بطلة فيديو "المغتصب هو أنت": قدت مظاهرات مطالبة باستقلال المغرب.. عشت ثورة باريس..لست خادمة ولا مغتصبة وأولئك الذين شتموني ضحايا - حوار

26 يناير 2020 - 13:00

أثارت الفنانة التشكيلية، خديجة طنانة، خلال الأيام الأخيرة، جدلا كبيرا، بعد ظهورها في شريط فيديو “الحرة”، أو “مغتصب هو أنت”، إذ تعرضت لانتقادات لاذعة، إضافة إلى سب وشتم.

ويبدو أن صاحبة لوحة “الكاماسوترا” ألفت الهجوم، والانتقادات الجارحة، مشددة على أنها صاحبة قضية صارخة بكونها “حرة”..

ظهرت، أخيرا، في شريط فيديو “المغتصب هو انت”.. هل تتفقين معي أن الفيديو ليس في المستوى المطلوب؟

لأكون صريحة، الفيديو تنقصه بعض التقنيات، لأننا لا نتوفر عليها، ولا على إمكانيات مقارنة مع البلدان الأخرى، التي أنجزت نفس فكرة الفيديو، وأتحدث هنا عن الجانب التقني فقط.

لكن، على الأقل، حاولنا إنجاز ما نؤمن به، إضافة إلى أننا لسنا راقصات، بل نحن نسوة عبرن عن ما يخالجنا، حاولنا إيصال فكرة مفادها بأن المرأة تعاني، ونجحنا في التعبير عن ذلك، في ملامح وجوهنا، وفي تعابير أجسادنا، حينما كنا نردد كلمة “حرة”، كنا نرددها بصدق.

وفي المقابل، أقول للأشخاص، الذين انتقدوا الفيديو ماذا فعلتم أنتم؟، نحن سعداء بهذه الجلبة، التي أحدثها الفيديو، على الأقل خلقنا نقاشا.

هل اطلعت على مسيرتك بحسب رواد مواقع التواصل كونك اشتغلت صغيرة وتعرضت إلى الاغتصاب؟

قصة جميلة أليس كذلك..(مستطردة) يجب عليهم أن يعطوني تمثالا على ما عشته.. لكن لا علاقة لي بها، لم أشتغل خادمة في منازل، ولم أتعرض إلى الاغتصاب.

أتذكر وأنا طفلة ذات 6 سنوات، أي في سنوات الخمسينيات، كنت شاركت في مظاهرات، وكنت أردد شعارات ثورية، تدافع عن استقلال المغرب. أما عن والدي؛ فأنا أذكره بكثير من الحنين؛ كان والدا عظيما، عالما من علماء مدينة تطوان، من مؤسسي الحركة الوطنية في الثلاثينيات، كان صادقا، ومناضلا، أذكر أنه كان يرفض أن يوجه خطابا، كان يبرر ذلك بالقول: إن وجهت خطابا سأضطر إلى الكذب، وأنا لست كاذبا. لم يترك لي أبي إرثا ماديا، بل ورثت منه فلسفة الحياة، المتمثلة في الصدق في النضال.

وماذا عنك؟

لا أحب الحديث عن نفسي، لكن يبدو، الآن، أنني مضطرة إلى ذلك، أنا أستاذة جامعية. كنت أدرس الفكر السياسي في جامعة فاس، لكني أحلت على التقاعد؛ إضافة إلى أنني فنانة تشكيلية، ولا تزال لوحتي الأخيرة تعرض في معرض محمد السادس في العاصمة الرباط، بعد أن نالت إعجاب الكثيرين.

هل ازعجتك الانتقادات؟

هذه المرة الثانية، التي أتعرض فيها إلى كم هائل من الانتقادات، إذ قبل سنوات، كنت قد تلقيت هجوما قويا، بعد عرض لوحة “الكاماسوترا”، وآنذاك، هاجمني النقاد بكل الصفات، لكنني لم أهتم لذلك، وأعرف أن قضيتي كبيرة لهذا لا أهتم بكل هذا الهجوم.

منذ صغري وأنا في داخلي صراع كبير، ورغبة في أن هذا الواقع، الذي أعيشه يحتاج إلى تغيير، هاجرت إلى العاصمة الفرنسية باريس، في عام 1968، كانت باريس في حالة غليان، أي إبان الثورة الطلابية، وتشربت من تلك الأفكار، والقيم الثورية.

وصفوك بأبشع الأوصاف؟

أولئك الأشخاص، الذين شتموني بكلمات قدحية، ونابية، لا أستطيع الرد عليهم، بل إنهم ضحايا، ويثيرون شفقتي. أما الأشخاص، الذين لم يعجبهم مظهري، هذا ليس مشكلا، فأنا لم يكن هدفي أن أثير إعجاب الجميع، قالوا عني “شارفة”، لكن أقول لهم، هذه هي سنة الحياة، أنتم أيضا ستصلون إلى سني، لكن السؤال هل ستكونون بنفس حيويتي، ونشاطي؟!

عامل السن لا يشكل عائقا أبدا في حياتي، إنه مجرد رقم، وصلت إلى 75 سنة، لكن لا اعتقد أنني تغيرت، بقيت كما أنا، بنفس الحيوية، التي كانت لدي وأنا شابة.

لماذا اختلقوا قصة كونك تعرضتِ إلى الاغتصاب؟

أعتقد أنها مقصودة، ولا أعرف من وراءها، لكن ما أنا متأكدة منه أننا في المغرب رجعنا، بشكل مهول، إلى الوراء، في عهدي، كنا نتوفر على هامش من الحرية، لم أشعر يوما أنني لست حرة، استطعت أن أمارس حقي في اختيار حياتي، وأؤمن بالحرية، لكن في حدود احترامي لحرية الآخر.

من المسؤول عن هذا التراجع؟

أولئك المسؤولون، الذين كان باستطاعتهم أن يمارسوا تغييرا إيجابيا، وفي صالح المجتمع، لكن لم يفعلوا ذلك، بعض المسؤولين أعطوا صالحية لأشخاص نهبوا البلد، ولم يؤسسوا الكثير من المدارس، عملوا على خلق الفجوة بين القرى والمدن.. إضافة إلى انتشار الأفكار الرجعية بشكل مخيف، نحن لا نتقدم أبدا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي