-->

اللقاح.. أين الحقيقة؟ وهل يحقق المغرب المناعة الجماعية في 3 أشهر حقا؟

18 يناير 2021 - 22:00

لا يزال « الغموض » سيد الموقف فيما يخص انطلاق عملية التلقيح الكبرى ضد فيروس كورونا ببلدنا، ذلك بعد أن أخلفت السلطات موعدها الأول نهاية شهر دجنبر الماضي، كما سبق ووعدت في تصريحات رسمية متعددة وبلاغات توالت منذ شهر غشت الماضي، كان عنوانها الأبرز أن « المغرب سيكون من أوائل الدول حول العالم التي ستحصل على اللقاح المنتظر، وتحصن مواطنيها ضد جائحة كوفيد19 إلى جانب توزيعه وتصنيعه قاريا »، فيما وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، تواصل السلطات الرسمية نهج أسلوب « التكتم » الشديد حول سبب التأخر في انطلاق العملية ومسارها، دون تقديم توضيحات أو تفسيرات للرأي العام.

أيت الطالب متفائل بـ »ماي » لتحقيق المناعة الجماعية

تزامنا مع هذا الوضع الضبابي وتعذر وضوح الرؤية بالنسبة للرأي العام المغربي فيما يخص عملية التلقيح المنتظرة، عاد وزير الصحة خالد أيت الطالب مرة أخرى للخروج بتصريحات ووعود « قطعية ومثيرة للاستغراب »، دون أن يجيب عن الأسئلة الجوهرية التي ما فتئ يطرحها المواطن اليوم: « أين هو اللقاح؟ وبأي لقاح سيطعم المغاربة؟ ولماذا لم ينجح المغرب في توفير اللقاح لمواطنيه نهاية شهر دجنبر خلافا لدول مجاورة لم ترفع شعار « نحن الأوائل »؟ ثم متى موعد وصول اللقاح؟ وكم جرعة سيحصل عليها مبدئيا؟ ».

الوزير أيت الطالب، الذي اختار التوجه إلى الإعلام الرسمي مؤخرا، قال إن المغرب سيبلغ المناعة الجماعية ضد جائحة « كوفيد-19 » مطلع شهر ماي المقبل، وذلك بناء على جدول عملية تلقيح تستغرق 12 أسبوعا، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى المؤشرات العلمية والوبائية المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، يتعين تلقيح أزيد من 60 في المائة من الساكنة لتحقيق المناعة الجماعية.

وأورد الوزير أيت الطالب « المتفائل » في تصريحه أن المملكة اختارت استهداف 80 في المائة من الساكنة للخروج بسرعة من هذا الوباء الذي أثر عليها اجتماعيا واقتصاديا، مؤكدا، في المقابل، أن تحقيق المناعة الجماعية سيستغرق وقتا.

وفي هذا الصدد، أوضح أن الحملة ستتم خلال فترة الجائحة، وبالتالي في ظل الالتزام الصارم بالإجراءات الحاجزية، مضيفا أنه سيكون من الضروري الانتظار لمدة تزيد عن 14 يوما بعد تلقي الجرعة الثانية حتى يتمكن كل فرد من الوصول إلى مستوى معين من المناعة.
وتابع المسؤول الحكومي أن « الوقت وحده كفيل بالكشف عن المدة التي سيظل فيها اللقاح ناجعا ضد كوفيد19، أو ما إذا كان الفيروس سيصبح موسميا في المستقبل على غرار أنفلونزا الطيور (إتش1 إن 1) الذي تم إدراجه في برنامج التلقيح ضد الأنفلونزا ».

مصدر في وزارة الصحة: « أيت الطالب لا يملك جوابا لأسئلة اللقاح »

تصريحات خالد أيت الطالب الأخيرة التي لم تجب عن سؤال المواطن حول موعد وصول اللقاح إلى بر المغرب، تعطي بشكل عام انطباعا على أن المسؤول الحكومي نفسه « لا يعرف الموعد الرسمي لوصول هذا المضاد الحيوي ولا موعد انطلاق حملة التطعيم الكبرى »، وهو ما أكده مصدر أيضا في وزارة الصحة، الذي أوضح أن « وصول اللقاح ليس في يد وزير الصحة ولا وزارة الخارجية التي تتابع العملية من جانبها ».

مصدر « أخبار اليوم » شدد في حديث مقتضب على أن « موضوع وصول اللقاح من عدمه لا يتحكم فيه وزير الصحة، بل هو رهين بالتراخيص وبعملية التصنيع التي عرقلت الأمر منذ أشهر »، يقول المصدر ذاته رافضا التعليق على خرجات الوزير التي تضمنت « تقديرات زمنية فقط وليس موعدا قارا ».

وشدد المصدر ذاته على أن « الوزارة سهرت طيلة الأشهر الماضية على تنظيم عملية التلقيح، ووضعت استراتيجية واضحة من شأنها أو تضمن تلقيح جميع المغاربة إذا سارت الأمور كما خطط لها ولم يحدث أي خلل مرتبط بوصول اللقاح »، مضيفا: « لقد تأهبنا جميعا من أجل إنجاح خطة تطعيم المغاربة وتحقيق المناعة الجماعية لوجيستيكيا وبشريا… لكن همنا الأكبر هو وصول اللقاح وتواتر الدفعات المنتظرة وألا يحدث أي خلل ».

عضو اللجنة العلمية: ندعو الله في صلاتنا ليصل اللقاح.. ومحاولات جلبه السبت فشلت بسبب الطائرة

تصريح مصدرنا في وزارة الصحة، الذي رفض الكشف عن هويته، لا يتنافى مع تصريح آخر استقيناه من البروفسور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح، الذي أكد لـ »أخبار اليوم » أن « موعد اللقاح لا يزال في علم الغيب ».

عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح قال بالحرف: « موعد قدوم اللقاح لا نعرفه، وقتما صلينا كندعيو أن تتيسر الأمور »، مبرزا أنه « كان من المنتظر أن يصل اللقاح يوم السبت 16 يناير، غير أن الطائرة التي كان يفترض أن تذهب لجلبه تأخرت ووقع مشكل مرتبط ببرمجة الرحلة؛ « لهذا نقول الأسبوع المقبل، فكلنا مستعدون والأمور هنا في المغرب جيدة تماما. لا ننتظر سوى قدوم اللقاح المنتظر »، يقول الدكتور مشيرا إلى أن المغرب وفر 3047 مركز تلقيح قار، وأكثر من 3000 مركز تلقيح متنقل، وهو ما سيساهم في تسريع العملية المرتقبة.

وزارة الصحة لا تملك أدنى فكرة عن كمية الدفعة الأولى من اللقاح المنتظر

موضوع تحقيق « المناعة الجماعية » للمغاربة، الذي تعول وزارة الصحة على لسان وزيرها على تحقيقه مطلع شهر ماي، دفعنا إلى طرح سؤال: « هل ثلاثة أشهر التي حددها المسؤول الحكومي كافية لتحقيق المناعة الجماعية وتحصين المغاربة ضد الفيروس من الناحية الطبية، طبعا إذا ما استحضرنا واقع أن اللقاح لم يصل بعد؟ ».

هذا السؤال وجهته « أخبار اليوم » لعدد من المهنيين والخبراء المغاربة أولهم سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح، الذي أوضح أن اللجنة العلمية وبناء على توصياتها التي تم على أساسها وضع استراتيجية للتلقيح الوطني على مدار 12 أسبوعا، ترى أن هذه المدة الزمنية « كافية ومعقولة من الناحية الطبية، شريطة أن يأتي اللقاح بطريقة منتظمة لتحقيق المناعة الجماعية في الصيف وليس ماي ».

وردا على سؤال كمية اللقاح التي سيتوصل بها المغرب في الدفعة الأولى، وإن كانت ستكفي لتلقيح 5 ملايين مغربي كمرحلة أولى، يقول البروفسور عفيف إنه « لا يوجد خبر عن كمية اللقاحات المنتظرة في هذه المرحلة، وإذا وصلتنا كمية اللقاحات التي نريدها ووفق البرنامج الذي وضعناه، أكيد سنحقق المناعة الجماعية ».

وبخصوص ارتفاع فعالية لقاح « أسترا زينيكا »، الذي سيحصل عليه المغرب من الهند (البلد المصنع) الأسبوع المقبل، لدى مجموعة أولى من الأشخاص تلقوا نصف جرعة ثمّ بعد شهر جرعة كاملة، وتراجع الفعالية إلى 62 في المائة لدى مجموعة أخرى تلقت جرعتين يفصل بينهما شهر، وحول ما إذا كان المغرب سيعتمد على جرعتين كاملتين أو جرعة ونصف، يقول عفيف إن « المغرب سيطبق ما جاء في الترخيص؛ أي جرعتين ».

سبب عدم ترخيص المغرب لـ »سينوفارم »

عضو اللجنة العلمية لفت إلى أن توزيعه في كامل ربوع المملكة سيتم بشكل « عاد وطبيعي، فالمغرب يتوفر على تجربة عالية في ميدان اللقاح طيلة السنوات السابقة، التي قام فيها بتوزيع لقاحات الأطفال على المغرب كاملا، ومن إيجابيات هذا النوع من اللقاحات أن تخزينها يتم ما بين 2 و8 درجات، إذن لا يشكل أدنى مشكل بالنسبة للمغرب ».

وبرر البروفسور تأخر لقاح « سينوفارم »، الذي كان موضوع اتفاقية مشتركة وقعها المغرب شهر غشت الماضي بسبب « عدم استكمال بعض الوثائق الخاصة باللقاح والترخيص له، عكس أسترا زينيكيا أوكسفورد الذي سيلقح به المغاربة في المرحلة الأولى »، بقوله إن هذه المرحلة تستهدف أساسا الأطر الصحية التي أنهكتها الجائحة وتسببت في وفاة أزيد من 70 طبيبا جراء الفيروس، وهو رقم كبير نظرا للخصاص في المجال. فلتعويض طبيب واحد تلزمنا 10 سنوات أخرى، ثم الأطر الأمنية ورجال ونساء التعليم والفئات ذوي الهشاشة الصحية لكي لا ترتفع الحالات الحرجة في الإنعاش ».

اللجنة العلمية لـ »أخبار اليوم »: سنحقق المناعة الجماعية في يوليوز

تابع المتحدث بالقول: « نظرا للطفرات الجديدة للفيروس، حكومات الدول جميعها في سباق مع الزمن لتلقيح أكبر عدد من المواطنين وصد الفيروس »، مضيفا: « إذا أخذ المواطن الجرعة الأولى ثم الثانية فيلزمه الأمر 4 أسابيع أخرى ليحقق المناعة بما معناه شهرين، أي أنه خلال المرحلة الأولى مثلا إذا بدأنا التلقيح في 20 يناير، أخذ المرء جرعته الأولى ثم في 20 فبراير الثانية والأولى للمرحلة الثانية ثم 20 مارس، وبعدها بشهرين أخريين المرحلة الثالثة والأخيرة، فالأكيد أنه إذا سارت الأمور كما خطط لها ووصلت اللقاحات في وقتها ففي الصيف أواخر يونيو أو يوليوز سنحقق المناعة الجماعية ».

واعتبر البروفسور أن هذه الفترة الزمنية التي صرح بها أو عدد الفئات المستهدفة في عملية التلقيح خلال مراحلها الثلاث، « مجرد تخمينات وحسابات رياضية إلى حدود الساعة، ذلك أن الأمر مرتبط بالتصنيع والشحنات، فلا يوجد شيء مؤكد حاليا مادام اللقاح لم يصل بعد، ونحن ننتظر ونأمل 10 ملايين لقاح لتسير الأمور كما نريد ».

البروفسور المصطفى الناجي: احترام موعد الجرعة الثانية من اللقاح مهم جد

من جانبه، ثمن البروفسور الأخصائي في علم الفيروسات المصطفى الناجي الخطة التي وضعتها وزارة الصحة، والتي وضعت تاريخ 15 أبريل لاستكمال عملية تلقيح 80 بالمائة من المغاربة عبر ثلاث مراحل، ما يجعل المغرب في 15 ماي مستعدا لتحقيق المناعة الجماعية حتى يونيو، ويعود إلى حياته الطبيعية تدريجيا إذا سارت الأمور وفق الخطة الحكومية الموضوعة ولم يحدث خلل كما هو الحال بالنسبة لفرنسا، التي استقدمت ملايين الجرعات واستعملت منها فقط 300 جرعة.

وحول الفترة الزمنية التي يحتاجها الجسم لتكوين الأجسام المضادة بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، يقول الناجي: « الجرعتان تفصل بينهما 4 أسابيع، وبعد ثلاثة أشهر على أول جرعة يكون الجسم في مرحلة تكوين هذه الأجسام المضادة ضد الفيروس، ومن المؤكد والمطلوب أن يأخذ المواطن الجرعة الثانية في وقتها وإلا وكأنه لم يأخذ اللقاح أبدا ».

ويوصي البروفسور الناجي المواطنين بـ »احترام تاريخ الجرعة الثانية، وعدم الاكتفاء والتساهل من خلال الاقتصار على جرعة واحدة، ذلك أن الثانية هي الدفعة التي تؤدي إلى تقوية المناعة »، مشيرا إلى أن « أسترا زينيكا وسينوفارم أخذا ترخيصات في بلدانهم المصنعة، والترسانة القانونية في المغرب أساسا تستوجب هذا الترخيص من قبل الوزارة الوصية وعبر ترخيص مديرية الأدوية والصيدلة، وهو ما حصل عليه أسترا زينيكا وخول المغرب للحصول عليه وتطعيم المغاربة به على عكس سينوفارم ».

البروفسور جمال الدين البوزيدي: لا نزال متأخرين عن المناعة الجماعية.. 

من جانبه، يستبعد البروفسور جمال الدين البوزيدي، تحقيق المغرب للمناعة الجماعية في غضون ثلاثة أشهر، في ظل غياب اللقاح وعدم انطلاق حملة التلقيح حتى الآن، مرجحا أن يكون المغرب في الحاجة إلى 4 أو 5 أشهر على الأقل انطلاقا من بدء عملية التلقيح بشكل رسمي.

البوزيدي وفي تصريح لـ »أخبار اليوم »، قال إن « الجسم وبعد الجرعة الثانية يكون في حاجة لـ15 يوما على الأقل من أجل إنتاج مضادات الأجسام »، موردا في هذا الشأن أنه « لو كانت السلطات الصحية قد وفرت اللقاح في مطلع شهر يناير الجاري، لكانت تمكنت من تحقيق المناعة الجماعية فعلا حتى أواخر شهر يونيو المقبل »، مضيفا: « المناعة الجماعية لا تتم في أحسن الأحوال إلا إذا استطاعت الدولة تطعيم أكثر 50 في المائة من المواطنين، غير أن حكومتنا طموحة وقررت رفعها إلى 80 في المائة وهذا جيد، لكن لماذا لا زلنا متأخرين؟ ».

وأشار البوزيدي إلى أن التقنية المستعملة في « سبوتنيك » و »سينوفارم » و »سينوفاك » وإن كانت تكلفتهم المادية أعلى، تبقى آمنة مقارنة مع « أسترا زينيكا » الذي كشفت باحثة فرنسية مؤخرا أنه باعتماده وكأن الواحد يحارب فيروسا من خلال إدخال فيروس آخر، ذلك أنه استعمل فيه مضاد من حيوان الشامبانزي والمسمىطبيا le vecteur viral ».

 المغرب لن يحقق المناعة الجماعية قبل تحقيقها عالميا.. ربما في 2022

خلافا للتصريحات المهمة التي قدمها الخبراء والمهنيون بخصوص تحقيق المناعة الجماعة وتصريحات وزير الصحة خالد أيت الطالب، لا يتفاءل الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، بتحقيق المغرب للمناعة الجماعية قبل تحقيقها عالميا، وهو ما لن يتم قبل 2022 إذا لم تحدث مفاجآت وبائية غير سارة.

ومن الناحية العلمية، يقول الطيب حمضي في تصريح خص به « أخبار اليوم » إنه « يجب أن يكون ما يناهز 60 أو 75 في المائة من المغاربة يملكون مناعة، سواء المناعة المكتسبة من التلقيح أو الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بالفيروس واكتسبوا مناعة من خلال المرض »، وهي النسبة التي يشدد الطبيب على أننا « لا نعرفها حاليا في غياب المعطيات الرقمية، ذلك لأن المناعة الجماعية ذات علاقة مباشرة بـr0 أو ما يسمى بمؤشر الانتشار الفيروس، بمعني أنه كلما كان معدل التكاثر مرتفع كلما ارتفعت النسبة ».

ولتوضيح فكرته، يقول حمضي: « نحتاج لمعادلة رياضية لحساب فكرة تقريبية عن المناعة الجماعية، وحاليا بالنسبة لكوفيد19 نعتقد أنها تدور في فلك 70 بالمائة من المجتمع المغربي، وهذه معادلة لا يمكن تطبيقها على الواقع بشكل أعمى، لأنه يجب أولا أن نرى كيفية تغطية هذه النسبة، وتوجد طريقة أخرى وهي النمذجة الرياضية، بحيث تتم رقمنة المعطيات والمؤشرات الوبائية ويتم حساب إذا كانت مناعة متى تتوقف، لكن عموما تدور حول 60 أو 70 في المغرب »، بحسب تقديرات الطبيب حمضي.

وتابع المتحدث: « المعطى الثاني أنه لدينا شخص يأخذ الجرعة الأولى ثم الثانية بمدة زمنية تفصل الجرعتين بـ3 أسابيع بالنسبة لسينوفارم و4 أسابيع بالنسبة لأسترا زينيكا، ويجب أن يأخذ اللقاحات وينتظر 3 أسابيع ليتحقق مناعته هو شخصيا وليس المجتمع، إذن نظريا يجب أن ننتظر ثلاثة أسابيع بعد آخر شخص يأخذ تلقيح من مجموع 70 بالمائة من المواطنين المغاربة، وآنذاك يسعنا التحدث عن تحقيق مناعة جماعية ».

وشدد الأخصائي على أن « المغرب ومن أجل تحقيق مناعة جماعية من الضروري أن يوفر أربعة شروط محددة علميا؛ أولها أن يبدأ التلقيح في يناير، ثم أن تصله باقي جرعات اللقاحات في وقتها متتابعة، والشرط الثالث هو مشاركة المغاربة المعنيين بالتلقيح في الحملة بشكل جماعي وسريع، والشرط الرابع أن لا تظهر سلالة فيروسية جديدة تفشل المجهودات المبذولة في اللقاح الأول ».

وزاد حمضي في حديثه لـ »أخبار اليوم »: « إذا لاحظنا تحسنا وقتها يمكن أن يبدأ رفع الإجراءات الترابية وإمكانية التجمعات، أي سنعود تدريجيا لنكون في الخريف مستعدين لرفع الإجراءات الوقائية، لكن فرضا حققنا هذا، سيكون أمام المغرب عائق أكبر، وهو أنه لدينا 25 بالمائة من سكان العالم لن يصلهم التلقيح، وبالتالي سيبقى احتمال سلالة جديدة قائما دائما للأسف ».

ويتوقع الطبيب حمضي أن « تبقى جميع الدول تحت المراقبة الوبائية سنتي 2021 و2022، وذلك حتى تضمن مناعة جماعية في العالم بأكمله، وهو تماما ما ينسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية، التي تقول إنه لا يمكن حاليا الحديث عن مناعة جماعية. إذن المغرب لا يمكنه تحقيق المناعة الجماعية بمفهومها العلمي قبل أن يتحقق ما سبق ذكره، وإلا فالخطر سيبقى قائما دائما ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي