تحضيرات لتأسيس حزب "يساري أمازيغي" جديد

30 نوفمبر 2020 - 20:00

تستعد فعاليات شبابية أمازيغية ويسارية ونقابية، من توجهات مختلفة، لتأسيس حزب سياسي جديد يقترحون تسميته “التجمع من أجل التغيير الديمقراطي”. النواة الأولى للمشروع، حسب عمر إسرا، أحد المساهمين فيه، هم “عدد من أبناء الحركة الأمازيغية واليسارية والحقوقية والنسائية والنقابية”، وعدد من الخبراء، لكنه الآن مع توسعه صار “تجمعا” أكبر للتنظيمات السالفة الذكر، ولكن أيضا لعدد كبير من الشباب المستقل والفاعلين الجمعويين على المستوى الوطني.

وتأتي المبادرة “بعد نقد ذاتي قام به عدد كبير من الشباب”، منهم من ينتمي إلى تيارات معينة، ومنهم الكثير من المستقلين الذين لم يجدوا أنفسهم في العرض السياسي القائم، الذي “يعاني من الشيخوخة ومن أزمة بنيوية”.

وحسب إسرا، فإن هذا المشروع السياسي يهدف إلى “تحقيق تغيير ديمقراطي هادئ في ظل الاستقرار”.

ولحد الآن، جرى عقد أكثر من 11 لقاءً إقليميا وجهويا، وهيكلة عشرات الأقاليم وعدد من الجهات، ويقول أصحاب المبادرة إن المشروع أصبح حاضرا في 10 من جهات المملكة، وبالموازاة مع ذلك يجري العمل على استكمال الوثائق والأوراق المرجعية، في انتظار الشروع في جمع ملفات المؤسسين والمؤتمرين، والإعداد للمؤتمر التأسيسي. وحسب إسرا، فإن المشروع توسع بشكل كبير خلال أشهر قليلة، وأن أكثر من 90 في المائة من أصحاب المبادرة شباب. ورغم عدم وجود أسماء بارزة في المشروع، إلا أن أصحابه يعتبرونه مبادرة شبابية “تهدف إلى تجديد وتجويد الممارسة والسلوك السياسيين”، وتجاوز “الثقافة السياسية التقليدية ومفهوم الزعامات”. وفي هذا الشأن، قال عمر إسرا إن عدد من المنخرطين لهم تجربة سياسية، ومنهم خبراء وكفاءات من مختلف المجالات.

وبخصوص مرجعية الحزب، يقول إسرا، إنه ينطلق من قيم “تامغربيت” التي تدعونا إلى إعادة الاعتبار “لثقافتنا المغربية الأصيلة”، ولقيم الاعتدال والتعايش والتسامح والتضامن، لإعادة بناء “مناعة قوية ضد جائحة الأفكار التدميرية المستوردة بلبوس ديني أو قومجي أو غيرها”.

المشروع يعتبر شمال إفريقيا والمجال المتوسطي والإفريقي، فضاءً طبيعيا للمغرب، ويتبنى “الديمقراطية الاجتماعية” كتوجه له، من خلال التركيز على ضرورة توفير الحاجيات الأساسية للمواطن من تعليم وصحة بشكل مجاني وبجودة عالية، كما يناضل من أجل سياسة تشغيلية ناجعة، ومن أجل التوزيع العادل للثروة بشريا ومجاليا.

ويعتبر المشروع “الثقافة عنصرا مركزيا في تحقيق التنمية المستدامة”، باعتبارها مرتكزا رابعا، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي، العدالة الاجتماعية والاستقرار الإيكولوجي، وأن أي إقصاء لعنصر من هذه العناصر سيؤدي إلى فشل النموذج ككل أو بناء نموذج أعرج.

ويفتخر مشروع الحزب الجديد بـ”الإسلام المغربي المتماهي مع ثقافتنا المغربية الأصيلة”، وينفتح على “كل ما هو جميل في الحضارات والثقافات الإنسانية”، وعلى كل التجارب الناجحة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وغيرها.

وبخصوص الخشية من رفض السلطات الترخيص لحزب بدعوى تأسيسه على أسس عرقية، مثلما فعلت مع تجارب أخرى، رد إسرا، بأن مشروع الحزب لديه خلفية واحدة وهي “مغربية- مغربية” والانطلاق من “تامغربيت” يجسد افتخاره “بتنوع الروافد اللغوية والثقافية لشعبنا”. كما أنه منفتح على كل المغاربة من طنجة إلى الگويرة، “بدون تمييز بسبب اللغة أو اللون أو العرق” أو غيره.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي