-->

الكتانـــــي: الحسن الثاني هو الذي اختار فاريا

31 يوليو 2018 - 02:03

يكشف إدريس الكتاني، السفير والمستشار الاقتصادي بالبرازيل في أوائل الثمانينات، أول مرة لـ«أخبار اليوم»، تفاصيل مثيرة عن قصة تكليفه من لدن الحسن الثاني بالبحث عن مدرب برازيلي للمنتخب المغربي لكرة القدم، وما رافق ذلك من تعقيدات.

كيف بدا لك فاريا أول مرة؟

بدا لي رجلا بسيطا بملابسه الرثة، وفي يده حقيبة جلدية صغيرة بالية. كان يلبس قميصا من نوع «بولو»، لا يغطي بطنه السمين بعض الشيء، ولم يكن يعطي الانطباع بأنه هو ذلك المدرب المغمور الذي يحقق كل تلك النجاحات. وجدت صعوبة في الحديث معه، لأنه لا يتكلم إلا بالبرتغالية، وأنا لا أتحدث هذه اللغة وإن كنت قد بدأت أفهمها قليلا. استعنت بالكاتبة للترجمة، لأشرح له أن صاحب الجلالة ملك المغرب يريد مدربا برازيليا لفريق الجيش الملكي، وأن هذا الطلب جاء نتيجة النجاح المتميز الذي حققه المدرب البرازيلي السيد جايمي فالانتي، الموجود حاليا بالمغرب، مع المنتخب الوطني. فإذا به يفاجئني بالقول: «أعرف جيدا السيد فالانتي لأنه كان مساعدي بدولة قطر حينما كنت أشرف على تدريب الفريق القطري للشباب»، وهو الفريق الذي بلغ المباراة النهائية لكأس العالم للشباب كما سبق ذكره، وهذا فاجأني، لأنني لم أتذكر هذه الجزئية في سيرة فالانتي الذاتية. حينها فهمت أنهما كانا يكملان بعضهما البعض، فالنقص الذي كان يبدو عند السيد فاريا في مجال التكوين النظري، كان السيد فالانتي يملؤه بثقافته الجامعية وأفكاره العصرية المستقبلية، فيما استفاد هذا الأخير من تجربة وخبرة فاريا الميدانية والتواصلية لفهم مختلف عقليات لاعبيه، خاصة الشباب والهواة.

هل توصلت معه إلى نتيجة؟

سألته عن سيرته الذاتية، فأجاب: «ليست عندي سيرة ذاتية مكتوبة»، لكنه وقف وأخرج من حقيبته مجموعة من الأوراق، وضعها فوق مكتبي قائلا: «هذه إنجازاتي»، فإذا بها عبارة عن قصاصات من الصحف، تتحدث عن الألقاب التي فاز بها، سواء مع فريق «فلومينينس» أو مع شباب دولة «قطر»، وهي قصاصات مازلت أحتفظ بها.

ماذا فعلت حينها؟

اتصل بي الوزير السملالي مجددا يحثني على إرسال الاسم الثالث، فاقترحت عليه اسم السيد فاريا، على أن أتولى إعداد سيرته الذاتية بنفسي من خلال المعلومات المتوفرة في قصاصات الجرائد. قلت في سيرته إنه مختص في تدريب الشباب والهواة، وإنه مشهور بالفوز بمعظم المباريات التي يخوضها، مبرزا الألقاب التي حققها مع تلك الفئات، سواء بالبرازيل أو في دولة قطر، دون الإشارة إلى أي شهادة أو تكوين نظري في التدريب، وأرسلتها بالفاكس.
إذن أكملتم به لائحة المرشحين من حيث الشكل؟

تقريبا، لأن مسيرته مع الشباب والهواة خاصة تبدو بعيدة عما يتلاءم مع تدريب فريق عسكري كالجيش الملكي، وكونه يفتقر إلى شهادات التدريب، حيث لم أتوقع أن يقع اختيار الحسن الثاني عليه بمقارنة بالمدربين الآخرين اللذين يبدوان أكثر ملاءمة، لكن ما حدث هو العكس، حيث سيتصل بي السيد السملالي عبر الهاتف، وقال لي بالفرنسية: «كارثة Catastrophe »، ثم أضاف: « لقد وقع اختيار جلالة الملك على الاسم الثالث الذي أكملنا به اللائحة، فما عليك الآن إلا أن تتصرف وتعمل على إقناعه بالمجيء إلى المغرب في أقرب الآجال ».

إذن كيف تصرفت؟

فوجئت بهذا الاختيار في أول وهلة، لكن بعد شيء من التأمل، حاولت فهم دوافع هذا الاختيار المفاجئ من طرف جلالة الملك، فربما طريقتي في صياغة سيرته الذاتية أبرزت الجوانب التي يبحث عنها صاحب الجلالة، منها الانتصارات المتتالية، وفهمه عقلية الشباب الهواة، إلى جانب نجاحه في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم للشباب، ربما هذه العناصر غطت على افتقاره إلى شواهد التدريب. وأمام هذا الاختيار من طرف الملك، وجدت نفسي مضطرا إلى محاولة إقناعه بأي وسيلة بالذهاب إلى المغرب، لأنه من غير المعقول اقتراح مدرب لا أتمكن من إحضاره إلى المغرب.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي