جسر مروحي بين المغرب وإسبانيا في مراحله الـ«متقدمة»

23 يوليو 2020 - 21:00

يبدو أن مشروع الجسر المروحي، الذي كان منتظرا أن يُدشن سنة 2017 بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا لمواكبة التطور البارز في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في السنوات الأخيرة، أصبح اليوم، أقرب إلى الواقع منه إلى الحلم بعدما غيرت الشركة المكلفة بهذا المشروع نظرتها التشاؤمية إلى إمكانية تجسيده على أرض الواقع، بحيث أصبحت، منذ يوم السبت الماضي، أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى وهي تعلن عن إجراءات بدء اشتغال هذا الخط الجوي الاستثنائي الذي يوجد في مراحل  « متقدمة ».

في هذا الصدد، أوضحت شركة الطيران « Hélity » الإسبانية، التابعة للشركة الدولية Global Aeronautic SolutionsCorp، أنها ستوسع مجال طيرانها من خلال تدشين خطوط مروحية جوية جديدة بين إسبانيا والمغرب، وإسبانيا وجبل طارق التابعة لبريطانيا. أنطونيو بارانكو، مندوب هذه الشركة بسبتة، التي تقدم خدمات الرباط المروحي الجوي بين المدينة المحتلة سبتة ومدينتي مالقة والجزيرة الخضراء، أكد نهاية الأسبوع المنصرم، أن الشركة طلبت تقديم خدمة الربط الجوي المروحي المدني بين مدينتي طنجة والجزيرة الخضراء، ومدينتي تطوان والجزيرة الخضراء، مبرزا أن الإجراءات الضرورية توجد في مراحلها المتقدمة.

كما طلبت الشركة ذاتها تقديم خدماتها إلى مختلف السفن التي تتنقل بين المغرب وإسبانيا وأوروبا، أو مختلف السفن التي تعبر مضيق جبل طارق. أنطونيو بارانكو أشار قائلا: « إنه شيء غير مسبوق الذي يحصل. لكن المثير للانتباه أن مضيق جبل طارق الذي تمخره 96 ألف سفينة سنويا، دون الحديث عن القوارب العابرة، ومع ذلك لم نستطع أن نقدم الخدمات التي تحتاجها هذه السفن »، في إشارة إلى أن مروحيات الشركة مستعدة للتدخل لتقديم الدعم والمساعدة للسفن، في حالة وجود عطب تقني أو حالات حرجة، أو أي شيء من هذا القبيل عبر إجلاء المسافرين.

وفي الوقت الذي لم يتحدث المسؤول في الشركة عن العراقيل البيروقراطية كما كان عليه الأمر من قبل، كشفت عدة تقارير إعلامية إسبانية أن الشركة تنتظر فقط، تقريرا تقنيا يسمح بأن يصبح المطار المروحي للجزيرة الخضراء مطارا دوليا، إذ رجح أحد المصادر إمكانية تدشين الجسر المروحي بين تطوان وطنجة والجزيرة الخضراء، مع إعادة فتح الحدود الجوية المغلقة كليا بين المغرب وإسبانيا منذ منتصف مارس الماضي.

وتشير تقارير إعلامية إسبانية، كذلك، إلى أن شركة « Hélity » ستستعمل مروحيات ذات قدرة استيعابية تتراوح ما بين 11 و15 مسافرا في كل رحلة. كما تهدف إلى إحداث “ثورة” في قطاع النقل والمواصلات الجوية بين مثلث طنجة والأندلس وسبتة- مليلية، بعد ارتفاع ضغط المسافرين والسياح ورجال الأعمال المغاربة وغيرهم على هذه المدن.

وترى المصادر ذاتها أن هذا الخط الجوي غير المسبوق بين المملكتين يسمح بالسفر من طنجة إلى الأندلس في ظرف 10 دقائق، بأسعار قد لا تتجاوز 500 درهم، خاصة منطقة “ماربيا” التي تتقاطر عليها كل أسبوع مجموعة من الأثرياء المغاربة الذين اشتروا عقارات سياحية فاخرة هناك، علاوة على أن الشركة ستعمل على ضمان رحلتين بشكل يومي من الاثنين حتى الجمعة.

الشركة الإسبانية ستعتمد في هذه الرحالات على مروحيات من نوع Augusta Westland 139، ذات الصنع الإيطالي بقوة 1531 حصانا، والتي تصل قدرتها الاستيعابية إلى 15 مسافرا، وحمل 6.4 طن، وتتجاوز سرعتها 300 كلم في الساعة. كما أن هذا النوع من المروحيات مؤمن بشكل كبير، إذ إنه قادر على الطيران بشكل مستقل لمدة 4 ساعات.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي