العدل والإحسان: الهجرة صفارة إنذار أخيرة والمقاربة الأمنية لن تزيد الوضع إلا التهابا

02 أكتوبر 2018 - 21:41

وصفت جماعة العدل والإحسان الوضع في البلاد، تزامنا مع الدخول السياسي الجديد، بأنه يتسم بالكثير من الإحتقان، والتوتر والإنغلاق وبتذمر فئات واسعة من الإنحدار الذي بلغته المملكة، محذرة من مآلات كارثية لهذا الوضع.

واعتبرت الجماعة، في افتتاحية موقعها الإلكتروني « الجماعة نت »، بأن افتتاح السنة التشريعية والمالية والسياسية أصبح في المغرب ومنذ سنين طويلة مطبوعا بالبرود والجمود، وأنه لا يحدث سوى الفراغ والوهم، ولا ينتج غير التسويف وإضاعة الزمن، في غياب تفاعل الساسة مع مطالب المواطنين وحاجاتهم، محذرة من « التهاوي المريع الذي يسير فيه الوضع نحو القاع ».

واعتبرت الجماعة أن المغرب يشهد موجة من السخط العارم، وأن مرد هذا السخط لا يرجع إلى الواقع المعيشي الصعب فقط، بل تتوقع ناره ويزداد من خلال « نظرة الدولة إلى الإنسان المغربي وقيمته عندها ومكانته في عقيدتها »، مشددة على أن « إلقاء الآلاف من الشباب المغربي بأنفسهم في عرض البحر والموت يتهددهم وإمكانية بلوغ الضفة الأخرى شبه مستحيلة، وبينهم نساء يحملن أطفالهن أو أسر كاملة هو « صافرة التنبيه أن قد بلغ السيل الزبى، وأنّ الوقت قد نفد ».

وأضافت بأنه حينما يكون جواب السلطة، على هذا الوضع هو الرمي بالرصاص والقتل في البر (فضيلة عكيوي) والبحر (حياة بلقاسم)، أو « الترحيل القسري لآلاف المغاربة عن سكنهم في دور الصفيح – المفتقد أصلا لشروط السكن – إلى العراء دون إعداد البديل المناسب »، فإن ذلك « هو الإنذار الأخير قبل فوات الاوان « .

الجماعة خلصت إلى أن « الدينامية التي يعرفها الشعب المغربي اليوم، وتنخرط فيها فئات مجتمعية متعددة ومناطق مجالية واسعة، تجعل دخول هذه السنة اجتماعيا بامتياز، كما تجعل الاحتجاجات الشعبية مرشحة لمزيد من التوسع أمام الارتفاع المتزايد لمنسوب الوعي الشعبي بحقوقه » حسب تعبيرها، معتبرة أن عدم « تقديم أي جواب ناجع وعملي عن المطالب المشروعة والعادلة للشعب، وحصر كل الأجوبة في المقاربة الأمنية التي لا تزيد الوضع إلا التهابا ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

الرحيق المختوم منذ 5 سنوات

لا تملك السلطة مقاربات أخرى غير المقاربة الأمنية، لأنه وبكل بساطة فاقد الشيء لا يعطيه، ومن في يده العصا وفي جيبه الجزرة لا يمكنه استخدام الجزرة وترك العصا.

التالي