-->

"الأحرار یطلق من دمنات "حملة انتخابیة سابقة لأوانها

05 نوفمبر 2019 - 10:00

رغم التنبیه الملكي في خطاب افتتاح السنة التشریعیة إلى أن المرحلة الحالیة لازالت بعیدة عن الانتخابات وما تتسم به من صراعات، وأن الأولویة الملحة تقتضي التعبئة من أجل مواجهة التحدیات الاقتصادیة والاجتماعیة، أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار، أول أمس،
ما ّسماه برنامج « 100 یوم 100 مدینة »، من مدینة دمنات نواحي مراكش، في خطوة وصفها كثیرون بأنها « حملة انتخابیة سابقة « لأوانها.
وكشف عزیز أخنوش، رئیس التجمع الوطني للأحرار، أن الهدف من وراء الحملة الجدیدة هو « الاستماع والإنصات إلى المواطنین من « أجل التعرف على أولویاتهم، وكیف یرون مستقبل مدنهم، خاصة في قطاعات الصحة والتعلیم والشغل والبنیات التحتیة.
وأوضح رئیس الأحرار أن هذه الحملة ستمتد إلى غایة نهایة یونیو 2020 ،ستزور خلالها قیادات الأحرار 100 مدینة متوسطة وصغیرة، من تلك التي تعاني مشاكل التهمیش والفقر، في أفق صیاغة حزبه لبرنامج سیاسي واقعي وعملي، وبمقاربة تشاركیة مع المواطنین، وفق منهجیة ستغیر بشكل جذري نمط اتخاذ القرارات. وعهد إلى محمد بوسعید، المنسق الجهوي للحزب بالدار البیضاء- سطات، الإشراف على هذه الحملة وطنیا، حیث یعتزم الحزب، الذي یشكل القوة الثانیة في الحكومة، ویقود أبرز القطاعات الحكومیة الاقتصادیة والإنتاجیة، على رأسها وزارة الفلاحة والصید البحري ووزارة المالیة والاقتصاد، زیارة ثلاث مدن صغیرة ومتوسطة في الوقت عینه، بهدف خلق دینامیة مستمرة حتى صیف 2020.
وكان أخنوش قد ّصرح قبل أسابیع بمدینة أكادیر أن الهدف هو الإنصات للمواطنین من أجل إعداد البرنامج الانتخابي للحزب، الذي سیخوض به انتخابات 2021 ،لكن بعد الخطاب الملكي برسم افتتاح السنة التشریعیة، یلاحظ أن الخطاب الانتخابي المباشر اختفى من خطاب قیادات الحزب، أول أمس، في دمنات، لكن لا یبدو أن شیئا آخر تغیر عما سبق وأن رسمه الحزب وأعلن عنه في أكادیر نهایة شتنبر الماضي.
وفي كلمته، أول أمس، بدمنات، اعتبر أخنوش أن البرنامج الجدید لحزبه لا یهدف إلى « ربح صوت الصنادیق »، بل إن ما یهمه أكثر هو « الفوز بصوت المواطن »، مؤكدا أن الاستحقاقات الانتخابیة ما تزال بعیدة، وعلى الأحزاب الجادة أن تنزل للمیدان، وأن تنصت للناس في الشارع.
وسبقت طریقة تنظیم حزب الأحرار للقاء دمنات ما راج خلاله من مواقف، حیث ركزت بعض وسائل التواصل الاجتماعي على « الموائد » التي نصبت للحاضرین، أكثر مما تحدثت عن مضامین اللقاء ومواقف أخنوش، التي خلت من المواقف السیاسیة، اللهم بعض الإشارات العارضة والمنتقدة إلى قضیة حرق العلم الوطني في فرنسا قبل أسبوع.
في هذا السیاق، اعتبر عبدالرحیم العلام، أستاذ العلوم السیاسیة، أن انخراط حزب التجمع الوطني للأحرار في حملة انتخابیة « لیس شیئا معیبا، لأن وظیفة الحزب الأساسیة هي التأطیر والإعداد للانتخابات، لكن السؤال هو هل الحملة الانتخابیة تجري بمنطق دیمقراطي أو بمنطق شعبوي؟ ».

وأضاف العلام أن المتتبع لحزب التجمع الوطني للأحرار یجده « حزبا وفیا لنهجه السیاسي الذي تأسس علیه منذ نهایة السبعینیات، أي الاشتغال مع الأعیان ومن هم على شاكلتهم، باعتماد الموائد والوعود بالمزایا والمواقع، وهذا نهج معمول به وله زبائن « من الناس تحبذه وتنخرط فیه.
واعتبر العلام أن استمرار عزیز أخنوش على النهج نفسه، معناه أنه بدوره « یفضل الاستمرار في الاشتغال بالأسلوب نفسه الذي سبقه إلیه غیره، والاستثمار في الفئات نفسها، وهذا یعني أنه حزب ّ وفي لنشأته، ولا شيء تغیر في الجوهر، وهذا الخیار لن ینتج تغییرا عمیقا، ولا وعیا دیمقراطیا حقیقا، ولا برامج سیاسیة حقیقیة ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي