"حجاب رياضي" يُثير جدلا سياسيا كبيرا في فرنسا.. ونفاذ الكميات منه في المغرب

27 فبراير 2019 - 18:21

منذ أن أعلنت شركة « ديكاتلون » الفرنسية، يوم الثلاثاء الماضي، رغبتها في تسويق « حجاب رياضي » في فرنسا، والجدل مثار حوله، إذ أصبح قضية رأي عام في فرنسا، بعدما أعربت هيآت سياسية فرنسية، وعدد من المستهلكين نيتهم في عدم شراء هذا المنتج، ومقاطعة الشركة.

وقالت صحيفة « إلموندوا » الإسبانية، أمس الثلاثاء، إن إطلاق سلسلة المتاجر الفرنسية « ديكاتلون » حجابا للنساء الراغبات في الركض، قد أثار الجدل في فرنسا، على الرغم من أنه لا يباع في الأسواق الفرنسية.

وتقول الصحيفة إن حجاب السباق، أو الركض، أطلقته العلامة التجارية « ديكاتلون » خصيصا للنساء، اللائي يرغبن في تغطية شعرهن أثناء الركض، خصوصا « المغربيات ».

وهذا الحجاب مصنوع من البوليستر، وقد جرى إطلاقه عند التحقق من أنه مريح، ولديه التهوية المناسبة، بعد تجربة العديد من النساء له.

وأكدت « ألموندو »، أنه جرى بالفعل تسويق حجاب « ديكاتلون » في المغرب، وأدرج على النسخة الفرنسية من موقع العلامة التجارية، إلا أنه لم يعد من الممكن الحصول عليه لأن الكمية الموجودة منه قد نفذت.

 وأشارت شركة « ديكاتلون » أن رئيسها التنفيذي أعلن، عبر « توتير » أنه « يمكن للنساء، مهما تكن خلفياتهن، أن يستخدمن هذا المنتج إذا رغبن في ذلك ».

وقالت الصحيفة إن النقد الموجه إلى هذا المنتج يصعب إيقافه، مشيرة إلى أن المتحدثة باسم الجمهوريين « ليديا غيرو » ثارت ضد « ديكاتلون » على صفحتها في « تويتر »، وقالت إن الشركة « تخضع إلى الإسلاميين، وتتنكر لقيم حضارتنا الفرنسية »، بحسب وصفها.

france

أما النائبة الاشتراكية في البرلمان الأوربي « فاليري رابولت »، فاقترحت مقاطعة « ديكاتلون » في فرنسا، مؤيدة بذلك ما ورد في بيان لرابطة القانون الدولي للمرأة ينتقد الحجاب باعتباره مؤشرا على أنها تروج للفصل بين الجنسين.

ويقول بيان الرابطة إنه « أمر سيئ للغاية بالنسبة إلى ملايين النساء، اللوائي يقاتلن حول العالم من أجل حرية أجسادهن، وعقولهن، ويخاطرن بحياتهن »، متسائلا هل يريد عالم الرياضة حقا أن يساهم في وأد حرية المرأة؟.

وهذا رأي يخالفه الكثيرون ممن ينتقدون العلمانية الفرنسية، التي يصنفها بعضٌ بأنها ثقافة تعادي الأديان، ولا تحترم الخصوصيات الدينية والثقافية للأمم الأخرى.

وقالت الصحيفة، في تعقيبها إزاء هذا الجدل، إن مدير الاتصالات الخارجية للشركة « غزافييه ريفوار » أكد لصحيفة « لوفيغارو » أنه لا ينبغي عرض هذا المنتج للبيع في فرنسا في الوقت الراهن، واعترف بأنه كان من الخطأ عرضه على النسخة الفرنسية من الموقع، وأكد أن المنتج قد تم إنشاؤه للسوق المغربية.

وقال المدير إن « ديكاتلون » تهدف من وراء هذا المنتج إلى جعل « الرياضة في متناول جميع النساء »، وقالت « أنجليك تيبو » المسؤولة عن العلامة التجارية، الخاصة بالشركة، إن هذا المنتج من شأنه أن يساعد على ضمان أن كل امرأة ستكون قادرة على الركض بحرية في كل مدينة، وفي كل بلد، بغض النظر عن مستواها الرياضي، وشكلها، وديانتها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن التسويق في فرنسا للمنتجات، التي تستهدف النساء المسلمات أمر يثير الجدل دائما، كما كانت الحال عندما أطلقت « نايك » في دجنبر 2017 حجابا للسباق، وكذلك عندما أظهر إعلان تسويقي لشركة « غاب » فتاة صغيرة مغطاة الشعر.

وختمت الجريدة، بأن سوق الأزياء، الذي يستهدف المسلمين على وجه التحديد، من المتوقع أن يصل إلى 484 مليار دولار في عام 2019، وفقا لتوقعات تقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي، الذي صدر عن « تومسون رويترز ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي