حالة استنفار أمني عاشه مطار فاس – سايس الدولي، مساء يوم أول أمس الخميس، عقب ضبط طفل قاصر ينحدر من دول جنوب الصحراء، وبالتحديد من دولة “الكونغو”، وبحوزته وثائق مزورة من تذكرة سفر وجواز وتأشيرة، استعملهم بغرض السفر نحو مطار “باريس – بوفي” بفرنسا.
وعلمت” أخبار اليوم” من مصادر قريبة من الموضوع، أن الطفل الإفريقي البالغ من العمر 17 سنة، والذي يظهر عليه ذكاء خارق، قام بتجميع معلوماته عن المطار وتوقيت الطائرة الفرنسية، قبل أن يعد خطته لاختراق الحواجز الأمنية بالمطار، مرتديا ألبسة أنيقة حتى لا يثير أي شبهة، ونجح في الوصول إلى قاعة الإركاب ومنها إلى مدرج الطائرة، بعدما تجاوز عمليات المراقبة أمام مصلحة الجمارك بالمطار والتأشير على المغادرة من قبل الشرطة.
وأضافت نفس المصادر أن الطفل الإفريقي، قبل لحظات قليلة من مغادرته لقاعة الإركاب صوب الطائرة الفرنسية، انتبه ضابط من عناصر شرطة المراقبة إلى حالة ارتباك ألمت بالطفل، والذي كان يرتجف بشكل لافت، مما دفع الشرطي إلى طلب وثائقه لتفحصها من جديد، ليكتشف بأنها مزورة، حيث جرى توقيفه دقائق قليلة عن موعد إقلاع الطائرة، بعدما نجح الطفل في تجاوز بوابة مراقبة جوازات السفر وتذاكر السفر وصولا إلى قاعة الإركاب.
وكشفت المعطيات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصادرها، بأن الطفل الإفريقي، والذي وضع تحت تدابير الحراسة النظرية بولاية الأمن بفاس بأمر من النيابة العامة، يخضع لعمليات تعميق البحث معه لمعرفة مصادر الوثائق المزورة التي ضبطت بحوزته بالمطار، فيما ينتظر أن يتم تقديمه في حالة اعتقال أمام الوكيل العام للملك بفاس بعد إنهائه لفترة الحراسة النظرية يوم غد الأحد.
هذا وأعاد حادث الطفل القاصر الإفريقي إلى الواجهة حادثا مماثلا كان وراءه منذ سنة من الآن، طفل مغربي قاصر من مدينة مكناس، نجح في اختراق أجهزة المراقبة بالمطار، وتمكن من أخذ مقعد داخل طائرة تابعة لشركة “راينار”، كانت تتهيأ للإقلاع صوب مطار فرانكفورت الألماني، قبل أن تضبطه مستخدمة “سويس بور” Swissport” معية إحدى مضيفات الطائرة، مما كشف على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة داخل وخارج المطار، عن وجود اختلالات في تدبير المراقبة بمعابر المطار الدولي “فاس – سايس”، والذي عرف مؤخرا تشييد محطة جوية جديدة وتوسيع منشآت المطار للرفع من طاقته الاستقبالية لتصل إلى أزيد من مليوني مسافر في السنة مقابل 500 ألف مسافر المسجلة حاليا.