نقطة نظام.. الجحيم مع الفردوس

09 ديسمبر 2020 - 23:59

يوجد الوزير المكلف بقطاعات الثقافة والرياضة والشباب، إلى جانب قطاع الاتصال، في وضع شديد الحرج، بعد وقوعه في تناقض صارخ وفاضح، بخصوص تعامله مع هذه الجريدة.

فإذا كان هذا الوزير الشاب قد افتتح مهامه على رأس الوزارة المركبة بقرار الإفراج عن الدعم السنوي الخاص بجريدة «أخبار اليوم» الذي ظل عالقا قرابة خمسة أشهر دون مبرر ولا تفسير؛ وهو ما ساهم في تمكين عثمان الفردوس من دخول «حكومة الكفاءات» من بوابة كبيرة، فإنه اليوم بات يوجد في الموقف نفسه الذي كان عليه سلفه غير المأسوف على رحيله، الحسن عبيابة.

نحن الآن على مشارف منتصف شهر دجنبر، والسيد عثمان الفردوس يحتجز أجور بضع عشرات من صحافيي وأجراء هذه الجريدة، لشهري أكتوبر ونونبر، خارج أي إطار للشرعية أو القانون أو النصوص التنظيمية التي تفترض في الأدنى تقديم قرارات مبررة.

فإذا كانت الحكومة بادرت بنفسها، ودون سابق استشارة ولا اتفاق، إلى تحويل الدعم السنوي الموجه للصحافة إلى تكفل مباشر باجور الصحافيين والعاملين، أي أنها قررت الجمع بين دعم وإنقاذ القطاع، وبين ضمان استقرار الوضعية الاجتماعية للعاملين فيه، فإنها اليوم توجد في وضعية حرمان جزء من المنتمين إلى هذا القطاع من أجورهم التي يعيشون عليها، وتحالفت مع ظروف الجائحة والأزمات الذاتية للقطاع، ولهذه المؤسسة تحديدا، لتلقي بعشرات الأسر ممن ابتلاها الله بالارتهان إلى مهنة محفوفة بالمخاطر، في حالة من الحصار الاقتصادي وقطع مباشر للأرزاق.

لو أن الوزير الشاب بادر على الأقل بتقديم تصريح أو إخبار رسمي ومسؤول يبرّر به سبب هذا الوضع، لأمكن اعتبار الأمر داخل دائرة القانون. أما وأن الحال قد عاد إلى وضعية ما قبل رحيل عبيابة، فإن الجحيم لم يعدم الوسيلة لتكرار نفسه بالرغم من مجيء «الفردوس».

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عبدالغني منذ 3 سنوات

عبدالغني

التالي