خلفيات حديث بنكيران عن الثقة والخوف من فقدان استقلالية "البيجيدي"

18 يوليو 2017 - 21:10

أنا خائف على فقدان استقلالية القرار الحزبي، أنا خايف وعندي الحق نخاف، هذا المسار أنا اللي كنت، بكل تواضع أو من دون أي تواضع، أنا اللي كنت في الأصل ديالو، أنا والسي عبدالله باها.. درنا واحد الخيط بحال هاداك السيرك اللي كيدوز عليه بنادم، بين الوفاء للمؤسسات، واستقلالية قرارنا”.

هكذا تحدث عبدالإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه، أول أمس السبت، محذرا من فقدان استقلالية حزبه لقراره السياسي.

بنكيران، عاد إلى النبش في تاريخه، وحزبه، وقال إن هذا الأخير كان يتلقى الأوامر والتوجيهات من الملك الراحل الحسن الثاني، وكانت له اتصالات مع السلطة، إلا أنه كان كلما استدعى أمر العودة إلى قيادة الحزب، كان يرجع إليها من أجل اتخاذ قرار جماعي.

وخاطب بنكيران أعضاء المجلس الوطني، وقيادة الحزب بقوله: “إلى كانت شي حاجة نديروها مجموعين”، وأشار إلى أن الملك الراحل طلب منه عام 1992 عدم المشاركة في الانتخابات عبر مستشاره الخاص أحمد بنسودة، إلا أنه لم يوافق على الأمر إلا بعد أن التقاه مرة أخرى رفقة رفيق دربه عبدالله باها، قبل أن يدعو إلى عقد مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ويتم اتخاذ قرار بعدم المشاركة، بناء على تعليمات الراحل الحسن الثاني.

ما الذي يدفع بنكيران إلى استحضار تاريخ الحزب، وإلى الحديث عن الثقة بين قيادته، وعموم أعضائه؟ وما الذي جعله يخشى من فقدان استقلالية قراره، على الرغم من أنه كثيرا ما قدم تنازلات عديدة في محطات مختلفة؟ وما الذي يجعله يكرر الحديث عن الصدق، والوضوح؟

أكثر من مصدر داخل حزب العدالة والتنمية، أوضح لـ”اليوم 24” أن بنكيران وجه رسائل مشفرة إلى سعد الدين العثماني، وباقي أعضاء الأمانة العامة، خصوصا المستوزرين منهم بضرورة عدم اتخاذ قرارات انفرادية قد تضر باستقلالية قرار الحزب. مبعث هذه الرسائل، تقول مصادر “اليوم 24” أن سعد الدين العثماني قبل بمشاركة الاتحاد الاشتراكي يوم تم تعيينه رئيسا للحكومة، ولم يخبر بنكيران بالأمر، بل تم عقد مجلس وطني للحزب في اليوم الذي تلا تعيينه، دون أن يخبر أحدا بهذا المستجد، وهو ما اعتبره بنكيران خطأ قاتلا من سعد الدين العثماني، الذي اختار عدم الوضوح، ووضع المصباح وأمينه العام أمام الأمر الواقع.

مصدر أكثر قربا من بنكيران، اعتبر في حديث مع “اليوم 24” أن هذا الأخير لا يخشى التنازلات، ولكنه يريد الوضوح، ويرفض أن يفرض عليه أي شيء دون أن تتم دراسته من طرف قيادة الحزب، وهو ما جعله يغضب من فرض الاتحاد على العثماني، دون أن يفاتحه هذا الأخير في الأمر إلا في الوقت الميت.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي