نقطة نظام.. إدريس الفينة يكتب: الفقر الحقيقي

30 سبتمبر 2020 - 23:59

منذ القدم، شكل العلماء والمفكرون منارة للتقدم. جميع الدول تعتمد على مفكريها وعلمائها وباحثيها لإيجاد السبل المتينة لاختصار الطريق نحو الازدهار الأكيد. لا توجد دولة متقدمة بنت وتبني مجدها دون أن تكون لها قاعدة واسعة من المفكرين والعلماء ينيرون مسار التنمية. عادة تلعب الجامعات ومراكز الأبحاث دورا مهما في إنتاج الأفكار المبتكرة التي يعتمدها الساسة وأصحاب القرار.

ما نلاحظه اليوم هو أن السياسي وصاحب القرار، كيفما كان موقعهما، لم يعودا يتزودان بأفكار جيدة من مصادرها. لقد أصبحا كالمواطن العادي يتغذيان بما يروج من أفكار سطحية جلها ينتجها ويتقاسمها العامة. الأفكار القادرة على خلق التغيير والتطور عادة لا توجد على قارعة الطريق. لهذا، كان هناك تواصل دائم بين المسؤولين وأصحاب القرار والساسة، من جهة، ومراكز الأبحاث والأكاديميين، من جهة أخرى، من أجل التزود بأفكار متنورة تعمل على تغذية خطابهم وتطويره، وكذا تحديد الخيارات الكبرى التي يقترحونها لتحقيق التقدم. وهي الأفكار التي تكون وراءها دراسات وأبحاث متعددة، ومعرفة بمسار التطور في البلد والتجارب الرائدة في دول أخرى.

يسائلنا الوضع الحالي، بحرارة وامتعاض وحسرة، عن سبب ضعف التواصل بين الفئتين المذكورتين آنفا. ما نلاحظه من ضعف في الأفكار المقدمة للإصلاح وتحديد الرؤى والاستراتيجيات والخيارات يبعدنا بكل تأكيد عن التقدم، بل ويوسع الهوة بيننا وبينه بسنوات إضافية. الفقر الحقيقي الذي نعيشه اليوم هو فقر الأفكار المبتكرة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي