"إلباييس": تمدد الاحتجاجات في المغرب مرتبط بموقف العدل والاحسان

06 يوليو 2017 - 08:00

لازالت الأزمة التي يعيشها الريف تثير اهتمام كبريات الصحف العالمية، إذ ربط مقال تحليلي لصحيفة “إلباييس” الإسبانية نشر يوم الثلاثاء، إمكانية تمدد حراك الريف ليشمل مدنا مغربية أخرى، بموقف جماعة العدل والإحسان في الشهور المقبلة، باعتبارها أكبر تنظيم قوي ومنظم ولديه أكبر قاعدة شعبية بالمملكة.

الصحيفة ذاتها أوضحت أن “إمكانية تمدد احتجاجات الريف لتشمل باقي التراب المغربي، مرتبطة بشكل كبير بما ستقرره العدل والإحسان في الشهور المقبلة”، موضحة أنه بعد ثمانية شهور من اندلاع المظاهرات في الريف، لم “تُسمع الكثير من الحناجر تهتف بمطالب الريف كما حدث عندما انضمت العدل والإحسان إلى المسيرة التي شهدتها الرباط في 11 يونيو المنصرم”.

بدوره، أوضح ألفونسو كاساني، الباحث الإسباني المتخصص المتابع لشؤون العدل والإحسان، أن قوة العدل والإحسان تبرر تخوف المخزن من الترخيص لها، وفي هذا يقول: “عندما ترى قدرتها على التنظيم والحشد، تدرك لماذا يخاف النظام المغربي من هذه الجماعة”. الصحيفة أوضحت أن العدل والإحسان هي “أكبر جماعة إسلامية بالمغرب، على الرغم من أن لا أحد يعرف عدد مناضليها ولا المتعاطفين معها ولا ناخبيها المحتملين”، مضيفة أن “قياداتها تقاطع كل الانتخابات لأنها تعتقد أنه “من غير المنطقي اختيار حكومة لا تحكم”، لأنهم يرون أن السلطة الحقيقية بيد الملك”.

الصحيفة نقلت عن محمد سليمي، القيادي في جماعة العدل والإحسان ورئيس الهيئة الحقوقية التابعة لها، أن الجماعة “تشتغل داخل النظام، لكن لا يسمح لنا بالعمل”، مبرزا أن صراع الجماعة مع السلطات دفع هذه الأخيرة إلى “الحكم على 12 طالبا تابعا لها سنة 1991 بـ240 سنا سجنا نافذا”، مضيفا أنه “منذ 2006 كانت هناك حملة قمع ممنهجة ضدنا، وتم اعتقال أكثر من 7000 عضو في الجماعة. وفي 2010، تم اختطاف 7 مسؤولين في الجماعة من منازلهم من قبل الشرطة القضائية وعذبوا في الدار البيضاء”؛ وأردف أنه في 2017 “سرحت الدولة 150 إطارا تربويا تابعا لنا من أساتذة ومفتشين ومدراء”. محمد سليمي أوضح أن التضييق الذي تتعرض له الجماعة لا يتوقف عند الأشخاص، بل حتى “يوميات وكتب الجماعة ممنوعة”، كما أنه “محظور علينا الولوج إلى المجالات العمومية “.

ألفونسو كاساني أوضح أن استراتيجية العدل والإحسان قائمة على الاشتغال على المدى البعيد، وأن هدفها هو “تأسيس خلافة، لكن في إطار المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان”، واصفا الجماعة بـ”البرغماتية واللينة”، مستدلا على ذلك بكون الجماعة انضمت سنة 2011 إلى حركة 20 فبراير التي كانت تطالب بملكية برلمانية.

في المقابل، أكد فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، أن “خلافة العدل والإحسان لا علاقة لها بالدولة الإسلامية (داعش)، هذه الأخيرة لا علاقة لها بالإسلام، بل تمثل التوحش”. وأضاف أرسلان أن “المبدأ الأساسي للجماعة يقوم على اللاعنف”. في المقابل يتهم السلطة باستعمال العنف ضدهم.

من جهتها، كشفت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الجماعة أصبحت الآن “هدفا واضحا للنظام”، ومن الضروري أن “يتوحد المقموعون”، في إشارة إلى إمكانية الوصول إلى أرضية التقاء بين اليساريين والإسلاميين ضد سياسة القمع.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي