نقطة نظام.. العبث

15 يوليو 2020 - 00:00

ما يحصل حاليا في مدينة طنجة، وقبلها في مدينة آسفي، يمكن أن يوصف بأي شيء إلا أن يكون تدبيرا عقلانيا. لا يمكن أن تختفي الدولة فجأة من الصورة، وتترك المجال مفتوحا أمام الغموض ليتسيّد الموقف، وتبعث رسائل يومية غير مباشرة مفادها أن الوباء قد بات قدرا محتوما لا نملك إلا التعايش معه دون احتياط ولا احتراز، لتنبعث فجأة بين يوم وآخر لتفرض الحجر من جديد على هذه المدينة أو تلك.

المغاربة، في جميع جهات وأقاليم المملكة، قبلوا من السلطة ما بادرت إليه شهر مارس الماضي من إجراءات للطوارئ والحجر الصحي، واستجابوا لأوامرها، وانخرطوا في مجهوداتها، على أساس أننا بصدد تنزيل جواب عقلاني ومفكّر فيه، يتطلّب فترة من الحجر. وكانت هذه الاستجابة تستبطن ثقة ويقينا في أن هذه السلطات تملك جوابا لمرحلة ما بعد الطوارئ، مثلما قدّمت إجراءات الحجر والتباعد جوابا لمرحلة سابقة.

نحن اليوم أمام دولة تبدي من التخبط والتردد والتيه أكثر مما تبعث على الطمأنينة. من جهة، تدعو إلى استئناف الأنشطة الاقتصادية، وتقول للمتضررين من فترة الطوارئ: «اخرجوا لتتدبروا أرزاقكم، فلم يعد لدي ما أقدمه»، وفي الوقت نفسه تباغتهم بين حين وآخر بإرغامهم على إيقاف أنشطتهم وإهدار استثماراتهم، والعودة جائعين مفلسين إلى بيوتهم.

إذا كانت إجراءات الحجر والطوارئ لم تنفع في شيء، وأدت فقط إلى إحداث هذا الانهيار الشامل في الاقتصاد، فإن على أحد ما أن يتحمّل مسؤولية ذلك ويحاسب عليه.

لا يمكن أن يتحمّل المواطن تبعات وباء جاء به القدر وتبعات تدبير فاشل.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواطن منذ 3 سنوات

و ما العمل؟ النقد سهل ماهو التدبير الصحيح للجائحة في نظركم؟ لم نجد في المقال شيء يذكر الا أن المواطن صحية التدبير الغير سليم، اربعة اسطر، أظن أن الجريدة تدفع أجورا لغير مستحقيها و هذا كذلك تدبير غير جيد!!!

محمد عبدالله منذ 3 سنوات

اين ثروة الشعب منذ بداية الدولة احتاجها الشعب لفترة وجيزة ولم يرى الا الفتات بدل توقيف العمال بسركات الوساطة وترك غالبية الشعب يواجه تداعيات جايحة كورنا ابدووا باقتطاع اجور البرلمانيين بالغرفة الشرقية والغربية والوزراء والمدارا اصحاب 30 مليون في الراتب الشهري الصافي والمدربين وافرضوا الزكات على ناهبي الثوروات

faty منذ 3 سنوات

مع احترامي وتقديري لمن يقولو هذا الكلام الدولةً بصح دارت لي عليها واكثر والناس خاصهم يترزقو الله مافيها باس ولكن الوزر كنتحملوه كاملين مسؤوليين ومواطنين الدولة فرضات علينا الحجر ولكن ملي خرجنا منو ظن البعض ان الفيروس قل او ربما ماكاين اصلا لاكمامة ولا تباعد وزيد وزيد والدولة خاصها تحاسب كل مصنع او شركة او مقاولة ظهرت فيها بؤر لانها لم تلتزم باجراء التحليلات مسبقا كما امر صاحب الجلالة نصره الله وايده لنعترف ولو لمرة واحدة بخطئنا ونصححه جميعا رئيس ومرؤوس لنواصل المشوار واستسمح ردي وجهة نظر صادقة

التالي