في ظل انطلاق النقاش العالمي حول سبل تجاوز اقتصادات الدول تداعيات أزمة كورونا وانعكاساتها الاقتصادية، يربط عد من الباحثين بين إمكانية تجاوز المغرب لأزمة كورونا، وضرورة إطلاقه لإصلاح للمؤسسات، في ربط بين الاقتصاد والسياسة.
وقال رشيد أوراز، الخبير الاقتصادي، في محاضرة له اليوم الأربعاء خلال مشاركته في ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، إن الأزمة الصحية كانت لها نتائج مالية واقتصادية وكانت لها نتائج اجتماعية ستظهر بشكل أكبر فيما بعد.
ويقول أوزار، إن ما خفف الوطأة الاجتماعية للأزمة هو مثانة النظام الاقتصادي الدولي وتطوره، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي لن يتحمل ثلاث سنوات ولكن ربما يتحمل سنة.
ويرى الخبير الاقتصادي، أن المغرب خاض واحدة من أطول فترات الحجر عالميا، حيث أنه في البداية الكل كان يرى الحجر الصحي وسيلة فعالة ولكن دراسات بينت أن الحجر لن يقضي على الفيروس، وطول فترة الحجر الاقتصادي حسب قوله يفسر عدم التزام الناس بعد رفع الحجر، كما أن الأكثر وعيا وتعلما، حسب قوله، ليس بإمكانهم الاستمرار في الحجر، كما أن الآثار النفسية للحجر أسوأ من الاقتصادية لأنه يؤثر على كفاءة الأفراد وإذا استمر سيكون هناك مشكل.
وطنيا، وفي الوقت الذي يتجه المغرب نحو استبدال دعم الاستهلاك بدعم الاستثمار، يقول عنها أوراز أنه في مراحل اللا يقين سيكون من الصعب اتخاذ قرارات استثمارية، وخلال هذه المرحلة إذا لم تكن للمستثمر رؤية للمستقبل، يصعب أن يتخذ قرار الاستثمار، كما أن دول متقدمة أخرت برامج الاستثمار، إلى ما بعد اكتشاف لقاح للفيروس لتتضح الرؤية.
الإنعاش الاقتصادي، حسب الخبير، في ظل أزمة مستجدة طارئة، لا يمكن تحقيقه دون معالجة الاختلالات، لأن حلول الأزمة تبدأ بتعميق إصلاحات السياسية لأن لها دور كبير في الدفع بالدينامية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الإصلاح مؤسساتي هو المدخل، ومن الخطأ الاعتقاد أن الأزمة الصحية يمكن أن تقوي مؤسسات على حساب مؤسسات.