جلســة خاصــة لمحاكـمة المغـنيـة دنيــا باطـمة.. تأخرت المحاكمة للثلاثاء المقبل استجابة لملتمس من دفاع الضحايا وبينهم المغنية سعيدة شرف

22 يوليو 2020 - 19:00

بعد تغيبها عن ثلاث جلسات سابقة، حضرت المغنية دنيا باطما، صباح أمس الثلاثاء، لأول مرة، الجلسة الرابعة من محاكمتها، في حالة سراح، أمام الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش، على خلفية علاقتها المفترضة بحسابات “حمزة مون بيبي”، وهي المحاكمة التي قرّرت الغرفة، برئاسة القاضي عثمان النفاوي، أن تنعقد في إطار جلسات خاصة.

ولم تستغرق جلسة أمس سوى دقائق معدودة، قبل أن تُرفع وتُرجأ المحاكمة لجلسة الثلاثاء المقبل استجابة لملتمس بالتأخير تقدم به دفاع أربعة ضحايا، ويتعلق الأمر بكل من المغنية سعيدة شرف ومحمد المديمي، رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان، ومصممة الأزياء “سلطانة”، وموظفة سابقة بفندق سوفتيل بأكَادير، من أجل الإطلاع على وثائق الملف وإعداد مذكرة مطالبهم المدنية.

و كانت المغنية سعيدة شرف تقدمت بشكاية أمام القضاء حول تعرّضها لحملة تشهير وسب وقذف من طرف حسابات “حمزة مون بيبي”، وصلت حد الطعن في وطنيتها، متهمة عدة أشخاص، بينهم المغنية دنيا باطما وشقيقتها ابتسام والصحافي “م. ب”، القاطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ومصممة الأزياء “ع.ع”، المتابعة في حالة اعتقال في إطار الملف عينه، الذي تحاكم فيه المغنية باطما، و”البلوغر” المشهورة بلقب “كَلامور”، المدانة ابتدائيا بسنتين حبسا نافذا في ملف آخر متعلق بالحسابات نفسها، بأن لهم علاقة مباشرة بهذه الحسابات التي شنت حملات عنيفة ضد العديد من المشاهير.

وسبق لدنيا باطما أن صرحت، خلال مرحلة البحث التمهيدي أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بخصوص علاقتها مع المغنية سعيدة شرف، بأنه كانت تجمعهما صداقة كبيرة وتربطهما علاقة وثيقة، نافية أن يكون لديها أي خلاف معها، وموضحة بأن المشكل قائم بين شرف والصحافي المغربي المقيم في أمريكا “م.ب”، الذي قالت إنه كان يستهدف سعيدة بألفاظ نابية، مشيرة إلى أنه، وعلى هامش إحدى الحفلات التي شاركت فيها إلى جانب فنانين آخرين بمدينة الداخلية، وصف الصحافي المذكور سعيدة شرف بألفاظ نابية، خلال لقاء إعلامي، فثارت ثائرة هذه الأخيرة، التي اتصلت بدنيا معاتبة إياها على عدم الرد عليه، خاصة وأنها كانت حاضرة في ذلك اللقاء.

وتابعت دنيا بأن الناشطة المراكشية على مواقع التواصل الاجتماعي، المشهورة بلقب “كَلامور”، كانت تتصل بها، عبر تطبيق الواتساب، لتخبرها بأي هجوم تتعرّض له من طرف أي فنان، وأنها ستقوم بهجوم مضاد، ومباشرة بعد ذلك يستهدف حساب “حمزة مون بيبي” الفنان الذي هاجمها بمنشورات مسيئة له، مستدلة على ذلك بأنه، وبعدما هاجمتها المغنية سعيدة شرف في لقاء صحافي، أخبرتها “كَلامور” بأنها ستتولى أمرها، ليقوم بعد ذلك الحساب المثير للجدل بشن هجوم عنيف على شرف، وصل حد الطعن في وطنيتها ووصفها بـ”الانفصالية”.

واعترفت دنيا، تمهيديا، بتحريض المعجبين بها على الهجوم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أي فنان انتقدها أو أهانها، موضحة بأنه سبق لها أن حرّضت متتبعي حساباتها على نشر تعليقات ضد المغنية سعيدة شرف وتسويق صورة سيئة عنها.

ولكن ما ورّط دنيا أكثر في هذه القضية هو تصريحات بعض المتهمين، وبينهم شقيقتها الكبرى، ابتسام، ففي سياق محاولة هذه الأخيرة نفي علاقة أختها المغنية بالحساب المثير للجدل، أكدت بأن دنيا لم تكن تحتاج لأي حساب وهمي يخوض حروب افتراضية بالوكالة عنها، بل إنها كانت تقوم هي نفسها، وبشكل صريح، بتحريض المعجبين بها على الهجوم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أي فنان انتقدها أو أهانها، واستعرضت ابتسام أسماء ضحايا “كتائب دنيا الإلكترونية” أو ما يُعرف في مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الجيش الباطماوي”، وعلى رأسهم المغنية سعيدة شرف، والمغنية رقية ماغي ومدير أعمالها، والمغنية رجاء بلمير، و مصممة الأزياء “سلطانة”، بالإضافة إلى صاحب حساب “إلياس كرم”.

وتوالت الشهادات ضد دنيا، فقد جرت مواجهتها مع “البلوغر” “كَلامور”،التي جرى الاستماع إليها في هذا الملف كشاهدة، فتشبثت هذه الأخيرة بتصريحاتها التمهيدية أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي اتهمت فيها دنيا وابتسام بالوقوف وراء الحساب، الذي قالت إن شخصا ثالثا يسيره نيابة عنهما، وأكدت “البلوغر” بأن دنيا هي من عرّفتها على مسير الحساب، وهي التي طلبت من هذا الأخير مهاجمة سعيدة شرف وسلطانة وإعلامية مغربية بقناة عربية، فيما ردت المغنية بأن “البلوغر” كانت تحاول إنقاذ نفسها بكيل الاتهامات إليها.

أما مصممة الأزياء “ع.ع” (29 سنة)، التي تسلمها المغرب من السلطات الإماراتية، بتاريخ الثلاثاء 25 فبراير الماضي، فقد صرّحت، خلال استنطاقها الابتدائي والتفصيلي من طرف قاضي التحقيق، بأن الصحافي “سيمو”، المقيم بأمريكا، سبق له أن أخبرها بأن دنيا وشقيقتها يعلمان بأنه هو مسير الحساب، بل إنه أكد لها بأن ابتسام تتوفر على القن السري للولوج إلى الحساب من أجل نشر التعليقات والصور وبث الفيديوهات، وأنها كانت تساعده في التقاط الصور من مراكش، والتي كان ينشرها الحساب، لاحقا، كما كانت تساعده في كل ما يريده بالمدينة الحمراء، جازمة بأن مجموعة من المواد المنشورة في الحساب كانت تُنشر من مراكش من طرف ابتسام.

وأضافت “ع.ع”، التي أنتجت الأبحاث الأمنية والقضائية المنجزة في جميع الملفات المتعلقة بقضية حسابات “حمزة مون بيبي”، أدلة وقرائن كافية على أنها من المسيرات المحوريات لهذه الحسابات، (أضافت) بأن دنيا هي من طلبت من المتهم “أ.ع” قرصنة حساب سعيدة شرف.

هذا، وكان قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها أكد، في استنتاجاته الواردة في الأمر الصادر عنه بإحالة المغنية على المحاكمة، بأنها كانت “تستغل الحساب في النيل من سمعة الأشخاص الذين يدخلون معها في خلاف”، موضحا بأن “الاعترافات المفصلة للمتهمة تعززها تصريحات الضحايا والشهود، خالصا إلى أن تلك الأفعال تقتضي متابعة المتهمة بجنح “المشاركة في الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن  طريق الاحتيال، المشاركة عمدا في عرقلة سير هذا النظام وإحداث اضطراب فيه وتغيير طريقة معالجته، بث وتوزيع عن طريق الأنظمة المعلوماتية أقوال أشخاص وصورهم دون موافقتهم،بث وقائع كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة بالأشخاص قصد التشهير بهم والمشاركة في ذلك، والتهديد”.

يشار إلى أنه سبق للغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش أن قضت، في ملف سابق يتعلق بأول موقوف في قضية “حمزة مون بيبي”، وهو طالب ينحدر من أكَادير، يُدعى “أ.ج” (21 سنة، (قضت) بتعويض مالي قدره 120 ألف درهم (12 مليون سنتيم) لفائدة المغنية سعيدة شرف، فيما حكمت غرفة أخرى بالابتدائية عينها بعدم الاختصاص في المطالب التي تقدمت بها المغنية نفسها في إطار ملف آخر مرتبط بالحسابات ذاتها، معروف إعلاميا بـ”ملف كَلامور ومن معها”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي