باحثان: هذه رسائل مسيرة الرباط وحراك الريف

13 يونيو 2017 - 08:00

بعد حوالي ست سنوات من خطاب 9 مارس، الذي أعلن فيه الملك محمد السادس قرار تعديل الدستور المغربي، بعد حراك شعبي مغربي قوي تحت لافتة 20 فبراير، عادت إلى الساحة، من جديد، الشعارات، التي تتضمن الكثير من الرسائل السياسية لمختلف الفاعلين في الحقل السياسي في المغرب.

وطفت هذه الشعارات بقوة في المسيرة الوطنية التاريخية، التي شهدتها العاصمة الرباط، أمس الأحد، للتضامن مع حراك الريف، والتنديد بحملة الاعتقالات، التي طالت العشرات من شباب حراك الريف.

واعتبر المعطي منجيب، محلل سياسي وناشط حقوقي، ومؤرّخ في جامعة محمد الخامس – الرباط، أن الشعارات التي رفعها الشعب المغربي في مسيرة، أمس، تجاوزت بكثير تلك التي يرفعها شباب الحراك في الحسيمة، وتعدتها لتصبح شعارات بدلالات سياسية عامة تنادي بالديمقراطية، وإنهاء الفساد، والاستبداد.

وأوضح منجيب، في حديثه مع “اليوم 24” أن الحراك، الذي بدأت تتصاعد وتيرته في المغرب، كان بسبب الفراغ، الذي حدث في الحياة السياسية، والاجتماعية في المغرب “بعد تشكيل حكومة هي الأضعف في عهد الملك محمد السادس”، يقول المتحدث نفسه.

ولفت المتحدث نفسه الانتباه إلى أن الحراك في الريف اشتد بعد سياق سياسي معين، وتمثل في تنظيم انتخابات في عام 2016، كانت الأكثر قوة، إذ لأول مرة منذ الاستقلال تمنح الانتخابات فوزا لحزب معين، بـ 32,5 في المائة من مجموع المقاعد، فضلا عن الأصوات المحصل عليها، في إشارة إلى الفوز الكبير، الذي حققه البيجيدي في الانتخابات الأخيرة.

وقال منجيب إنه على الرغم من أن هذه الانتخابات عكست الميزاج الشعبي، إلا أنها لم تترجم على أرض الواقع، لاسيما بعدما تم إبعاد عبد الإله ابن كيران من قيادة هذه الحكومة، وتهميشه، وتشكيل حكومة ضعيفة سياسيا يقودها العثماني.

وهذا السياق السياسي كله، حسب المتحدث نفسه، أدى إلى إحداث فراغ كبير في الحياة السياسية، ما دفع حراك الريف إلى ملئه، فأحدث توترا داخل المجتمع، نتجت عنه مسيرة الأحد 11 يونيو 2017، التي قدرها منجيب بأزيد من 200 ألف مشارك.

وبدوره الباحث، وأستاذ العلوم السياسية، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، عز الدين العزماني، شدد على أن الاحتجاج المدني، الذي تشهده مختلف المدن المغربية، ومنها مسيرة، أمس الأحد، تعتبر “فرصة للنظام وليس تهديدا له”.

وقال العزماني: “الحقيقة  أن الاحتجاج السلمي، الذي يجري في المغرب يفتح خيارات مهمة أمام الملك، لإعادة النظر في طريقة جادة في سياساته، منذ مجيئه إلى العرش، وإجراء تعديلات جوهرية في المؤسسة”.

واعتبر عز الدين العزماني في تدوينة في “فيسبوك” أن “التكتيكات مثل خلق أحداث للإلهاء، لا تزيد الأوضاع إلا سوءا، وتعقيدا”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية نفسه إلى أن “إسقاط حكومة العثماني بحجة فشلها في التعامل مع الاحتجاجات سيكون كذبة كبرى أشبه بحيلة دستور2011، ومدخلا لعودة كاملة إلى سياق ما قبل2011، يسيطر فيه العقل الأمني سيطرة شاملة على السياسة”.

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي