-->

أزمة في موريتانيا بسبب إغلاق البوليساريو معبر الكركرات

03 نوفمبر 2020 - 20:00

في عز الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، برزت على السطح في الأيام الأخيرة بوادر توترات جديدة ذات طابع سياسي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، بل أكثر من ذلك، أصبحت بعض هذه التوترات تهدد الأمن القومي والغذائي والصادرات السمكية الموريتانية إلى أوروبا عبر المغرب.

إذ لم يسبق تقريبا أن تزامنت بالمنطقة أزمات في فترة واحدة، بدءا بالاستفزازات والتصعيد المتواصل لليوم الرابع عشر من قبل عناصر تابعة لجبهة البوليساريو في معبر الكركرات، مرورا بالتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة لإغلاق المعبر على الجارة الجنوبية موريتانيا، وصولا إلى الجزائر التي تعيش على إيقاع « اللا يقين » بعد نقل الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، للعلاج في ألمانيا منذ أيام، وضعف إقبال الجزائريين على استفتاء تعديل الدستور، أول أمس الأحد، في ظل غياب الرئيس والحديث عن أن الفريق رئيس الأركان المعين من طرف الرئيس نفسه، السعيد شنقريحة، أصبح هو الرجل القوي والحاكم الفعلي للجزائر.

في هذا الصدد، لازال غياب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن البلاد متواصلا، بعد أن لم يستطع، أول أمس الأحد، المشاركة في استفتاء تعديل الدستور الذي كان من أكبر الداعين إليه، ورغم ذلك، صوت الرئيس غيابيا بعدما « تكلفت حرمه بالإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديل الدستوري »، وفق ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.

واعترف البيان نفسه أن الرئيس يوجد « في أحد المستشفيات الألمانية المتخصصة لتلقي العلاج ». ويرى العديد من المراقبين أن الدستور الجديد يرجح كفة الجيش الذي يعتبر الحاكم الفعلي للجارة الشمالية، لاسيما وأن التعديل الجديد يُخول للجيش القيام بعمليات وتدخلات خارج الحدود الجزائرية، ما يرجح إمكانية أن يكون الجيش الجزائري يريد أن يلعب أدوارا كبرى في المنطقة قد تثير توجس دول الجوار.

لكن بعض المصادر الإعلامية قالت إن الجزائريين، الذين كانوا يرفضون الانتخابات التي قادت تبون إلى الرئاسة، قاطعوا الاستفتاء، مرجحة أن تكون نسبة المشاركة أقل من نسبة 39.93 في المائة التي سجلت خلال الانتخابات الرئاسية.

ويظهر أن المغرب حاضر بقوة في أجندة حكام الجزائر حتى في يوم الاستفتاء على الدستور، إذ زعم وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، عقب الإدلاء بصوته، أن البوليساريو « لديها السيادة الكاملة على أراضيها »، لكن هذا الكلام الشارد يعبر في العمق عن غضب وتوجس الجزائر من النجاحات المهمة التي حققها المغرب في ملف الصحراء منذ 2017، وعلى رأسها فتح دولة الإمارات قنصلية لها بالأقاليم الجنوبية. كما أن القرار الأممي الأخير كان وقعه قويا في الجزائر والمخيمات، بعد أن تحدث عن « حل سياسي » بدل الرواية الانفصالية، القائمة على « استفتاء تقرير المصير » الذي تجاوز الزمن.

في نفس السياق، لازالت عناصر تابعة لجبهة البوليساريو تمعن في إغلاق معبر الكركرات لليوم الـ14 على التوالي، في تحد واضح للمغرب والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، الذي دعا جميع الأطراف إلى التهدئة وتجنب التصعيد، إذ أن البوليساريو لم تعد تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم واحد الموقع مع الأمم المتحدة، بل تهدد الاستقرار والأمن الغذائي والاقتصادي في موريتانيا.

في هذا الإطار، توصلت « أخبار اليوم » بمعطيات من العاصمة نواكشوط، تحذر من أن « الوضع كارثي » في موريتانيا، بعد إغلاق المعبر من قبل البوليساريو مقابل صمت موريتانيا، وعجز الأمم المتحدة عن دفع عناصر الجبهة للانسحاب وإخلاء المعبر.

المصادر ذاتها قالت للجريدة إن « الخضروات والفواكه شبه منعدمة، وأسعار الموجودة منها زادت بنسبة 500 في المائة »، وأردفت المصادر عينها: « إذا استمر الوضع هكذا، فإن الشعب الموريتاني سيثور في وجه جبهة البوليساريو ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي