توفيق بوعشرين: يوم استدعي علي ومعاوية إلى قسم الشرطة

25 مايو 2015 - 22:50

 

يطفح الإعلام العربي ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم بجنون الخطاب الطائفي. تحولنا، بين عشية وضحاها، إلى شيعة وسنة، رافضة ونواصب، أتباع الحسن ومريدو معاوية، مقاتلون مع الحسين وموالون ليزيد… يا إلهي.. ما هذا الجنون؟ اختفت الصراعات السياسية والمصالح والاستراتيجيات الإقليمية والدولية المعقدة خلف الفتنة الطائفية.

لم نعد ندقق في الرهانات السياسية للحرب السعودية الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، بل فتحنا كتب التاريخ والفقه المقارن والملل والنحل، وصار السني يبحث في عقائد الشيعي بعقلية فقهاء القرون الوسطى، والشيعي يدقق في عقائد السني بمنظار الأقلية المضطهدة تاريخيا، والجميع في حرب تكفير لا نهاية لها…
في المغرب، الذي تحول إلى حديقة خلفية للوهابية منذ ثلاثة عقود على الأقل، جمع الشيخ المغراوي أتباعه في مراكش، وشرع يشحذ أسلحته التقليدية ضد الشيعة الإيرانيين الذين يستهدفون عائشة وعمر وأبا بكر الصديق وعثمان بن عفان، ويقولون بتحريف القرآن… الشيخ المراكشي المعروف بولائه للوهابيين، الذين قدموا له الحماية الكاملة يوم أفتى بزواج الطفلة ابنة التاسعة في المغرب وفر إلى الجزيرة العربية حيث ظل هناك عدة أشهر حتى هدأت العاصفة، ورجع في أعقاب الدعاية للدستور الجديد حيث شارك في الحملة مقابل إعادة تبييض سيرته…

السيد المغراوي يعرف أن الخطاب الطائفي الفج هو السلاح الفعال لتأييد الحرب السعودية على الحوثيين في اليمن، مادام خطاب العقل والسياسة والاستراتيجية والقانون الدولي عاجزا عن إقناع الرأي العام العربي بجدوى حرب لا أفق لها.. حرب ستعقد المشكل ولن تحله، لهذا تحرك المغراوي وفريقه السلفي، كما تحرك دعاة كثيرون في فضائيات الغابة العربية، ليسكبوا المزيد من الزيت على النار، وليردوا على إيران وحزب الله والحشد الشعبي في العراق والعلويين في سوريا، وليرفع الجميع أعلام حروب الفتنة في صدر الإسلام، ويخرجوا أسلحتهم الثقيلة من كتب تاريخ الصراع بين الفرق الإسلامية، ليجعلوا منها أدوات للدعاية وللفتنة وللتفرقة بين المسلمين…
يقول أحد المؤرخين العرب: «علماء السلطان صنفان، جاهل أو طامع»، هذا بالضبط ما ينطبق على رجال الدين الذين يقاتلون اليوم على جبهة الطائفية في المعسكرين السني والشيعي، نصفهم طامع في أعطيات الأنظمة، ونصفهم جاهل يعيد تلحين مفردات الصراع الطائفي الذي لقنته الأجهزة المخابراتية لهؤلاء المشايخ، مستغلة جهلهم وسذاجتهم وتخلف فكرهم الذي يمنعهم من فهم تعقيد المصالح والصراعات في عالم اليوم. فقهاء ودعاة وأنصاف متعلمين لم يعبروا قرون الصراع الطائفي الذي مزق أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، ووضعوا أنفسهم حطبا في وقود حرب ستدمر ما بقي من هذه الأمة…
ليس ضروريا أن يكون العربي طائفيا مذهبيا لينتقد النفوذ الإيراني في الخليج، وليس ضروريا أن نحول الصراع إلى سني-شيعي لكي نرفض تورط حزب الله في الحرب إلى جانب الديكتاتور الأسد، وليس ضروريا أن تكون مذهبيا لترفض سياسة المالكي والعبادي وعصابات الحشد الشعبي ومجرمي عصائب الحق وجيش المهدي وغلاة العلويين في تدمير سوريا، كما أنه ليس ضروريا أن يصير الإيراني شيعيا ليدعم أبناء المذهب في العراق وسوريا واليمن. ثم ما علاقة الإيراني بالصراعات الدائرة بين اليمني ومواطنه اليمني، أو العراقي ومواطنه العراقي، أو اللبناني وأخيه اللبناني؟ المذاهب ليست قوميات عابرة للحدود، والعقائد ليست مبررا لانتهاك سيادة الدول.. هذه حرب مدمرة ستأتي على الأخضر واليابس يا أمة الجهل…
يلعب علماء السلطان ودعاة الفضائيات والظواهر الصوتية لعبة قديمة، وهي إخراج الآراء المتطرفة لكل فرقة، حتى وإن كانت أقلية، حتى وإن كانت منبوذة وسط مذهبها، وتعميمها على كل أتباع المذهب الآخر، فمثلا يخرج السني الوهابي آراء الطائفة الإسماعيلية من كتب التاريخ -وهي طائفة انقرضت تقريبا وعرفت بتطرفها وشذوذ آرائها حتى داخل جمهور الشيعة نفسه- ويحاول تعميم آرائها على كل أتباع المذهب الجعفري، فيصبح الشيعي مشككا في صحة القرآن، متهما عائشة أم المؤمنين بالفاحشة وبما ليس فيها، مكذبا براءتها في القرآن، ومن ثمة يصبح الشيعي كافرا هكذا بجرة قلم، ومن الكفر نذهب مباشرة إلى وجوب قتاله، ولم لا الإبادة الشاملة، أي الحرب الأهلية والتطهير الديني. وفي المقابل، يتجه الشيعي إلى لعبة استغلال آراء الحنابلة، الذين كانوا في صراع سياسي مع الشيعة في العراق في القرون الأولى للإسلام، ومحاولة تعميم آرائهم المتطرفة عن مخالفيهم على جميع السنة، فيصبح القتال هو اللغة المشتركة بين الاثنين.
لقد حول الصراع الطائفي التاريخ إلى عقيدة، والسياسة إلى فقه، وصراع المصالح إلى فتاوى، فأصبح انتقاد الشيعة لبعض الصحابة موجبا للتكفير، وأصبحت مساندة أهل السنة لحكم معاوية موجبة للتكفير، فيما الواقع أن كل هذا خلاف سياسي لا علاقة له بالعقائد، وأن أركان الإسلام الخمسة تجمع السني والشيعي تحت مظلتها الواسعة التي لا يجب بحال أن نضيقها…
يحكي بعض العرب الذين عاشوا في أمريكا أن سنيا وشيعيا يعيشان في ميتشغان اختلفا حول حرب معاوية وعلي، وتحول الخلاف إلى مشادة كلامية، والمشادة إلى عراك بالأيدي وضرب وجرح، فوصلا إلى قسم الشرطة في المدينة الأمريكية التي يعيشان فيها، فسأل الشرطي عن سبب الخلاف فقيل له: «هذا يساند علي، والآخر يساند معاوية»، فسألهما: «من منهما (علي ومعاوية) جمهوري ومن منهما ديمقراطي؟»، فبهت السني والشيعي أمام هذا السؤال من الشرطي الأمريكي، ولما لم يجيبا عن سؤاله قرر استدعاء علي ومعاوية إلى قسم الشرطة لمعرفة تفاصيل النزاع الذي تحول من رأي في السياسة إلى ضرب وجرح…
لم يستوعب الشرطي الأمريكي أن يتصارع مواطنان في القرن الـ21 على مسألة تاريخية مضت عليها 1400 سنة. اعتقد أن أمامه صراعا سياسيا بين مؤيد لمرشح عن الحزب الديمقراطي وآخر مؤيد لمرشح عن الحزب الجمهوري، ولو عرف أن العربيين والمسلمين يتعاركان على الولاء والبراء من صحابيين عاشا وماتا قبل 14 قرنا وزيادة، فربما انتحر الشرطي قبل تحرير المحضر…

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خليل خنير منذ 8 سنوات

كان حريا بك أستاذي الكريم، أن تولي مقالك هذا نحو الشيعة وما يقومون به في سائر الأوطان العربية، نحن لا نريد انحيازا لأحد، وإنما نريد حيادا، فمثلما هاجمت رموز الوهابية كما تصفهم أنت، فما عليك إلا أن تتطرق لمرجعيات الشيعة، الذين يحرضون أتباعهم على قتل كل من هو سني.

الرد على ياسين بن احمد منذ 8 سنوات

أسي ياسين بن أحمد، المغراوي ديالك لم يترك ملة أو مذهب أو طريقة لم يذكرها بسوء و ألفاظه في هذا السياق معروفة لدى الجميع و من بعضها " هؤلاء مبتدعة، هؤلاء قبوريون، هؤلاء زنادقة، هؤلاء عباد الهوى، هؤلاء مرتزقة، هؤلاء خوارج، هؤلاء بودشيشيون، هؤلاء قادريون منحرفون، هؤلاء حمزاويون، هؤلاء مشركون"... الا مذهبه هو "الوهابي" ولاء لاَل سعود أصحاب البترودولار و أولياء نعمته... اذا أخي، كفاك تزكية الرجل و هو أصلا لا يعترف بالمغرب و منهج حياته و تقاليده و أصوله، أنسيت أن أصحاب المغراوي من الأوائل الذين أفتوا علانية بفتح باب الجهاد في سوريا مخاطبين برسالة رسمية الحكومة المغربية؟؟ و تقول لي المغراوي لا يفتي بزواج بنت التاسعة!!! أقترح أن يرحل المغراوي الى الخليج و يمكت هناك مع أصحابه و أقاربه

هشام ازريويل منذ 8 سنوات

سيدي المدير ارسلت يوم 24 ماي مقال لجريدتكم المحبوبة بخصوص حشرة غريبة وخطيرة بالرحامنة الجنوبية باعداد كبيرة جدا . وهدا هو المقال سيدي اتمنى ان تساعد هده المنطقة لان الناس حاروا من هده الكارثة في غياب المنتخبين والمسؤولين. استسمح لاني اخترث هده الطريقة لايصال صوتي لكم سيدي لسنة الثانية نجدد ندائنا للمسؤلين علنا نجد ادان صاغية لما يقع في الرحامنة الجنوبية من هجوم كاسح لهده الحشرة الغريبة التي اصبحت تقلق راحة الانسان والحيوان فقد بدئت بالضهور في المنطقة مند حوالي الثلاث سنوات حجمها يصل الى ستة سنتمرات تخرج اواخر يناير تعيش حاولي 5 اشهر تبيض ثم تموت .في مقالنا السابق السنة الماضية في بعض الجرائد المحلية و الدي لم نجد اي تجاوب معه من السلطات المختصة كانت الرقعة التي ينشط فيها لا تتعدى اربعون كلمترا اما اليوم فالرقعة تضاعفت حوالي ثمانون كلمترا.يجب اعلان هده المنطقة منطقة منكوبة لانها خنفساء كبيرة الحجم وخطيرة جدا تنفت سم اصفر اللون مجهول الهوية والخطير في الامر انك عندما تهشم رئسها عن اخره فانها لا تموت وتحاول الهجوم عليك منضرها مرعب وكانك امام فيلم هيتشكوكي لمصاصي الدماء لم يسلم منها حتى الحيوانات انها من اكلة اللحوم وتاكل بعضها البعض تجدها في كل مكان في منضر مقزز جدا .لهدا وجب من السلطات المختصة التدخل سريعا قبل فوات الاوان لانها تزحف بصرعة وباعداد كبيرة ربما تصل الى الملايين انها تتجه جنوبا نحو مراكش وشمال نحو ابن جرير ومنطقة البحيرة.هدا العام شوهدت ايضا داخل مدينة سيدي بوعثمان انها ستاتي على الاخضر واليابس وتهدد بشكل كبير مشروع الصبار بالرحامنة الجنوبية الدي خصص له الملايين من الدراهم هشام ازريويل عضو هيئة تحرير جريدة الرحمانية

هشام ازريويل منذ 8 سنوات

اكثر الله من امثالكم يقول المثل الشعبي...الخيل مربوطة او لحمير تتبورد..

علال منذ 8 سنوات

http://www.alyaoum24.com/226885.html هذا رابط لمقال رائع "خرائط الدم" للاستاذ بوعشرين اوربا ادت ثمنا باهضا لتتعلم ان التشدد والاصطفاف المذهبي الاعمى لا ينتج الا الكوارث والمآسي

الغراب منذ 8 سنوات

ارجو أن نتخلى عن توصيف الأمة الاسلامية بالجهل فلو كانت امة جهل لما كتبت هذا المقال الرائع يا سيد بوعشرين. كما أن ما تمر به الأمة حاليا ليس كله شر بل هي مرحلة تمييز و أن هذا الصراع السني الشيعي مرحلي لأسباب سياسية و أن هناك عقلاء في الجانبين يلتزمون برأي الخليفة عمر بن عبد العزيز في الموضوع حين رد على الموضوع بقوله عز وجل " تلك امة قد خلت لها ما كسبت و عليها ما اكسبت"

عزيز منذ 8 سنوات

هي حرب عقيدية سيدي هكذا اراد لها الفرس المجوس مهما حاولنا اظهار انها غير ذلك..

كمال منذ 8 سنوات

لا يجب ان لا ننسى الأخ ىتوفيق أن ايران هي من أعلنت الحرب الصفوية على اقطار العالم العرب بدأت بتدخل سافر في العراق وإرسال كتائب الحرس التوري إلى سوريا ختاما بتسليح الحوتيين ودعمهم لأجل السيطرة على الحكم في اليمن و السعودية قبل ذلك ساهمت هي ودول الخليج في اسقاط اليمن في يد الحوتيين وعلي صالح وجماعته لكنها أحست ان الأمور خرجت عن السيطرة بقدوم الملك سليمان هذا ما في الأمر

abbas koumane منذ 8 سنوات

مقال مليئ بالمغالطات والا خطاء و القفز على الحقائق. كما أنه اشبه بصك اتهام منه إلى مقال تحليلي.

عبدالعزيز الادريسي منذ 8 سنوات

لمادا هدا السقوط ياتوفيق موضوع السنة والشيعة حقيقة تعيشها شعوب الشرق انضمت ان تكلف نفسك وتتعمق في الفكر الشيعي خاصة منه الفكر الدي أنتجته ايران الخمينية انصحك ان لا تسقط في التبسيط وان تساير الاهواء

مغربي على قد الحال منذ 8 سنوات

يا أمة الجهل… الجهل هو السبب الاول لكل مشاكلنا يقول مثل انجليزي "لاتناقش جاهلا لانه في نهاية النقاش ستكون انت الجاهل" حاورت بعض المغراويين - احدهم مهندس دولة - ..... واخاف عليك ان تنتحر لو حاولت ذلك

محمد منذ 8 سنوات

عين العقل

samir2 منذ 8 سنوات

مللنا المجازر الطائفية التي تفتك بالعربان اذ ما تكاد جثث العنف تستقر في قبورها حتى تلحق بها أشلاء دوي أوانفجار وبين جماعة وجماعة توجد طوائف وملل ونحل !!!!جماعات متناحرة لكل منها مريد يشحن عقول أتباعه بأفكاره المغلوطة ويزرع فيهم بذور الاحقاد وهو يكز على الاسنان متوعدا المخالفيين له في الرأي بواد في جهنم !! ..الغريب أن كل طائفة تكفر اخرى وأصبح الايمان يقاس بالمظاهر وطول اللحية وشكل اللباس وأنواع السواك والحبة السوداء!!! ..ولعل الصراع الطاحن الذي يشتد اليوم بين السنة والشعية هو الدليل الابرز على انقسام الامة وبينما تحاول ايران بسط نفوذها في منطقة الشرق الاوسط بالتنسيق مع أتباعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن تسعى السعودية للضغط على امريكا كي تمنع الدولة الفترسية من حقها في امتلاك النووي خشية ان تكون الرياض هي أول المستهدفيين بالسموم القاتلة التي تطور فيها طهران يحدث هذا في وقت يشحذ المتاجرون بالدين أسنان الحقد الطائفي لكل منهم منصة يخطب منها ليس لاشاعة التقوى لكن للتحريض على العنف..أصبح الشيعي يكور في النييران التاريخية ويقذف بها أخيه السني ويغضب الاخير فينقض على فتوى قد يجيز فيها جز رؤوس الروافض!!! ..من أنتم يا سلام؟؟؟نسيتم الله تعالى فاذا بكم تعبدون البشر وسخرتم كتاب الله لتعليل ما جاء في كتب أسيادكم ولما تجاوزكم العصر بقيتم في مغارة التخلف تتعاركون خاسئين مثل الديوك المنقوشة وعوض ان تفتحوا قنوات الحوار فتحتم الا فواه وأغلقتم العقول وبينما تثبت الايام فشل صراعكم الدامي في اثبات من المحق ممن هو على ضلالة فضلتم خلط الاوراق والاستنجاد بامريكا كي تفصل بينكم ..إن الله لا يعبد عن عداوة والذين بدأوا الفتنة ماتوا منذ زمان وشبعوا -حياة اخرى- في عالم البرزخ رحمة الله عليهم هم أناس أمثالنا وليسوا ملاكئة عاشوا كأي انسان حتى غيبهم المنون لماذا كل هذا التعلق بهم فالله وحده هو الذي يستحق العبادة ورسولنا الكريم هو قدوتنا ما عدا ذلك يدخل في باب الشرك لاوساطة بيني وبين ربي هو الذي خلقني ولم أك شيأ مذكورا أين هي سماحة الاسلام؟؟لا حيز لها في قلوبكم السوداء والدم الذي حرمه ديننا تحرصون عليه أن يكون سائلا مراقا..توبة توبة ..قلت لكم مللت!!!

التامدي شهاب منذ 8 سنوات

هذا الشيخ له علاقة وطيدة مع أحد كبار ضباط الجيش المحالين على التقاعد سنة 2013 و ابنه، أحد كبار السلفية الموالية للقيادات الوهابية عالميا، و يفتيهما بفتاوى اجرامية خطيرة وراء الكواليس. و يملكون مدرسة حرة بالدار البيضاء تسمى "طيبة" يدرسون فيها جيلا من أفكار الوهابية القحة الموالية الى المتشددين بالخليج. و لا يعترفون بالمذهب الديني المغربي و لا بالتقاليد المغربية الا نفاقا و تقية لتفادي المشاكل مع الدولة

ياسين بن أحمد منذ 8 سنوات

الشيخ المراكشي المعروف بولائه للوهابيين، الذين قدموا له الحماية الكاملة يوم أفتى بزواج الطفلة ابنة التاسعة في المغرب وفر إلى الجزيرة العربية حيث ظل هناك عدة أشهر حتى هدأت العاصفة، ورجع في أعقاب الدعاية للدستور الجديد حيث شارك في الحملة مقابل إعادة تبييض سيرته… أنا شخصيا من أشد المتابعين لمقالات السيد بوعشرين وأجد فيها احترافية ومهنية قل نظيرها في الصحافة المغربية..ومع ذلك أوجه عناية السيد بوعشرين للبحث في سيرة المدعو المغراوي..فالرجل من اقليم الراشيدية ويستقر بمراكش بحكم عمله كأستاذ بكلية اللغة العربية..ثم أن المغراوي لم يفت في موضوع زواج ابنة التاسعة..بل أجاب عن سؤال (وهو موثق بموقع دار القرآن) حسب ما ورد في السنة الصحيحة ولم يطلب منا أو يأمرنا بتزويج بناتنا في هذه السن.. ثم أن المغراوي يدافع عن فكر متشبع به ( المذهب المالكي السني) وهو دفاع ليس وليد اليوم، لأنه ولد مع الصراع التاريخي بين السنة والشيعة والذين لا يمكن أن يجتمعوا في ظل نظام عربي مطبوع بغياب الديمقراطية والحرية.... إذن في زمن الصراع هذا نفضل ان يدافع المغراوي وكل شيوخ وعلماء السنة على السنة عوض ان نقف امام الزحف الشيعي القادم من بلاد الفرس متفرجين غير مبالين

walis منذ 8 سنوات

خلاف سياسي لا علاقة له بالعقائد...مسكين

fayssal nadori منذ 8 سنوات

اخطات مربط الفرس يا سيدي , النزاع مستمر لانه نزاع بين الخير والشر اي بين الحق والضلال, فلو كان الامر ( نزاع علي وخصومه) بسيطا كما تقول لتدكرناه كجميع الاحداث التاريخية كما نتدكر مثلا نزاع عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير بن العوام فالاثنان اعلنا الخلافة وتحاربا وتم دبح ابن الزبير وقطع راسه وسبي نسائه وقتل من والاه , ولكن دلك لا يستاثر بكثير من الاهتمام , والسبب ان الله تعالى اصطفى عليا لخلافة الرسول (ص) ليس عبثا وليس للاستيلاء على السلطة وانما ليفسر للناس دينهم وعلي (ع) المطهر والمجتبى منزه عن الاهواء ,والرسول (ص) قال (انا مدينة العلم وعلي بابها) واصطفى عليا بامر من الله لخلافته في غدير خم وبايعه الصحابة ولكن اغلبهم نكثوا العهد بعد وفاة الرسول , فلو كان الامر مسالة حكم وسلطة ما همنا حدث وقع مند 1400 سنة , ولكن جميع ماسي المسلمين نابعة من هنا , فعلي يقول مثلا بحرمة جهاد الطلب ويكتفي بجهاد الدفاع ولم يغزو في خلافته اي بلاد اخرى, وخصومه يرون ان الهجوم على غير المسلم وقتله حلال, وهي مسالة لازالت تعنينا في يومنا هدا وداعش خير مثال, فلا تقل لنا يا سيد بوعشرين انها مسالة قديمة ولا تعنينا في شيء. والحل الامثل في رايي هو علمانية الدولة ومنع الازدراء العلني للاديان والمداهب , لان صراعا دام ل 15 قرنا لا يمكن ان نحله ببضع كلمات ولا ب 15 قرن اخر, والاعتقاد الديني والمدهبي ليس شانا عموميا واساسه الحرية وليس الغصب , اما الاستمرار عاى هدا النحو فلن يفرز الا مزيدا من القتل والتكفير المتبادل خاصة بعد صب زيت الصراع الفارسي الخميني و العربي الوهابي على نار النزاع المدهبي,

التالي