نقطة نظام.. ليبيا من جديد

28 يناير 2020 - 00:00

إذا كان هناك من يعتقد أن ردود الفعل الغاضبة التي صدرت بعد إقصاء المغرب من مؤتمر برلين الأخير، حول الأزمة الليبية، بالغت في تقدير المصالح المغربية في هذا البلد المغاربي، ها هي الأحداث تتوالى مذكرة إيانا بالارتباط الوثيق والمباشر بهذا الملف المتأزم.

فمباشرة بعد مؤتمر برلين، حل بالمغرب كل من ولي عهد الإمارات العربية المتحدة والعاهل البحريني، اللذين أجريا لقاءات ودية مع الملك محمد السادس، وهما حاكما البلدين العربيين المرتبطين بعلاقات تقليدية قوية مع المغرب، ويوجدان في موقف مناقض له في الساحة الليبية.

وقبل يومين فقط، دعت الجارة الجزائر مجموعة من دول الجوار العربي والإفريقي المحيطة بليبيا، بما فيها مالي التي لا ترتبط بحدود مباشرة معها، إلى اجتماع خاص بهذه الأزمة، في إشارة ضمنية إلى استبعاد المغرب من هذا المجال الحيوي.

وأول أمس فقط، عاد القصف، الذي تقوم به قوات المشير خليفة حفتر لمدينة طرابلس ومحيطها، ليحصد روح ضحية مغربية جديدة، وهو مواطن قضى الجزء الأكبر من حياته هناك، وتوفي متأثرا بجراحه بعدما أصر على البقاء رغم التدهور الكبير للوضع الأمني في ليبيا.

ويوم أمس فقط، عاد الرئيس التركي ليعزف على الوتر نفسه، وقام بزيارة رسمية للجزائر، في إطار جولة إفريقية استثنى منها المغرب، الذي يعتبر أحد المنافذ الكبرى نحو القارة السمراء.

إن الوقت لا يرحم، ومن لا يبادر ولا يصر على حماية مصالحه وحقوقه، قد يجد نفسه متجاوزا بسرعة تطور الأحداث.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي