهمة، وقرر متابع إدريس أوكابير ومحمد شملال بتهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وصنع وحيازة وتخزين المتفجرات؛ فيما اكتفى بمتابعة سعيد بنعزة بالتعاون مع منظمة إرهابية. في حين قرر القاضي ذاته عدم متابعة المغربيين محمد علا، شقيق أحد منفذي الاعتداء، وصلاح الغريب، في ظل غياب أي أدلة تربطهما بالاعتداء أو الخلية، باستثناء علاقة القرابة والصداقة مع بعض أفراد الخلية، بحكم انهم كانوا يعيشون جميعا في بلدة « ريبول » بكتالونيا.

فيما أورد موقع « بوث بوبولي »، نقلا عن مصادر في مكلفة بالتحقيق، أن السلطات المغربية سلمت السلطات الإسبانية مؤخرا كل التقارير التي تتوفر عليها بخصوص اعتداء برشلونة، مبرزا أن هذه التقارير لازالت قيد الترجمة. وتابع: « غير أن المغاربة أخبروا الإسبان بشكل مسبق أنهم لم يجدوا أي أدلة مهمة » في تحقيقاتهم مع أقارب منفذي الاعتداء القتلى أو المعتقلين المشتبه فيهم ». وذكر أن الأجهزة الأمنية المغربية كانت قد استعمت وحققت مع بعض أقارب المشتبه فيهم بالمغرب، لكن « لم يتوصلوا إلى أي ارتباطات ».

ويبدو أن الإسبان كانوا يريدون كل صغيرة وكبيرة عن تحركات المعتقل إدريس أوكابير، أثناء زيارته مسقط رأسه بمنطقة « أغبالا » بخنيفرة، ومدينة طنجة قبل الاعتداء. وعليه قام الأمن المغربي بالتحقيق في تلك الزيارة لمعرفة ما إذا كان التقى أو اجتمع أو تلقى أوامر، لكن تبين أن الهدف هو الترفيه، وهو ما أخبر به إدريس قاضي التحقيق، وفق المصدر ذاته. واعترف إدريس لقاضي التحقيق قائلا: « أنا من الناس الذين يشربون الخمر، وأخرج للترفيه والتسلية، أقوم بكل شيء ».

وتراهن النيابة العامة على بداية جلسات المحاكمة لطرح أسئلتها على المعتقلين الثلاثة إدريس أوكابير ومحمد شملال وسعيد بنعزة، لمعرفة علاقتهم وارتباطاتهم بالعقل المدبر للاعتداء الإمام المغربي عبد الباقي السطي، قتل بعد انفجار البيت الساحل يوم قبل الاعتداء، وبالمنفذ الفعلي للاعتداء يونس بويعقوب، وبالمشاركين الآخرين في الاعتداء، موسى أوكابير (شقيق إدريس)، ويوسف علا، والحسين بويعقوب (شقيق يونس)، والشقيقين محمد وعمر هشامي. كلهم قتلوا بين يومي 17 و18 غشت 2017 الذي خلف 16 قتيلا و140 جريحا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي