-->

رفع الحكم على متهم بالتخطيط 
لأعمال إرهابية في المغرب إلى 20 سنة

15 فبراير 2019 - 08:02

رفعت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، مؤخرا، العقوبة السجنية الابتدائية المحكوم بها على متهم بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية بمراكش، من 15 إلى 20 سنة سجنا نافذا، بعد أن تابعته بجنايات تتعلق بـ »تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، ومحاولة الاعتداء على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب، وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي والدعاية والترويج لفائدته ».

وكان بلاغ سابق للمديرية العامة للأمن الوطني، أكد بأن شرطة النجدة بمراكش أوقفت، بتاريخ الخميس 5 أبريل من السنة المنصرمة، الشخص المذكور، على إثر تلقيها لإشعار هاتفي من مسير محل للأنترنت، بعدما اشتبه في تصرفاته.

وأضاف البلاغ بأن المعلومات الأولية للبحث تؤكد بأنه تم ضبطه وهو يردّد عبارات وكلمات ذات حمولة دينية، وبحوزته حقيبة للظهر، تحتوي على حزام موصول بأسلاك كهربائية، وسكين، ومطرقة، ومقص، ولعبة أطفال على شكل مسدس بلاستيكي، بالإضافة إلى عدة أربطة من مادة البلاستيك، قبل أن يتم وضعه رهن إشارة المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من أجل إخضاعه لبحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف.   وقد صرّح المتهم، الملقب بـ »أبي أنيس الأنصاري »، خلال مثوله أمام غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، بأنه كان يعتزم الاعتداء بالسلاح الأبيض على سياح أجانب برياّضين اثنين بمراكش، بعدما تشبع بالفكر المتطرف والتكفيري، وقرّر الانخراط في ما يسمي بـ »تنظيم الدولة الإسلامية » (داعش).

وكانت الأبحاث الأمنية والقضائية التي أجريت في الملف كشفت بأن المتهم، المزداد في سنة 1997 بمدينة تاوريرت، شرع في تنفيذ مخططه الإرهابي، بأن قام بتصوير شريط مرئي، بواسطة هاتفه المحمول، أعلن فيه بيعته لأمير التنظيم المذكور، داعيا إلى الانخراط في تنفيذ « عمليات جهادية » ضد السياح الأجانب الغربيين.

كما أعد بخط يده بيانا للمواقع السياحية، التي اختارها كهدف له في مراكش، قبل أن يغادر مسقط رأسه، بتاريخ الثلاثاء 3 أبريل من السنة نفسها، حاملا معه حقيبة تحتوي على حزام مربوط بأسلاك كهربائية لكي يبدو كحزام ناسف حقيقي، وسكين ومقص ومطرقة ومسدسا بلاستيكيا، ومتوجها إلى المدينة الحمراء، التي قام بها بمعاينة ميدانية لموقع الرياضين السياحيين. زوال الخميس 5 أبريل الماضي، توجّه المتهم إلى محل صغير للأنترنت بحي « جنان بنشكرة » العتيق، وهناك شرع في إنشاء قناة على تطبيق التراسل الفوري « تلغرام » من أجل استخدامها في نشر شريط مرئي يعلن فيه بأنه مقبل على تنفيذ « عمليته الجهادية »، ويدعو قيادة التنظيم المتطرف إلى تبينها، قبل أن توقفه وحدة متنقلة لشرطة النجدة، وتقتاده إلى مقر ولاية الأمن بحي « باب الخميس ». مسير محل الأنترنيت أدلى بتفاصيل مثيرة عن واقعة توقيف الشخص المشتبه به، فقد أوضح بأنه كان يمارس عمله اليومي بشكل عادي، قبل أن يثير انتباهه شخص دخل إلى محله، لم يسبق له أن تتردد عليه من قبل، كان يحمل حقيبة ظهر ويرتدي سروال جينز وسترة جلدية، ويضع قبعة تخفي جانبا كبيرا من وجهه، وهو ما جعله يرتاب في أمره، خاصة وأن درجة الحرارة كانت مرتفعة في ذلك الزوال.

وأضاف، في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام، بأنه قام بالولوج إلى المواقع الإلكترونية، التي كان يبحر فيها الشخص المذكور في شبكة الأنترنيت، في محاولة منه لتبديد هواجسه، قبل أن يصاب بصدمة قوية، حين تأكد بأن الزبون غريب الأطوار كان يتبادل رسائل نصية مع مبحر آخر تتضمن عبارات ذات حمولة إرهابية، وتشير إلى تنظيم « الدولة الإسلامية ».

لم ينتظر صاحب « السيبير » طويلا، فقد غادر محله دون أن يلفت انتباه الزبون، الذي كان يستعمل الحاسوب الثابت رقم ثلاثة، وتوّجه مباشرة نحو « باب اغمات »، أحد الأبواب التاريخية للمدينة، ليقوم بإشعار رجال أمن كانوا يرابطون بالقرب من مرافق صحية عمومية.   اتفق المبلّغ مع رجال الأمن على خطة أولية تقضي بأن يتقدمهم إلى داخل المحل، قبل أن يقوموا بتطويقه ويتوجهوا مباشرة نحو الشخص المشتبه فيه، الذي بدا عليه الارتباك لحظة مداهمة الشرطة للمكان، محاولا إغلاق الحاسوب، ليتم منعه من ذلك من طرف صاحب الدكان، قبل أن يحاول الفرار، ليضطر رجال الأمن إلى محاصرته، ويصفدوه ويبطحوه أرضا ويحجزوا حقيبته، فيما كان يردد عبارات « تناصر المجاهدين »، وتدعو إلى « التصدي إلى الاعتداءات التي يقوم بها الصليبيون في العراق والشام »، واستمر في ذلك إلى أن حلت سيارات الشرطة التي اقتيد على متن إحداها إلى مقر ولاية الأمن.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي