موخيكا.. مغامرة رئيس زاهد في الدنيا وسخي مع الحسناوات

22 يونيو 2017 - 00:40

موضوع الحب لا يفارق لسان موخيكا. كيف لا، وهو الذي أصابته لوعة الحب في فترة مبكرة في سن 16، إلى درجة أنه غادر البيت من أجل عشيقته المراهقة. إذ منذئذ بدأت حكاية الدور المركزي الذي لعبته النساء في حياة الرئيس الزاهد في المال والمعطاء في الحب. قصص حب كثيرة عاشها ويتذكرها بحب وحنين وشوق.

« عندما كنت صغيرا كان لدي عيب واضح: كنت مفتونا بالنساء الجميلات »، يتذكر موخيكا، لكن يبقى الاسم الموشوم في ذاكرته وقبله وينطق به في كل لقاءاته هو « لوسيا »، زوجته والمستشارة البرلمانية الحالية ». وصلت هذه المقاتلة السابقة في حركة التحرير الوطنية (كان موخيكا حينها من القياديين فيها)، إلى حياته متأخرة، وبالضبط عندما كان يهرب من قبضة العسكريين إلى الجبال والغابات، حيث كان يختبئ وينام في العراء. في الحقيقة، جمعهما الخوف والوحدة، ليبقيا معنا إلى اليوم. وعلى غرار تجربة الكر والفر مع العسكريين والسجن، غيّرت لوسيا، أيضا، حياة موخيكا. لهذا تجده يشكرها دوما ويذكر أفضالها عليه.

في فترة الشباب كانت له صولات وجولات بالعديد من النساء الجميلات. كانت الحياة بالنسبة إليه تتلخص في الدراسة والقراءة والركوب على الدراجة الهوائية، والارتباط بالحسناوات، وهجرنهن، والعودة إلى الحب من جديد، وهكذا دوليك. جاب كل الأوروغواي تقريبا على متن دراجته، كما كان يستعملها للتنقل إلى مدينة « كاراميلو »، مسقط رأس والدته، كل شهر. كان يقطع مسافة 480 كيلومترا ذهابا وإيابا بين العاصمة مونتيفيديو وكاراميلو على دراجته الهوائية.

الكثير من الأشياء من تلك السنوات لازالت عالقة في ذهن الرئيس. « حب النساء يغير عقلك »، يعترف اليوم، بينما يتذكر كيف استطاعت إحدى عشيقاته السابقات في جعله يعشق الموسيقى الكلاسيكية. كما أن شغف السياسة سببه المرأة، لكن هذه المرة لم تكن العشيقة، بل والدته التي كانت مناضلة شرسة في الحزب الوطني.

في ستينيات القرن الماضي التحق بحركة التحرير الوطني التي كانت تضم النساء، إذ إنه خلال السنوات الأولى للعمل السري في الحركة أحب شابة تمسى « ياسي ماشي »، حسناء الحسناوات في الحركة. « كانت شعلة فكريا وجد متحمسة. عيبها الوحيد هو جمالها الأخاذ »، يردد عندما يتذكرها. لم تدم علاقتهما طويلا، هكذا شق كل واحد منهما مساره الشخصي، وتحولا معا إلى أيقونتين في الحركة: هو أصبح رئيسا للجمهورية، وهي توفيت في زهرة العمر بعد حياة صعبة.

لم تحتل النساء في الحركة المراكز المهمة، إذ لم يكن يتواجدن بين القياديين التسعة البارزين كما كان يصنفهم الجيش حينها. لكن موخيكا يرفض هذا المقاربة ويعتبرها نسبية وذلك عندما يقول: « لعبت النساء أدوارا طلائعية في الحركة. يا ويلتنا لو لم تكن معنا النساء! إذ يعد لهن الفضل في إنقاذنا في الأوقات الصعبة والحرجة، وغامرن بحياتهن من أجل الحركة ». كل هذا يشهد عليه التاريخ، إذ في الكثير من المناسبات جنّبن المقاتلين هزائم حقيقية. كن يراوغن الأمن، ويتكلفن بنقل الرسائل السرية أو التحذير من حضور العدو.

كانت لوسيا زوجته الحالية واحدة من تلك المقاتلات، وكان لها دور رئيس حينها، واليوم أكثر، لهذا خصص لها الرئيس دردشة خاصة هذه الليلة. كان الشوق والحنين إلى الماضي يخترقان قلبه في هذا الليلة، بينما هو جالس على كرسي من الجلد، ومرتخ، وهو كله رغبة في التدخين وتذكر الماضي. استغلينا الفرصة وسألناه عن « لوسيا »، وشرع يروي لنا قصتهما:

تركت لوسيا كل شيء وراءها والتحقت بنا في الحركة، لكن العائلة غفرت لها فيما بعد. كان والدها ملحدا ويكره رجال الدين، ويعمل مهندسا في البنيات التحتية؛ بينما أمها كانت كاثوليكية. عاشت عائلتها سنوات في الخارج (رغم أن الأسرة ميسورة إلى أنها التحقت بالحركة على عكس بعض الأغنياء). وعنها يقول: « تعرفت على لوسيا قبل تجربة السجن. كنا نعمل في سرية، ونعيش في الغابة. وفي إحدى الليالي الخطيرة والموحشة اقتربنا من بعضنا البعض بسبب الوحدة. جمعتنا أوقات صعبة وعصيبة، زمن كان يسقط فيه الرفاق في قبضة الأمن كالذباب، وآخرون تم قتلهم. لم نتمكن من رؤية بعضنا البعض خلال فترة السجن، غير أنه منذ سجننا كنا نتبادل الرسائل، لكن بعد ذلك منعت عنا. بعد مغادرتي السجن الذي قضيت فيه 12 عاما التقينا من جديد، ومن هناك ونحن نعيش معا، وتزوجنا قبل سنوات ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي