« لقد تخليت عن ابنتي.. لقد كنت مضطرة إلى فعل ذلك.. لأنها كانت ستموت جوعا.. »، بهذه العبارات، تحكي فايزة المنصوري، سيدة في الثلاثينيات من عمرها، تفاصيل تخليها، قبل 18 سنة، عن ابنتها، التي لم يكن عمرها، آنذاك، يتجاوز السنة ونصف السنة، إذ سلمتها لثلاث نسوة، في المحطة الطرقية، في مدينة القنيطرة.
وبدأت قصة فايزة، منذ 18 سنة مضت، حينما غادرت بيت أهلها في مدينة سيدي يحي الغرب، وتوجهت إلى مدينة القنيطرة، بعد أن اضطرت إلى ذلك بسبب ما واجهته من عراقيل، نتجت عن حملها غير الشرعي، ورفض أب الطفلة الاعتراف بها، وتخلي عائلتها عنها.
وقالت فايزة في حديثها مع « اليوم24″، بنبرة حزينة: « لا أعرف سبب توجهي إلى المحطة الطرقية القديمة في القنطيرة، هناك مكثت رفقة رضيعتي، وكنت، حينها، خائفة، نظرا إلى صغر سني، وقلة حيلتي، إذ لم أكن أعرف أين أذهب وماذا سأفعل؟ ».
وتابعت فايزة أنها مكثت طويلا في المحطة الطرقية في القنيطرة إلى أن فوجئت، يوما بثلاث نسوة يستفسرنها عن سبب بكائها رفقة رضيعتها، ما جعلها تروي لهن قصتها، وتشرح لهن وضعيتهما، فاتفقن معها على تبني ابنتها (خديجة)، من دون أي شروط، أو إجراءات قانونية، ولكنها بعد حين تراجعت عن قرارها، وحاولت استرجاعها، إلا أنهن كن اختفين من المكان: « عندما أعطيت لهن طفلتي، حاولت العدول عن قراري، والرجوع إلى نفس المكان الذي تركت فيه رضيعتي، إلا أنني لم أجد أحدا، أخذوها مني واختفوا ».
وفايزة تطلب اليوم من خلال هذا الفيديو أن تلتقي بابنتها، التي تبلغ من العمر، الآن، 20 سنة: » أريدها أن تسامحني، أنا لم أبعها، أريد أن أتعرف عليها، وأطلب منها السماح »
[youtube id= »zi2G31tlfJk »]
