مصطفى ابراهيمي يكتب: هل صوت البرلمان ضد الرفع من ميزانية وزارة الصحة؟

04 أبريل 2020 - 16:34

عمد بعض مستغلي المآسي إلى نشر بوسائل التواصل الاجتماعي أخبار، مجزوءة ومبتورة من سياقها، لإيهام الناس بأن 264 عضوا بمجلس النواب صوتوا  ضد الرفع من ميزانية وزارة الصحة خلال مناقشة قانون المالية 2020 ما عدا عضو واحد يحاول دائما خلق “البوز”، قد صوت لصالح الرفع منها، وللتذكير فقط فإن ميزانية هذه السنة قد بلغت 18،67 مليار درهم أي ما يمثل 7،27% من الميزانية العامة وهي أعلى نسبة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا حيث بلغت سنة 1967: 7%، و مقارنة بالسنة الماضية (2019) فقد عرفت ميزانية الصحة زيادة تقدر بـ14،4%، وذلك لمواصلة تنفيذ مخطط الصحة 2025 لإحداث  10327 سرير تم تشغيل لحد الساعة 13 مستشفى جديد بـ1085 سرير في ما 5807 سرير في طور الإنجاز.

من خلال تعزيز العرض الاستشفائي ببناء و تجهيز  المراكز الاستشفائية الجامعية بكل من طنجة و أكادير و العيون، وكذلك بناء وتأهيل وصيانة وتجهيز المستشفيات العمومية لمواكبة الطلب المتزايد خاصة للمواطنين الخاضعين لنظام  “الراميد”.

وتعبئة الموارد البشرية بإحداث  4000 منصب مالي لثلاث سنوات متتالية إضافة إلى 1000 منصب للمراكز الاستشفائية  الجامعية و هي أرقام غير مسبوقة.

وقد خصصت برسم قانون المالية 2020: 2،5 مليار درهم لتوفير الأدوية و جالمستلزمات الطبية، وبالإضافة ألى تخفيض أسعار 3600 دواء ومستلزم  فإن الإعفاء من الضريبة TVA سنة 2019 مكنت من تخفيض سعر 851 دواء الذين يفوق ثمنهم 588 درهم عند التصنيع، أما قانون المالية 2020 فقد تم بموجبه إعفاء من TVA  أدوية العقم والمرض التصلب اللوحي Sclérose en plaque   واللقاحات و بعض المضادات الحيوية و قوقعة الأذن الداخلية Implants Cochléaires  والتي تصل أسعارها إلى 20 مليون سنتيم ،أما الراميد فقد ارتفت ميزانيته من 1،3 إلى 1،7 مليار درهم.

بالإضافة إلى البدء في تفعيل التغطية الصحية للمهن الحرة والمستقلين بحيث توصل أول المستفيدين من بطائق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي خلال الأسبوعين الماضيين  وهم السادة العدول والقوابل و المروضين الصحيين، فيما المشاورات مستمرة مع باقي الفئات لنظام سيغطي 10 ملايين من المواطنين.

إن تطور ميزانية وزارة الصحة من:

 18 مليار درهم حكومة اليوسفي

30 مليار درهم حكومة جطو

40،4 مليار درهم حكومة عباس الفاسي (4 سنوات)

64،54 مليار درهم حكومة عبد الإله بنكيران.

64،08 مليار درهم حكومة العثماني (السنة الرابعة) وبقي ميزانية سنة 2021 من عمر هذه الحكومة.

هذا التطور يعتبر مجهودا مقدرا لبلدنا في ظل إكراهات مالية و اقتصادية يعرفها بلدنا ونطمح للمزيد لتأهيل قطاع الصحة  وبلوغ نسبة 10 بالمائة من الناتج الداخلي الخام حسب ما توصي به منظمة الصحة العالمية، أما أنك تزيد الميزانية بأكثر من 14%، مقارنة بالسنة الماضية ويأتي من يريد أن يزايد على جميع أعضاء مجلس النواب باقتراح 20 أو 30 مليار درهم بدل 18،67 مليار وإذا ارتأى نواب الأمة بأن المقترح غير موضوعي و فيه مزايدة، والدستور جعل من المحافظة على التوازن المالي لقوانين المالية ما بين المداخيل و المصاريف من مسؤولية البرلمان والحكومة على حد سواء، فمن الطبيعي أن لا يصوت على تعديلات غير موضوعية بالمقارنة مع موارد الدولة وليس مقارنة بالخصاص الذي يعرفه القطاع و الذي يثيره كل النواب بدون استثناء وينادون بصوت واحد لتحسين المؤسسات و الخدمات الصحية  للمرضى و المرتفقين و تحفيز نساء و رجال الصحة الذين يستحقون كل الشكر و التنويه.

ألا فاليخسىء الذين يصطادون في الماء العكر حتى في أحلك الظروف و الأيام  التي يمر بها بلدنا و العالم، ويستغلون مآسي هذا الوباء دون استحياء لتسجيل مواقف الخزي لاستجداء بعض الأصوات، ولكن الشعب المغربي أذكى من بعض أشباه السياسيين.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواطن منذ 3 سنوات

« … ما عدا عضو واحد يحاول دائما خلق “البوز"» ؟ لمز مغرض و تصفية حسابات خسيسة تفكرنا ب"تغاريد" البرلماني الملتحي الذي حاول "إقامة الدنيا" حول شابات متطوعات إيطاليات بذريعة لباس عير محتشم. لعنة الله على "اللي ما تيحشم" !

مواطن منذ 3 سنوات

حقا إن «الشعب المغربي أذكى من بعض أشباه السياسيين» خاصة أولئك الذين امتهنوا تجارة الدين و الفضيلة

رشيد رشدي منذ 3 سنوات

فاتكم القطار

omar kalmi منذ 3 سنوات

"فاليخسىء" "من يحاول دائما خلق “البوز” " بالحديث عن مشروع "تي جي في" وميزانية القصور والصحة والتعليم وليهنأ البيجيدي وأتباعه ومن والاهم في نعيمهم

ahmed منذ 3 سنوات

ان الارقام الموجودة قي التقرير توضح بجلاء اضطرادها من سنة الى اخرى ولو من حيث الاقام اما من حيث الواقع المعاش فما زالت دار لقمان على حالها زمن السبعينات فاي هو التحسن على ارض الواقع مما يوضح بجلاء تصويت نوام الامة على ميزانية الصحة والتعليم خوفا على تعويضاتهم وامتيازاتهم لم يعد الغربال يحجب ضوء الشمس ان عدم التصويت له ذلالة وطنية وسياسية بليغة اتجاه المواطن

التالي