في مثل هذا اليوم قبل سنة، انطق موقع (اليوم 24) في بحر الاعلام الالكتروني. انطق بفريق صغير وباحلام  كبيرة، وبرصيد مهني وعزيمة على المساهمة في التأسيس لإعلام جديد في المغرب. اعلام مستقل ومهني وجريء وقريب من الشباب…مضت سنة، واذا بالموقع يقطع مسافة كبيرة ويتحول الى الموقع الإخباري الثاني بالمغرب.
 اليوم يعيد الموقع الاطلالة على ربع مليون مواطن، الذين يزورونه كل يوم بحلة جديدة، وأبواب جديدة، ونفس جديد، وخدمات جديدة، وخدمة فيديو متطورة، من اجل الوصول الى بوابة الكترونية متكاملة.
شكرًا للقراء الذين أعطوا لهذا الموقع وفريقه الشاب والطموح هذه المكانة، ووعدنا لهم بالاستمرار على نفس الطريق، اعلام مواطن مهني متقيد بأخلاقيات الصحافة وفي خدمة الحقيقة وتعرية الفساد وفضح الزيف. يذهب هذا القارب الالكتروني كل يوم بعيدا ليبقى قارئه قريبا من الأحداث ومن المعلومات ومن مصادر الأخبار والرأي والتحليل التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، فلا احد يشكل رأيا افضل من نوع المعلومات التي لديه…
قديما كان مشكل الاعلام هو المعلومة، واليوم اصبح مشكل الاعلام الالكتروني هو المصداقية…الان هناك غابة من المواقع الالكترونية، محلية وعربية ودولية، وهناك جهات كثيرة دخلت الى السوق الإعلامي الالكتروني، وليست كلها راغبة في تطوير المهنة وتقديم خدمة جيدة، هناك من يريد الاعلام وهناك من يريد التشهير، وهناك من يريد التجارة في كل شيء، وبأي طريقة، وهناك من يخدم أجندة سياسية معينه ويقبض الثمن ( كاش)، وهناك وهناك اشكال وألوان … الحقل الالكتروني يعج بالألغام، لكن مع ذلك فإن الطفرة الالكترونية قد فتحت اليوم عصرا جديدا للصحافة التقليدية اذا عرفت هذه الاخيرة كيف توظف التكنولوجيا من اجل مضمون إعلامي مهني وجاد وفي خدمة التحول الديمقراطي الغائب في مجتمعاتنا، فإنها ستحقق معجزة وتطورا كبيرا في ذهنيات الناس وإدراكهم.
الويب اليوم يقود اكبر تحول ثقافي واجتماعي في مجتمعنا المحافظ حد الجمود، والويب اليوم يحرر طاقات الشباب ويجعل الصوت عاليا والصورة مرئية والحقيقة قريبة من الناس، الويب اليوم يعيد رسم ملامح مجتمع المعلومة والتواصل والتفاعل والتعبير عن الراي والاختلاف، الويب هو الفضاء الديمقراطي الوحيد في العالم العربي والمغاربي، حيث يصوت الناس دون خوف من تزوير إرادتهم، وحيث يعبر الشباب دون رقابة، وحيث يقرر المواطنون في لائحة ما يقرؤون او يسمعون او يشاهدون …
هذه ثورة هادئة في بلاد ظل المستشرقون يقولون عنها:( ان كل شيء في المغرب يتغير من اجل ان لايتغير اي شيء)..
شكرًا مرة اخرى للقراء الذين وضعوا ثقتهم في هذا القارب الالكتروني، شكرًا للصحافيين كل واحد باسمه، والذين يسهرون ويتعبون لحمل الأخبار إليكم، شكرًا للطاقم التقني الذي اجتهد لرسم معمار إلكتروني جديد في مستوى الحلم والأمل، شكرًا لجريدة اخبار اليوم ومؤسسة ميديا 21 التي احتضنت هذه المغامرة حتى أصبحت حقيقة …
توفيق بوعشرين
مدير موقع اليوم 24 .
             
                 
             
                                     
                                    