بعد الريف.. رقعة الاحتجاجات تتسع في المغرب العميق

18 أغسطس 2017 - 21:23

لم يجد العشرات من شباب ونساء وأطفال بلدة “كرامة”، التابعة إداريا لإقليم ميدليت، أول أمس الأربعاء، من حل للفت الانتباه إلى التهميش الذي يعانون منه، غير التوجه في مسيرة على الأقدام نحو عمالة إقليم بوعرفة، قاطعين بذلك حوالي 40 كلم.

المحتجون الذين نظموا أكثر من وقفة احتجاجية بالبلدة، حاولوا لفت انتباه المسؤولين إلى مشاكلهم، بالتوجه نحو عمالة غير العمالة التي ينتمون إليها إداريا، في سابقة هي الأولى من نوعها، “لم يتم تحقيق مطالبنا، ولم نتلق سوى الوعود المتكررة، لذلك قررنا التوجه صوب عمالة بوعرفة”، يقول عمر أحداش، أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية.

وأضاف نفس المتحدث في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن احتجاجات الساكنة بدأت في البلدة منذ رمضان الماضي، وسبق لهم أن عقدوا جلسات حوار مع رئيس الجماعة الترابية وأيضا القائد، لكن دون أن تفضي هذه الحوارات إلى حل للمشاكل التي يعاني منها المحتجون.

وبخصوص الملف المطلبي الذي سطره المحتجون، يؤكد أحداش بأن المطالب الواردة فيه، تتوخى في العموم رفع التهميش عن المنطقة، على اعتبار أن هذه المنطقة تعاني من إقصاء وتهميش امتد لسنوات عديدة، “لدينا مطالب تتعلق بقطاع الصحة، حيث يطالب المواطنون بتجهيز المركز الصحي، وأيضا توفير الموارد البشرية المطلوبة”، يضيف أحداش.

وعلى مستوى البنية التحتية، يؤكد المصدر ذاته أنه خلال الاحتجاجات التي عرفتها البلدة سنة 2013، تمت برمجة بعض المشاريع، وأيضا تزفيت بعض الشوارع، لكن بدون شبكة لصرف المياه العادمة، كما أن العديد من المشاريع، يؤكد نفس المصدر، توقفت الأشغال فيها منذ ذلك الحين، كما هو الشأن للمركب السوسيو-ثقافي، ودار الأمومة، إذ بعدما بدأت الأشغال في المشروعين، توقفت بشكل مفاجئ، وهو ما أثار أيضا غضب الساكنة، بالإضافة إلى مشاكل الربط بالماء والكهرباء.

وطالب المتحدث نفسه من عامل الإقليم الذي عين حديثا في منصبه، بضرورة النزول الميداني إلى المنطقة، للوقوف على المشاكل الحقيقية، التي تعاني منها الساكنة، وأيضا العمل على إخراج المشاريع الأخرى التي كانت مبرمجة في وقت سابق، والتي تم الاتفاق بشأنها مع العامل السابق، انطلاقا من مبدأ استمرار الإدارة، “نحن عندما كنا نراسل العمالة، كنا نراسلها كمؤسسة وليس كشخص”، يقول المتحدث نفسه، ردا على ما يقال إن هناك من يطالب المحتجين بإعادة صياغة ملف مطلبي جديد.

وقبل هذه المسيرة بيوم، وبالتحديد بمدينة بوعرفة، خرج العديد من المواطنين، أمام المكتب الوطني للكهرباء، منددين بما يقولون عنه غلاء في فواتير الكهرباء، حيث رفعوا شعارات تطالب بمراجعة الفواتير التي يتوصل بها المواطنون في هذه المدينة، التي يعيش أغلب سكانها أوضاعا صعبة.

وإلى الجهة الغربية من جهة الشرق، وبالتحديد بمدينة تاوريرت، خرج العشرات من المواطنين، من جماعة سيدي لحسن، في مسيرة احتجاجية أمام مقر العمالة، لمطالبة المسؤولين بالتدخل لحل إشكال الأرض الذي يقولن إن المياه والغابات باشرت عمليات تحديده وضمها إلى الملك الغابوي، وهو ما يتخوفون معه من حرمانهم من استغلالها والتصرف فيها.

وكان العشرات من المواطنين ينتمون إلى الجماعة نفسها، قد شاركوا في مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة الإقليم، للمطالبة برفع التهميش والإقصاء عن المنطقة، حيث رفعوا مطالب اجتماعية، تتوخى إخراج المنطقة مما تعانيه، كتحسين خدمات المركز الصحي، وتعبيد الطرقات، وتوفير النقل المدرسي للتلاميذ، والتحقيق في صفقات تفويت مادة أزير التي تزخر بها المنطقة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي