أمام محطات القطار، ووسط المطارات وبجانب المرافق الحساسة للبلاد، وفي مشهد غير مُعتاد من طرف المغاربة، يقف ثلاثة أو أربع رجال بزي أخضر وبيمينهم رشاش، أما وُجوههم فقد خُطت عليها علامات الصرامة والجدية. هكذا يبدو مشهد عناصر الجيش المغربي الذين ينتشرون في مختلف مناطق المملكة تنفيذا لمُخطط « حذر »، الاستباقي. [related_posts]
[related_post] « اليوم24″، نزلت إلى شوارع المملكة لتجس نبض الشارع، وتعرف ما يقوله المواطن المغربي عن هذا المشهد الجديد على المغرب، فكانت النتيجة أن المغاربة منقسمون بين قلة « جاهلة » للموضوع، وأغلبية ساحقة ترى في وجود العناصر الخضراء تعزيزا للأمن لكن ذلك لا يزيدها إلا خوفا من تلك التهديدات التي بسببها خرج الجيش من ثكناته ليتوجه إلى وسط البلاد عوض حدودها.
هنا بالرباط، المشهد لا يختلف عن باقي المدن، محطة القطار « الرباط المدينة »، التي لا تبعد إلا بأمتار قليلة عن مقر البرلمان المغربي، وأيضا عن القصر الملكي ووزارة التربية الوطنية وعدد من المُؤسسات الحيوية. أمام الباب الكبير وقف بضعة رجال من الجيش، والمواطنون منقسمون بين مندهش للأمر ومُستفسر عن سبب النزول، أهي زيارة ملكية أم استعراض رسمي..
كريم، شاب في العشرييات من عمره يدرس في كلية الحقوق بالرباط، عبر لـ »اليوم24″، عن ارتياحه لوجود الجيش بين المواطنين، مُعتبرا أن ذلك من شأنه أن يعزز الأمن بالبلاد، فيما قال إن « الجيش عنصر مهم، ونزوله إلى الشارع سيكون بكل تأكيد من أجل أن نعيش نحن بسلام« ، لكن غير بعيد من كريم وقفت خديجة وثلاث من زميلاتها بالعمل، التي بالرغم من اتفاقها بخصوص تعزيز الأمن إلا أن هذه الشابة الثلاثينية، اعتبرت أن نزول الجيش سابقة من نوعها في تاريخ المغرب الحديث، موضحة أن ذلك « لا يكون إلا لأمر جلل« ، على حد قولها لـ »اليوم24 ».
[youtube id= »i_Fxw9Q0yks »]
بعيدا عن الاثنين تحدثت « اليوم24″، إلى أربع شباب آخرين أكدوا جميعا أن « هذا النزول غير المسبوق للجيش وراءه شيء خطير جدا، وهو الشيء الذي يجعل المغاربة يعيشون في نوع من الرهبة والخوف من أي هجوم إرهابي مُتوقع« ، لكن في المقابل، ورغم إشادتهم بوجود عناصر الجيش المغربي بين المواطنين، إلا أنهم عابوا على الحكومة « تكتمها »، عن تفاصيل هذه الهجمات المرتقبة.
[related_video] وأوضح أحد الشباب الأربعة لـ »اليوم24″، أن تكتم الحُكومة غير مفهوم، معقبا بالقول « نعم، ربما الأمر يتعلق بمعلومات أمنية حساسة، لكن في المقابل المواطن المغربي من حقه أن يعرف الخطر الذي يُهدده حتى يأخذ جميع احتياطاته« ، وأيضا « من أجل وقف الشائعات والتأويلات البعيدة عن الواقع كل البعد« ، يردف المتحدث.
وبخُصوص تداعيات هذا الاستنفار الأمني، أوضح كريم المستخدم بأحد مراكز الاستماع بالرباط، لـ »اليوم24″، أن « من شأن هذه التهديدات الإرهابية للمغرب أن تكون لها تداعيات سلبية على السياحة »، مٰشيرا الى ان « السياح الاجانب سينتابهم الاحساس بان حياتهم محط استهداف عند زيارتهم للبلاد، وهو الشيء الذي سيدفعهم لتغيير وجهاتهم إلى دول أخرى ».
وفي نفس السياق، حذر بعض المواطنين من أن « تنقلب هذه الاجراءات الامنية من إجراءات لحماية المواطنين والسهر على أمنهم »، إلى حملة من الاعتقالات التي وصفوها بـ »التعسفية »، و »العشوائية »، على غرار ما وقع أيام تفجيرات السادس عشر من ماي.