أمنستي ترصد 3000 وفاة للأطر الصحية بسبب كورونا.. وتسجل هزالة رواتبهم وقمعهم وغياب الحماية

14 يوليو 2020 - 23:40

أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا، يوثق لمعاناة الأطر العاملة في قطاع الصحة في مختلف دول العالم مع تدبير الحكومات لأزمة كورونا، مسجلة وفاة عدد كبير من هؤلاء، بسبب تقاعس الحكومات عن توفير الحماية لهم من عدوى كوفيد – 19.

هلاك الآلاف من العاملين الصحيين والأساسيين

سجلت المنظمة، على بوابتها الإلكترونية، أمس الاثنين، أنه لا يجري في الوقت الحالي أي رصد عالمي منهجي لعدد العاملين الصحيين، والأساسيين، الذين لقوا حتفهم من جراء الإصابة بفيروس كوفيد-19، لكنها تمكنت من تجميع، وتحليل طائفة واسعة من البيانات المتوفرة، التي تظهر أن هذا الفيروس قد أودى بحياة أكثر من 3000 من العاملين الصحيين في 79 بلداً، مؤكدة أن هذا الرقم قد يكون أقل بكثير من العدد الحقيقي.

وتبين من رصد منظمة العفو الدولية أن البلدان، التي شهدت أعلى معدلات الوفيات بين العاملين الصحيين حتى الآن، تشمل الولايات المتحدة (507)، وروسيا (545)، والمملكة المتحدة (540 من بينهم 262 من أخصائيي الرعاية الاجتماعية)، والبرازيل (351)، والمكسيك (248)، وإيطاليا (188)، ومصر (111)، وإيران (91)، والإكوادور (82)، وإسبانيا (63).

ومن المرجح، بحسب المنظمة، أن يكون العدد الإجمالي للوفيات بين العاملين الصحيين أقل بكثير من العدد الحقيقي، نظراً إلى عدم الإبلاغ عن جميع الحالات، بينما يصعب عقد مقارنات دقيقة بين البلدان، بسبب الاختلافات بينها في إحصاء الحالات.

وما يبعث على بالغ القلق، قالت المنظمة إنها وثَّقت حالات لعاملين في قطاع الصحة، أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامتهم في سياق مكافحة فيروس كوفيد-19، فتعرضوا لشتى الأفعال الانتقامية، من الاعتقال، والحبس إلى التهديد والفصل.

نقص المعدات الوقائية المنقذة للأرواح

أشار العاملون الصحيون، بحسب أمنستي، إلى وجود نقص خطير في معدات الوقاية الشخصية في جميع البلدان، والأقاليم الثلاثة والستين، تقريباً، التي شملتها الدراسة الاستقصائية، التي قامت بها منظمة العفو الدولية، وتشمل هذه القائمة بلداناً ربّما لم يبلغ فيها الوباء ذروته بعد، مثل الهند، والبرازيل، وعدة بلدان إفريقية أخرى.

الإجراءات الانتقامية

فيما لا يقل عن 31 من البلدان، التي شملتها الدراسة الاستقصائية لمنظمة العفو الدولية، سجل باحثو المنظمة تقارير عن إضرابات، أو تهديدات بالإضراب، أو مظاهرات للعاملين الصحيين، والأساسيين احتجاجاً على ظروف العمل غير الآمنة، وقوبلت مثل هذه الأفعال بإجراءات انتقامية من جانب السلطات في العديد من البلدان، حيث في مصر، على سبيل المثال، وثقت منظمة العفو الدولية حالات لتسع من العاملين في قطاع الرعاية الصحية اعتقلتهم السلطات بصورة تعسفية خلال الفترة بين مارس ويونيو الماضيين بتهم مبهمة، أو فضفاضة من قبيل « نشر أخبار كاذبة »، و »الإرهاب »، وكان جميع هؤلاء المعتقلين قد أعربوا عن بواعث قلقهم بشأن سلامتهم أو انتقدوا أسلوب الحكومة في التصدي للجائحة.

الرواتب المجحفة والحرمان من الاستحقاقات

إلى جانب ظروف العمل غير الآمنة، فقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات لبعض العاملين الصحيين، والأساسيين، الذين يتلقون رواتب مجحفة، أو لا يتلقون أي رواتب على الإطلاق في بعض الأحيان.

وتحث منظمة العفو الدولية دول العالم على اعتبار مرض كوفيد-19 من الأمراض المهنية؛ وفي هذا الإطار، قالت أمنستي إن على الحكومات أن تكفل للعاملين الصحيين، والأساسيين سبل الحصول على تعويضات، وغير ذلك من أشكال الدعم في حال إصابتهم بالعدوى؛ وينبغي، أيضاً، إدراجهم ضمن الفئات ذات الأولوية في ما يخص الاختبارات التشخصية للعدوى بفيروس كوفيد-19.

مطالب بالحماية

وقالت سانهيتا أمباست، الباحثة، والمستشارة المعنية بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية لدى منظمة العفو الدولية: « في الوقت الذي لا يزال يتسارع فيه انتشار وباء كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، فإننا نحث الحكومات على أن تأخذ أرواح العاملين الصحيين والأساسيين مأخذ الجد؛ ويجدر بحكومات البلدان، التي لم تشهد وطأة الوباء على أشده بعد ألا تكرر أخطاء الحكومات، التي أفضى تقاعسها عن حماية حقوق العاملين إلى عواقب وخيمة ».

وأضافت سانهيتا أمباست: « إن ما يثير الانزعاج بوجه خاص أن نرى بعض الحكومات تعاقب العاملين، الذين يعربون عن قلقهم بشأن ظروف العمل، التي قد تشكل خطراً على أرواحهم؛ فالعاملون الصحيون في الخطوط الأمامية هم أول من يلمس أي قصور في سياسة الحكومة، والسلطات، التي تسعى إلى إسكات أصواتهم لا يمكن أن تكون جادة في ادعائها بأنها تولي الأولوية للصحة العامة ».

وقالت سانهيتا أمباست: « بينما يتوجب على الدول أن تكفل توفر ما يكفي من معدات الوقاية الشخصية للعاملين في أقاليمها، فإن فرض القيود التجارية من شأنه أن يفاقم النقص في بلدان تعتمد على استيراد هذه المعدات. إن وباء كوفيد-19 هي مشكلة عالمية تتطلب تعاوناً عالمياً ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

مواطن منذ 3 سنوات

امنستي تقول ان العدد اكثر مما يعلن فلتأتي بالرقم الصحيح اما مجرد اعادة صياغة الاخبار فلا فائدة من ذلك

التالي