مصباح: التوفيق قزّم دور العلماء وجعلهم تابعين للسلطة السياسية

31 مايو 2017 - 00:00

قال محمد مصباح، الباحث المغربي في معهد « شاتهام هاوس »، إن « الدرس الحسني » الذي قدمه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، في أول أيام رمضان، تعبير عن « توجه متنام نحو تضييق إيديولوجية الدولة الدينية في الثلاثية المعروفة، أي المذهب المالكي، العقيدة الأشعرية والتصوف السني، ولكن هذه المرة كان واضحاً التركيز على نموذج التدين الشعبي ».

وأوضح مصباح أن التوفيق « قزّم وظيفة العلماء في الشأن العام وأعطاها تفسيرا وتأويلا سلطويا يجعل العلماء سلطة تابعة للسلطة السياسية، وهذا أمر ينسجم مع رغبة الدولة في مخزنة مؤسسة العلماء.

فالمعروف تاريخيا وفي كتب الفكر السياسي الإسلامي أن مؤسسة العلماء كانت مؤسسة مستقلة عن السلطة السياسية، وكانت تضطلع بوظيفة السلطة المضادة للسلطة السياسية وأساس شرعيتها ». يقول المصدر ذاته.

مصباح أوضح، أنه لمس في درس التوفيق نوعاً من « الخلط، وربما التدليس في رصد الوقائع التاريخية، لا سيما فيما يخص السلطان مولاي سليمان ». وتابع « درس التوفيق وصفه كأنه كان موافقا على نشر الإسلام الخرافي، في حين أن العكس هو الصحيح، فقد كان مولاي سليمان سلفيا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة وحاول محاربة زيارة القبور والأضرحة من خلال رسالته المشهورة إلى الزوايا الصوفية، ولكنه فشل بسبب مقاومة هذه الأخيرة ».

 

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي