"كتائب الانترنت"..أصحاب التعاليق الحاقدة يتحدثون بوجه مكشوف

23 مارس 2017 - 15:30

في بادرة إعلامية جريئة ومثيرة، التقت صحيفة “ذي غارديان” مع عينة من أصحاب التعاليق الحاقدة والمسيئة التي تغزو عالم الانترنت اليوم، وطلبت من  كل واحد من هذه العينة قراءة بعض التعاليق المسيئة التي كتبها في وقت سابق ضد جماعة أو عرق أو هيأة سياسية أو إنسان، مع بقاء الصحيفة على الحياد التام وترك المساحة كاملة لهؤلاء الأشخاص للتعبير عن رأيهم في ما كتبوا، قبل أن تنشر اللقاءات التي أنجزتها مع عشرة “محاربين” في وثائقي من 21 دقيقة على موقعها بالانترنت بعنوان “محاربو الانترنت ” (Internet Warriors).

شخص من بريطانيا، يدعى روجر،  قال إنه يتفهم الأسباب التي قادت السفاح أندريس بريفيك إلى تنفيذ الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 85 شخصا في النرويج عام 2011. روجر قال إن ما قام به بريفيك غير مقبول، مؤكدا بالمقابل أنه “يتفهم بل ويتشاطر مشاعر بريفيك، ومنها إحساسه بخيانة دولته له، عبر سماحها باستقبال المهاجرين”، و”تلك الأحاديث الفارغة عن التنوع التي تتم على حساب العرق البريطاني”. أشعر أن “الدولة خانتنا” يقول روجر.

“محارِبة رقمية” أخرى من بريطانيا، قرأت وهي تضحك تعليقا سابقا لها كتبت فيه “تمنيت لو يقتل “داعش” ديفيد كامرون”، مبررة ذلك بأنها لم تكن تتحمل رؤية ديفيد كامرون رئيسا للوزراء.

بين لبنان وأمريكا، قارن الوثائقي بين شخصيتين، واحدة لشاب من لبنان يكره أمريكا ويعتبرها سبب كل شرور الشرق الأوسط، وأخرى لأمريكي مساند للرئيس دونالد ترامب، ويعادي المهاجرين، ويعتبر نفسه قوميا حتى النخاع.

سينا، مرأة نرويجية عبوس، قرأت بكل قوة منشور سابق لها جاء فيه “أظن أنه لو تكفل هيتلر بأمر المسلمين (مثل ما فعل مع اليهود)، كان العالم سيكون مكانا أفضل بكثير مما هو عليه الآن. أعتقد أنه يمكننا أن نحلم بذلك”، معقبة على ما كتبت لكاميرا “ذي غارديان” بالقول إن “الإسلام دين قريب من النازية”.

الوثائقي اشتغل بأسلوب عكس الذات للذات، حيث ترك كلمات “المحاربين الأشاوس” الفجة والخالية من أي منطق أو قيمة، مع غياب أي تفسير وتعليل لما يؤمنون به ويبثونه من خطابات، تكون مرآة لما هم عليه ولمن هم على شاكلتهم.

فمثلا، سينا، صاحبة التعليق المذكور عن المسلمين والنازية، ستنتقد ، في حديثها  مع الكاميرا، السياسيين المدافعين عن استقبال المهاجرين بالنرويج، قبل أن يذكّرها زوجها الذي ظهر معها في الوثائقي، أنه بدوره مهاجر، لترد بشكل فج “لا لا.. أنت زوجي.. “، ثم تضيف ” أنت مهاجر ولست إرهابي..”.

في منشور رقمي لا يقل فداحة، يقرأ شاب من النرويج يلقب نفسه بكي جيل، الآتي: “تصرفات الناس في البلدان الإسلامية تثبت أنه كان من الخطأ إنهاء الاستعمار. كان يجب أن يستمر استعمارهم ليبقوا تحت السيطرة. نحن أكثر تحضرا في العالم الغربي، لذا أعيدوا الاستعمار”.

رغم هذا التعليق الموغل في الاحتقار، فهذا الشاب النرويجي كان نقطة الضوء الصغيرة والوحيدة في إطار هذا الوثائقي. فقد اعترف، وهو يعيد قراءة ما كتبه قبل مدة، بأنه “تعليق قاس”، قائلا “أعمل حاليا مع زميل مسلم في العمل، وهو إنسان عادي جدا”، مضيفا “معظم من ينتقدون المهاجرين بشدة أناس لم يخالطوهم، يعيشون في أحياء خالية من المهاجرين، حين ينتقل مهاجر للعيش في حيّك تكتشف أنه لم يكن يوما المشكلة، حتى إني بت أعرف حاليا شخصا بمركز استقبال المهاجرين، لو صادفتُ نفسي السابقة في منتدى على الانترنت اليوم، بلا شك سأدخل في جدال معها”.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي