نقطة نظام.. «عدالة» غير عادلة

04 يونيو 2020 - 07:30

أثار انتباهنا بيان صادر عن جمعية «عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة»، في قضية زميلنا الصحافي سليمان الريسوني، حيث من السهل تصفيف الكلام، والحديث عن عدم الانحياز بلغة تقديم النصيحة للحركة الحقوقية بألا تنجر وراء الاصطفافات المنحازة وغير الموضوعية لفائدة طرف ضد الآخر، وغير المرتكزة على أسس قانونية وحقوقية سليمة.. هذا كلام جميل، لكن المسافة تضيق كلما تقدمت في تلاوة البيان، ليظهر الاصطفاف السافر، إذ تحدثت الجمعية عن المدعي باعتباره ضحية، دون أخذ مسافة عبر مزدوجتين، أو القول بالضحية المفترضة.

كيف يمكن أن تغفل السيدة جميلة السيوري، وهي في ولايتها الثالثة على رأس الجمعية التي أسسها المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي وتركها بعد ولايتين وغادر، أنها حينما تقول لفظ ضحية فهي تجرم الطرف الآخر، الذي زُج به في السجن بناء على مسطرة حركتها النيابة العامة؟ كيف تجرمه وقاضي التحقيق لم ينظر بعد في القضية في إطار بحث تفصيلي؟ عن أية مسافة تتحدث؟ والمسافة ممن؟ وأقرب إلى من؟ لم تسقط الجمعية فقط في الاصطفاف، بل مست بقرينة البراءة، وقالت ما لم يخلص إليه حتى قاضي التحقيق، والغريب أن قولها يتقارب، من حيث المضمون، وليس الشكل، مع ما كتبته بعض منصات التشهير التي اعتبرت الريسوني «مذنبا إلى أن تثبت الأدلة براءته»، عكس القاعدة القانونية: «المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته». إنه المضمون نفسه الذي تحدثت به الجمعية غير العادلة في هذا الملف، وإن رصت كلاما عن احترام قرينة البراءة.

عدالة لم تكن عادلة!

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي