-->

السحيمي: بإمكان الملك تجريد مولاي هشام من لقب الأمير.. لكن لا أتوقع ذلك لأسباب عائلية

24 ديسمبر 2018 - 18:01

كشف الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، في حوار مع قناة « فرانس 24 » بالفرنسية مساء الجمعة، الماضي أنه وجه طلبا رسميا إلى الملك من أجل إعفائه من لقبه الأميري بصفة نهائية، حتى يصير “مواطنا عاديا” يحمل اسم « هشام العلوي ». وقال الأمير إنه وجه طلبا للقصر منذ ثلاث سنوات طالبا التخلي عن لقبه، لأنه يريد البقاء “بعيدا عن المؤسسة الملكية”. بل إنه كشف أنه باشر إجراءات قضائية مع محاميه، لكن “لا توجد محكمة مغربية قادرة على البت في هذا الطلب”، مشيرا إلى أن هذه المسألة من « صلاحيات الملك ». وحين سُئل بأنه حاليا، أمير وله ترتيب في العرش، ومع ذلك يقول بأنه أمير منبوذ، رد قائلا: « لا علاقة لي بالمؤسسة الملكية ». وحول ما إذا تلقى ردا على طلبه من الملك، قال إنه يعلم أن الملك لديه مشاغل كثيرة تهم المغاربة أهم من حالة مواطن عادي، لكنه أشار إلى أن هذه القضية سياسية وينتظر البت فيها قريبا، قائلا: « أعرف أن الملك له أجندة مكثفة، ولكن هذا الملف معروض عليه ويتعامل معه في إطار احترام موقفه وذاكرة والده »، مشددا على أنه من الأفضل البت في الطلب قريبا. وحول أهدافه من التحرر من لقب أمير، قال « أريد أن أعيش متحررا وانتهز الفرص المتاحة ». وحول ما إذا كان من هذه الفرص ممارسة العمل السياسي 
رد قائلا: « لِم لا ».

للإشارة، ليست هذه هي المرة الأولى التي عبر فيها الأمير عن رغبته في التخلي عن صفة أمير، فقد سبق أن كشف للقناة نفسها (النسخة العربية) في شتنبر 2017، بأنه يحب أن يُنادى عليه بـ »هشام العلوي »، كما عرف بتصريحاته المنتقدة للعهد الجديد لدرجة أنه صرح بأنه تحدث مع الملك في بداية حكمه عن ضرورة التخلي عن المخزن وبناء دولة حديثة، ما أدى إلى إبعاده عن القصر، واختياره طوعا مغادرة المغرب والاستقرار في أمريكا رفقة أسرته.

هذا، ويعتبر إعلان مولاي هشام عن طلبه للملك بالتخلي عن لقب الأمير « مفاجئا »، حسب مصطفى السحيمي، أستاذ العلوم السياسية، وهو موقف « يعني رغبته في أخذ مسافة من حكم الملك وعدم تحمل أي مسؤولية عن تدبير العهد الجديد ». لكن طلبه يطرح تحديات، حسب السحيمي، فلقب أمير حصل عليه « وراثة »، وهو يعتبر « الثالث في ترتيب العرش ». فهو ابن عن الملك وابن أخ الحسن الثاني وحفيد محمد الخامس، « ووضعه مؤطر بالدستور ». فهل يمكن حذف صفته كأمير؟ هذه سابقة، لكن يرد السحيمي بأنه من الممكن ذلك، لأن الملك بإمكانه منح صفة أمير وصاحب السمو، وبامكانه سحبها، ومن أمثلة ذلك منحه صفة أمير لمولاي علي زوج للافاطمة الزهراء سنة 1962، ومنحه لقب أميرة للاسلمى سنة 2002، ومنح لقب صاحبة السمو لكلثوم زوجة الأمير مولاي إسماعيل سنة 2017. وحسب السحيمي، فإنه استنادا إلى قاعدة « توازي الشكليات »، التي تعني أن من يعين يمكن أن يعزل أو يحذف، فإنه « بإمكان الملك تجريد الأمير من صفته ». لكن من وجهة نظره الشخصية لا يتوقع أن يقدم الملك على اتخاذ هذا القرار، لأسباب « عائلية »، فالملك 
هو المسؤول عن العائلة.

لكن ماذا يعني حمل صفة أمير؟ إنها تعني، حسب السحيمي، الحماية الدستورية والقانونية لشخص الأمير الاعتباري وحصوله على جواز دبلوماسي وله حق في البروتوكول، ومقابل ذلك، فهو مطوق بواجب التحفظ. لكن مولاي هشام اختار التموقع كشخصية سياسية معارضة فعليا، فهو يبدي مواقفه في القضايا السياسية وينتقد ويعارض، واختار منذ 19 سنة البقاء بعيدا عن المؤسسة الملكية. حسب السحيمي، فإنه يمارس دور « الضحية »، يقول بأنه « أمير منبوذ » حسب عنوان كتابه، لكنه يقر أنه اختار منفى اختياريا. فهل يريد الأمير أن يحصل على إقرار رسمي بطرده من المؤسسة الملكية؟. 6

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي