صونيا مورينو: العلاقات المغربية الإسبانية عرفت دوما حالة من المد والجزر- حوار

17 أكتوبر 2020 - 15:00

لِمَ لم يزر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدور سانشيز، المغرب هذه السنة، بينما زار جيرانه في الشمال (فرنسا والبرتغال) والجنوب (موريتانيا والجزائر)؟

من الغريب أن يقوم سانشيز بأول « زيارة الدولة » له خارج الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر بدل المغرب كما هي العادة. لكن، وفق مصادر خاصة، كان يَنتظر (سانشيز) طويلا أن يُستقبل في المغرب. هكذا، وسيرا على منوال الزيارات السابقة للوزراء الإسبان في حكومته، شد الرحال إلى الجزائر بمعية رجال أعمال من أجل حسم ملفات تجارية، علاوة على قضايا ثنائية معروفة مرتبطة بالإرهاب والهجرة. لقد ضمت إسبانيا صوتها إلى صوت فرنسا مؤخرا في الساحل، وسانشيز أشار في هذا السياق إلى « التأثير القوي » للجزائر على هذه المنطقة، لا سيما النزاع الليبي.

لكن الشيء الأكثر إثارة للفضول هو إشارته المبطنة إلى النزاع بين المغرب والجزائر عندما تحدث عن « البحث عن حلول سياسية متوافق عليها للأزمات التي تشكل خطرا على استقرار المنطقة، والمراهنة، أيضا، على تسوية النزاعات المجمدة التي ابتليت بها ساكنة المنطقة منذ عقود عدة ».

تجدر الإشارة إلى أن سانشيز ظهر مؤخرا في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى المغرب والصحراء، محاولا على ما أعتقد، إرضاء السلطات المغربية.

هل تعتقدين أن استثناء سانشيز المغرب من زياراته إلى الجوار في 2020 يعكس أزمة صامتة بين البلدين؟

الدور الذي تلعبه إسبانيا في الساحل مع المشاركة في « مجموعة دول الساحل الخمس »، والاصطفاف إلى جانب الموقف الفرنسي في حل الأزمة الليبية، لم يرق للرباط. من جهة أخرى، إن استمرار إغلاق الحدود البرية مع سبتة ومليلية، جعل الحكومة المركزية الإسبانية تتعرض للضغط، في الوقت الذي لم تستجب فيه الرباط لطلبات مدريد من أجل التخفيف قليلا عن المدينتين لأنهما مختنقتان. لهذا، اعتمدت مدريد مبدأ المعاملة بالمثل في هذا الخصوص، وهو ما جعل الحدود البحرية – في مضيق جبل طارق بين البلدين- مغلقة، وهي الحدود التي كانت الرباط تنوي فتحها في الصيف مثل ما حدث بخصوص الحدود الجوية.

على ضوء ما يجري، كيف ترين مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية؟

العلاقات المغربية الإسبانية تعرف دوما حالة من المد والجزر، أي أن هناك حالة يسود فيها الود وأخرى التوتر، لكن لا يجب أن ننسى المظاهرات ضد الحزب الشعبي في الدار البيضاء قبل سنوات، مثلا. بصراحة، ما يقلقني هو وضع إسبانيا كشريك تجاري أول للمغرب بعدما أزاحت فرنسا منذ سنة 2013، لا سيما في ظل توقيع المغرب اتفاقيات مع قوى عظمى مثل المملكة المتحدة  والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الاتفاقيات ستضر السوق الإسبانية. بعض العمال المغاربة المكونين الذين يختارون العمل بإسبانيا، سيتجهون إلى المملكة المتحدة، وقل الشيء عينه عن العمال المغاربة الذين يتم التعاقد معهم من مختلف المدن المغربية. المغرب يعمل وعينه على السنوات العشر المقبلة؛ ودوما أقول إن مدريد قللت من شأنه.

وخير دليل على هذا هو أن ميناء طنجة المتوسط يواصل توسعه، وفي النهاية هو الذي يساهم في حركية ميناء الجزيرة الخضراء، علما أن أشغال تشييد ميناء الناظور ستنتهي سنة 2021. كل هذا قُدم في خطط صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2008، وخرج في الجريدة الرسمية منذ 2010. مع ذلك، فسبتة ومليلية لم ترياه ولم تصدقاه. وهما الآن تدفعان الثمن. وأظن، أيضا، أن المغرب، وكما كان يُشير إلى ذلك، توجه إلى الجنوب، بما في ذلك توقيع اتفاقيات مع تركيا وقطر. وبخصوص أوروبا، فهو يميل إلى ألمانيا وإيطاليا، موليا ظهره إلى إسبانيا وفرنسا اللتين لم تعترفا بعد بمغربية الصحراء، والتي تعتبر الهدف الأخير للسياسة الخارجية المغربية.

(صونيا مورينو/ صحافية إسبانية مختصة في الشأن المغربي الإسباني) 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي