آخرها كورونا.. معارك في حياة ترامب -بروفايل

12 أكتوبر 2020 - 00:00

– لطالما هون الرئيس الأمريكي من كورونا وسخر من مرتدي الكمامات لكن ذلك لم يقه من الإصابة بالفيروس. – رغم افتقاد ترامب لأي ماض سياسي نجح في اقتناص تذكرة الحزب الجمهوري للترشح للانتخابات الرئاسية 2017.

 

رغم تهوين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من « كورونا »، وسخريته المستمرة من ارتداء الكمامات، إلا أن عدم جديته أمام الجائحة لم تقه من الإصابة بالفيروس.

في 2 أكتوبر الجاري، أعلن ترامب في تغريدة عبر « تويتر » أنه ثبت إصابته وزوجته ميلانيا بالفيروس، ونقل إلى مستشفى عسكري بعدما ساءت حالته، قبل أن يخرج منه معلنا تحسن صحته.

وقبل يومين فقط من إصابته بكورونا، كان ترامب قد سخر من المرشح الديمقراطي جون بايدن، لارتدائه الكمامة، خلال مناظرة تلفزيونية، ضمن حملتي المرشحين للانتخابات الرئاسية.

وانتقد ترامب، ارتداء بايدن للكمامة، قائلا: « أنا لا أرتدي الكمامات مثله.. ففي كل مرة تراه يكون مرتديا كمامة، ويمكن أن يتحدث معي على بعد 200 قدم، ويظهر بأكبر كمامة رأيتها في حياتي ».

ولم يكتف ترامب فقط بالسخرية من الكمامات، بل ظهر مرارا وتكرارا في الأماكن العامة دون ارتدائها، رغم تفشي الجائحة في بلاده، التي تحتل المركز الأول عالميا من حيث الإصابات والوفيات.

بعد إصابته بكورونا، سلطت وسائل إعلام على حياة ترامب والمعارك التي خاضها منذ دخوله المعترك السياسي، وكان آخرها في وجه الفيروس الذي حصد أرواح مئات الآلاف حول العالم، والذي يرى البعض أنه تم أيضا تسييسه.

من مستثمر لرئيس

ولد ترامب في مدينة نيويورك عام 1946، ودرس المرحلة الجامعية في قسم الاقتصاد بجامعة « بنسلفانيا » وتخرج فيها عام 1968.

ترامب هو الابن الرابع لرجل الأعمال والمستثمر العقاري في مدينة « نيويورك » فريد ترامب، وأصبح المرشح المفضل لخلافة والده بعد أن اختار شقيقه الأكبر فريد أن يصبح طيارا.

وتولى إدارة شركة والده الذي كان يعمل في مجال العقارات عام 1971، وقام بتغيير اسمها فيما بعد إلى « مؤسسة ترامب ».

نقل المقر الرئيسي لشركته إلى حي منهاتن بنيويورك، ووصل إلى الشهرة خلال فترة قصيرة عبر الفنادق التي أنشأها.

لم تقتصر شهرته على العقارات والفنادق، بل زادت من خلال البرنامج الذي أعده في 2004 على قناة « إم بي سي » الأمريكية، بعنوان « المتدرب ».

وخلال البرنامج، تنافس المتسابقون للحصول على وظيفة إدارية داخل « مؤسسة ترامب »، الذي استمر لمدة 14 موسما.

تزوج ترامب ثلاث مرات، كان آخرها من زوجته الحالية ميلانيا، حيث عقدا قرانهما في 2005، ولديه 5 أولاد من زوجاته الثلاث.

بلا ماض سياسي

رغم افتقاد ترامب لأي ماض سياسي، إلا أنه نجح في اقتناص تذكرة الحزب الجمهوري الوحيدة للترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب، بعد انتخابات تمهيدية تغلب فيها على منافسه السناتور « تيد كروز » عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس.

ومنذ إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو/ حزيران 2015، أثار ترامب جدلا محليا ودوليا في خطاباته الحادة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين والمسلمين.

كان يهدف ترامب حينها، الذي لفت الأنظار حوله عبر خطاباته الحادة، لأن يكون أول رئيس لا يتمتع بماض سياسي يتسلم سدة الحكم في البلاد.

وبالفعل أدى ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني 2017، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، بعد حصوله على 276 صوتاً مقابل 218 لهيلاري كلينتون.

معارك سياسية ومحاكمة

منذ توليه الرئاسة، لم تتوقف معارك ترامب السياسية، فكان أبرزها قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.

ورغم أن تقرير المحقق المستقل في القضية روبرت مولر، « لم يجد تواطؤا » بين حملة ترامب والروس، إلا أنه أشعل معركة محاكمته.

إذ وجه الديمقراطيون إلى ترامب، تهمتي إساءة استخدام منصبه، وعرقلة عمل الكونغرس، في 18 ديسمبر/كانون أول 2019.

كما أثيرت قضية الإقالة في الكونغرس، عقب مزاعم بشأن سعي ترامب للحصول على خدمات سياسية من السلطات الأوكرانية، مقابل تقديم المساعدة لكييف.

ويعود أساس القضية، إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز 2019، طلب خلالها ترامب، من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن « يهتم » بأمر جو بايدن، نائب الرئيس السابق، المرشح لمواجهة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.

وشكلت هذه المحاكمة محطة تاريخية في الولايات المتحدة، فهي ثالث مرة في تاريخها التي يقوم فيها الكونغرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.

إلا أن مجلس الشيوخ برأ الرئيس الأمريكي من التهمتين، في 5 فبراير/ شباط الماضي، ليبدأ فصل جديد من معارك ترامب وهو جائحة كورونا، الذي ما زالت نهايته غامضة حتى اللحظة.

سياسة مثيرة للجدل

لم تقتصر معارك ترامب على الصعيد الداخلي فقط، بل امتدت لدول في قارات مختلفة، فمن قضية بناء الجدار العازل مع المكسيك، إلى حربه التجارية مع الصين، ومعركة عقوباته على إيران.

هذه القضايا وغيرها أدار ترامب جانبا كبيرا منها عبر حسابه على « تويتر »، الذي اتخذه سلاحا له، لتصفه صحيفة « نيويورك تايمز » بأنه « يُدمن استخدام تويتر، واستخدمه كأداة من أدوات حكمه، بما يشبه المدفع في يده يطلق منه النيران على خصومه وقت ما يشاء ».

معارك ترامب الخارجية لم تقتصر على الواقع الافتراضي فقط، بل امتدت للواقع الفعلي كاغتيال طائرة أمريكية لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في 3 يناير الماضي.

وبينما أطلق ترامب حروبا مع خصومه، تميز بدعمه المستمر لحلفائه، أبرزها تأييده المستمر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم اتهامه بالتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

مصير غامض

وفي 3 نوفمبر المقبل، يواجه ترامب منافسه عن الحزب الديمقراطي، جو بايدن، للفوز بولاية ثانية في سباق الرئاسة الـ50، سباق يرى محللون أنه ربما يكون الأهم في تاريخ الولايات المتحدة.

والسبب هو امتلاك ترامب وبايدن رؤيتين مختلفتين تماما عن مكان الولايات المتحدة في العالم، فضلا عن نظرة كل منهما للوضع الداخلي للبلاد، خاصة مع أزمة كورونا، وأزمة العنصرية التي فجرت احتجاجات بالبلاد.

ومن أبرز الاختلافات في السياسات الخارجية للمرشحين هي الملف الإيراني والملف الفلسطيني وموقفيهما من السعودية على خلفية مقتل الصحفي خاشقجي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي