باستثناء المستعجلات و"لجنة كورونا".. العمليات الجراحية تتوقف نهائيا بمراكش

16 مارس 2020 - 10:40

 منحى تصاعدي تشهده أزمة القطاع الصحي بمراكش، فبعد توقف التدخلات الجراحية بمستشفى « الرازي »، للأسبوع الثاني على التوالي، بسبب إضراب ممرضي التخدير والإنعاش، توقفت العمليات الجراحية، ابتداءً من الخميس الماضي، بالمركبين الجراحيين المتبقيين بالمدينة، ويتعلق الأمر بمستشفيي « ابن طفيل » و »الأم والطفل »، على خلفية تعليق الأطباء الأستاذة لمهامهم وللتداريب السريرية بجميع المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي « محمد السادس »، باستثناء المستعجلات والعناية المركزة ولجنة اليقظة لمواجهة فيروس « كورونا المستجد ».

المكتب المحلي لكلية الطب والصيدلة بمراكش، التابع للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أصدر بيانا، أوضح فيه بأنه تم تأجيل حوالي 400 عملية جراحية مبرمجة بمستشفى « الرازي »، في ظرف 8 أيام، بسبب امتناع ممرضي التخدير عن القيام بعملهم، رغم توفر هذا المركب الجراحي على فائض من ممرضي التخدير مقارنة مع عدد القاعات الجراحية، إذ إن أعدادهم تصل إلى 20 ممرضا بهذا المركب لوحده، الذي يتوفر على 16 قاعة جراحة.

وإذ أعلنوا عن مواصلتهم للعملية التكوينية للطلبة والأطباء الداخليين داخل كلية الطب والصيدلة بمراكش، فقد طالبوا وزارة الصحة بافتحاص تدبير الموارد البشرية وخريطة توزيعها داخل المستشفى الجامعي « محمد السادس »، محمّلين إدارة المستشفى المذكور ما يعتبرونه « تسترا عن الموظفين الأشباح وشرعنة لهم »، ومنددين بـ »إقصاء رؤساء المصالح من ممارسة مهامهم وفق المساطر الإدارية المعمول بهاد احل المستشفيات الجامعية.

في المقابل، أرجع ممرضو التخدير والإنعاش إضرابهم إلى عدم توفر الظروف الملائمة للعمل، وغياب مُخاطب إداري مسؤول، موضحين بأنهم يعانون من ضغط عمل رهيب بمستشفى « الرازي »، في ظل غياب رئيس للمصلحة التابعين لها، ولافتين إلى أن طلبات إجازاتهم السنوية تظل عالقة بإدارة المستشفى الجامعي لمدة طويلة دون أن يتم التأشير عليها بالموافقة.

من جهتها، اعتبرت مصادر من المكتب المحلي لكلية الطب والصيدلة بمراكش بأن ما يصرّح به الممرضون ليس سوى ذرائع واهية لمحاولة تبرير انقطاعهم غير القانوني عن العمل لمدة وصلت إلى 11 يوما متواصلا، فيما الحقيقة، حسب المصادر نفسها، هي أن الممرضين يضغطون بشتى الطرق من أجل أن تُفتح، فقط، عشر قاعات للجراحة، من أصل 16 المتوفرة بالمستشفى، وألا يعمل كل ممرض سوى ثلاث ساعات يوميا، على أساس أن يتناوب ممرضان على التوقيت الرسمي بكل قاعة جراحة، والذي يمتد بين التاسعة صباحا والثالثة بعد الزوال، واعتبرت مصادرنا حديث الممرضين المضربين عن غياب رئيس مصلحة يدخل بدوره في سياق ما اعتبرته « تبريرات واهية ». 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

عامر منذ 4 سنوات

كل موظف ملزم بالعمل مدة 8 ساعات يوميا.ما هذا التهور؟المدير ليس في مستوى المسؤولية،وربما هم مدفوعات من طرف جهة ما لتحقيق هدف خاص سري ربما لا يعلمه كل المضربين.

التالي